رأت صحيفة "الراية" القطرية في افتتاحيتها أنه " من المهم أن يدرك المجتمع الدولي أن عقد محادثات أستانا للسلام في سوريا مرهون بمدى التزام النظام السوري والدول الداعمة له باتفاق وقف إطلاق النار ومدى استعدادهم للحل الجذري للأزمة، ولذلك فإن هذه المحادثات تُشكل اختباراً حقيقياً لموقف كل من ​روسيا​ وإيران باعتبارهما دولتين لهما تأثيرهما على الأزمة"، معتبرة أن "المطلوب خاصة من إيران إبداء حسن النية وليس فرض لاءات حول الدول المشاركة في المحادثات وإعلان متحدث باسم الكرملين أن موقف إيران يساهم في تعقيد المحادثات هو اعتراف صريح بالدور السلبي لإيران في الأزمة السورية، ولذلك فإن طهران ستجد نفسها معزولة إذا ما واصلت السير في سياسة تعقيد هذه المحادثات، وتجاهلت مطالب الجميع لها ومن بينهم روسيا بلعب دور إيجابي".

واشارت الى أن "مشاركة أميركا في محادثات أستانا أمر ضروري ومطلب ملح، حتى لو كانت رمزية في جولة الغد وهذه المحادثات تُشكل أول اختبار حقيقي للإدارة الأميركية الجديدة بقيادة دونالد ترامب، وإن غياب التمثيل الأميركي يعني منح الفرصة لروسيا وإيران للعب دور أكبر، والمطلوب حدوث توازن مع هذا الدور بموقف أميركي واضح وعادل خلال المحادثات، والتي يجب أن تقود إلى وقف حقيقي لإطلاق النار وتمهد الطريق من أجل العودة إلى جنيف".

ولفتت الى أن "الجميع يدرك أن النظام السوري حتى الآن لم يلتزموا بالهدنة وأن هذه الخروقات هي بمثابة اختبار وتحدٍ لإرادة المجتمع الدولي حيث ظهر جلياً أن النظام السوري والميليشيات المساندة له، هم من يقومون بهذه الخروقات التي تُشكل حجر عثرة أمام المفاوضات المرتقبة، ولذلك فهناك تخوف حقيقي من الانجرار إلى حل يفرضه النظام".

وأضافت: "على روسيا وإيران أن تدركا أن موقفيهما من محادثات أستانا صارا على المحك بسبب عدم الضغط على النظام والميليشيات للالتزام بوقف إطلاق النار، وأن ما يجري حالياً في سوريا من هجمات وغارات ممنهجة ضد المدنيين العزل يعتبر فشلاً ذريعاً لكل المشاركين في رعاية الهدنة وقد أكدت تركيا في أكثر من مناسبة أهمية التزام النظام وميليشياته بالهدنة"، معتبرة أن "هناك أطرافاً تسعى بتعمد لإفشالها لأهداف خاصة بها ومن هنا فإن على الجميع أن يدرك أن حل الأزمة السورية يجب أن يتم سياسياً وأن يلتزم النظام بالقرارات الدولية والتعهدات التي قطعها".