سقطت منذ عدة ايام طائرة إسرائيلية من دون طيار فوق الاراضي اللبنانية، في منطقة الجنوب اللبناني، حيث استولى عليها حزب الله ونقلها الى مكان مجهول، لمعرفة المزيد من التفاصيل حول مهمتها ونوعيتها والصور التي التقطتها.

وسألت مصادر سياسية عما اذا كان مثل هذا الحادث وغيره من التطورات مؤشر الى احتمال قيام ​اسرائيل​ بشنّ هجوم على الحزب خلال هذا العام؟!.

في هذا السياق اكدت مصادر متابعة أن تل ابيب ما زالت وبدون أدنى شك تبحث عن حل للمشاكل والهواجس التي خلّفها لها حزب الله في العام 2006، ورأت ان الجو السياسي العام في منطقة الشرق الأوسط، اضافة الى التغيير الذي حصل في الادارة الاميركية، يجعل من تجدد هذا النزاع أمرا مستبعدا، خصوصًا وان تل ابيب لا يمكن ان تدخل في حرب دون دعم أميركي، وان موقف واشنطن من هكذا خطوة ضبابي في ظلّ الادارة الجديدة.

وعلى الرغم من اعلان الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ أن إدارته ستنقل السفارة الاميركية من تل ابيب الى القدس، وعيّنت سفيرا لها من أشد المؤيّدين لاسرائيل، الاّ أنّ هذا لا يعني وبحسب المصادر انه في طريقه الى تقديم الدعم الكامل لتلّ أبيب في كل تصرفاتها.

وترى المصادر ان هناك قوى أخرى يمكن ان تلوي ذراع اسرائيل في هذا السياق، حيث ان المجتمع الدولي يرفض زعزعة الاستقرار في لبنان.

من ناحية اخرى يرى خبراء عسكريون ان قدرة "حزب الله" العسكرية التي اكتسبها في الحرب السورية، وترسانة السلاح التي يمتلكها، ابتداء من مجموعة كبيرة من الصواريخ، وأسلحة مضادة للطائرات، وتكنولوجيا متقدّمة شملت استعمال طائرات من دون طيّار، هي أسباب جوهرية تحول دون احتمال قيام اسرائيل بحرب على "حزب الله" في لبنان.

ويعتبر الخبراء ان من جملة الاسباب ايضا التي تجعل تل ابيب تتردد في شن هجومها هو القدرة الصاروخية للحزب لضرب العمق الاسرائيلي وتدمير مدنه واقتصاده وإيقاع عدد كبير من الاصابات.

يُضاف الى ذلك وبحسب الخبراء، ان قوات النخبة في في لواء الرضوان، الّذين يُنظر إليهم كأشدّ المحاربين داخل الاراضي السوريّة والذين لعبوا دورا أساسيا في معركة حلب، اكتسبوا خبرة واسعة في العمليات الهجومية هناك، ما يشكّل عقبة جديدة أمام الاسرائيليين تجعلهم يفكّرون أكثر قبل الاقدام على أيّ عملٍ متهوّر ممكن أن يؤجّج أكثر من الحرب المشتعلة في المنطقة.

ويعتبر الخبراء أنّ الاوضاع تبدلت كثيرا منذ العام 2006 وحتى اليوم، وان اسرائيل بحاجة الى ان تربح معركة فاصلة وسريعة اذا ما قررت شنّها ضد الحزب، وهذا أمر صعب جدا.

واضافت المصادر ان دخول "حزب الله" على خطّ الحرب السورية، والدور الذي لعبه في جعل المعركة تميل لصالح النظام في دمشق، أكسبته خبرات قتاليّة خلال السنوات الماضية تجعل من المستحيل على الاسرائيليين تجاهل حجم ما وصل اليه، على الرغم ممّا يُروى في الأروقة الاسرائيليّة عن وهنٍ أصيب به الحزب نتيجة الحرب السوريّة، وامكانيّة أن يستغلّ الساسة الاسرائيليّون وجيشهم هذه النقطة للقيام بعمليّة هجوميّة خاطفة، وتوضح المصادر أن مثل هذه الحرب لن تكون لصالح أي من الفريقين وستكون اسرائيل المتضرّرة الكبير منها.

كما أكد الخبراء العسكريون أن قوّة الردع السريّة الّتي يتمتّع بها "حزب الله" ولم يُكشف عنها حتى الساعة، هي من أهم العوامل التي تجعل اسرائيل متردّدة في ضرب الجنوب اللبناني، لا سيّما وان الحزب اثبت قدرته في الرد علي أيّ اعتداء، يضاف اليها اليوم غياب الظروف الإقليمية الملائمة لأي عمل عسكري كبير محتمل.

وخلصت المصادر الى أن إمكانية حصول حرب شاملة في الجنوب اللبناني مرتبط بعاملين، احدهما قيام تل أبيب بغارات جويّة قاسية ممّا سيؤدي الى ردّ فعل مماثل من الحزب لا تتوقّع اسرائيل ما هي أدواته وأسلحته، وثانيهما الخطر الكامن في حال حاولت اسرائيل منع لبنان من استخراج النفط الموجود في مياهه الإقليمية.