من المُقرّر أن يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي ​بنيامين نتانياهو​ الرئيس الأميركي المُنتخب ​دونالد ترامب​ في واشنطن منتصف الأسبوع المقبل. فما هي خلاصة أبرز توقّعات المُحلّلين الغربيّين بشأن هذا اللقاء المُهم الذي قد يترك تأثيرات كبيرة على مُجمل الوضع في المنطقة، كون جدول الأعمال يتجاوز مسألة إعادة ترتيب العلاقات الأميركيّة-الإسرائيليّة؟

أوّلاً: إنّ قيام الرئيس الأميركي الجديد باختيار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ليكون من ضُمن أوائل كبار المسؤولين الذين قرّر الإجتماع بهم، ليس من باب الصدفة، بل يهدف إلى طيّ صفحة التباعد الأميركي-الإسرائيلي الذي إستمرّ طوال ولايتي الرئيس السابق باراك أوباما، مع الإشارة إلى أنّ ترامب كان إتهم في تصريح له كلاً من أوباما ووزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري بما أسماه "بيع إسرائيل".

ثانيًا: إنّ لقاء القمّة المُنتظر سيترافق مع تصاريح ومع إتفاقات تعيد تأكيد أهمّية إسرائيل الإستراتيجيّة بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأميركيّة، كحليف إستراتيجي أساسي في منطقة الشرق الأوسط. ويستفيد ترامب من دعم كل من الكونغرس الأميركي والبنتاغون في ما خصّ هذه النظرة إلى إسرائيل.

ثالثًا: إنّ لقاء القمّة المُرتقب يأتي في الوقت الذي تُصعّد فيه إدارة الرئيس الأميركيّ الجديد مواقفها إزاء إيران، مُتقاطعة مع حملات إسرائيل المُستمرّة على طهران، ومع التصعيد الإسرائيلي المَيداني ضُد الفلسطينيّين، ومع إجراءات إسرائيليّة إستفزازيّة على مُستوى بناء المُستعمرات، ولوّ أنّه جرى تجميد بعضها إلى ما بعد إنعقاد لقاء القمّة.

رابعًا: إنّ البحث سيتناول مواضيع عدّة حسّاسة، في طليعتها الإتفاق الدَولي مع إيران بشأن ملفّها النووي وانعكاساته على إسرائيل، في ظلّ تشجيع من المدير الجديد لوكالة الإستخبارات المركزيّة الأميركيّة مايك بومبيو، على إلغاء هذا الإتفاق، أو على الأقلّ على التخفيف من أضراره، في حال كانت مسألة الإلغاء غير مُتاحة.

خامسًا: سيتناول البحث مسألة نقل السفارة الأميركية من "تل أبيب" إلى القدس وما يُمكن أن تُسبّبه هذه الخطوة من إرتدادات، خاصة على موضوع الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني المُستمرّ، وكذلك من مخاطر أمنيّة، خصوصًا على المصالح الأميركيّة في العالم، إضافة إلى ما يُمكن أن ينجم من السياسة الإستيطانية على إحتمالات وجهود مُعاودة مُفاوضات السلام، إلخ.

سادسًا: البحث سيتناول سُبل الوقوف بوجه إستمرار توسّع النُفوذ السياسي والعسكري لإيران في الشرق الأوسط، وخطورة تحويل الحُدود الفاصلة بين سوريا وإسرائيل، بما فيها هضبة الجولان المُحتلة إلى جبهة قتالية مفتوحة مع الجيش الإسرائيلي، بشكل يُسقط إتفاق "فك الإشتباك" بين سوريا وإسرائيل والذي كان قد وُقّع في 31 أيّار 1974، في حُضور ممثلين عن الأمم المتحدة وأميركا وروسيا.

سابعًا: لقاء القمّة بين ترامب ونتانياهو سيتناول سُبل إعادة تفعيل المُساعدات العسكريّة الأميركيّة لإسرائيل، وسبل تطوير الإتفاقات العسكريّة والأمنيّة والإستخباريّة بين الطرفين، لمُواجهة التهديدات المُشتركة، ولإعادة الحُضور الأميركي في المنطقة بعد سنوات من التراجع، ولإعادة العمل على تأمين التفوّق العسكري الإسرائيلي إقليميًا.

ثامنًا: إنّ خلاصة اللقاء ستُعطي فكرة واضحة عن التعاطي الأميركي مع موضوع مفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيّين، وكذلك عن المَنحى الذي ستسلكه الأمور بالنسبة إلى التعاطي الأميركي المُستقبلي مع إيران التي تستعدّ بدورها لإطلاق تظاهرات شعبيّة واسعة يوم الجمعة في ذكرى "الثورة الإسلاميّة" ستُطلق فيها شعارات تنديد بسياسة الرئيس الأميركي الجديد.

في الختام، يُمكن القول إنّ القمّة الأميركيّة-الإسرائيليّة المُرتقبة ستُعقد في واشنطن، لكنّ أهدافها تتجاوز إعادة الحرارة إلى العلاقات بين أميركا وإسرائيل، لجهة إعادة تأكيد موقع إسرائيل كحليف إستراتيجي محوري للولايات المتحدة الأميركية في الشرق الأوسط، دفاعًا عن المصالح المُشتركة، وخُصوصًا لمواجهة النفوذ الإيراني المُتصاعد في المنطقة، مع كل ما يحمله من مخاطر على النفوذ الأميركي وعلى مصالح إسرائيل.