انتقد سياسي بارز في "تيار المردة" عبر صحيفة "الديار" التحالف بين "القوات" و"التيار الوطني الحر"، معتبرا أن"اتفاقهما هو "سايكس- بيكو" مسيحي، يرمي الى ترسيم حدود المكتسبات بين التيار والقوات، ومحاولة فرض ما يشبه الانتداب السياسي على الساحة المسيحية، سعيا الى اختصارها بهما ومنع تكوين كتلة وازنة معارضة لهما"، مؤكدا أن "هذا المشروع الاستئثاري والاقصائي لن يمر، وسيتم التصدي له".

ولفت الى أن "طريقة تصرف الحلف الثنائي ستدفع كل الأفرقاء المسيحية المتضررة منه الى الاصطفاف التلقائي، على ضفة واحدة، لمواجهة محاولة الالغاء التي تتعرض لها"، موضحا ان "المردة يؤيد اعتماد النسبية، لانها السبيل الوحيد لحماية التنوع السياسي وانشاء تحالفات عابرة للمناطق".

وأشار الى أن "ارقام انتخابات عام 2009 تُبين ان اعتماد النظام النسبي سيسمح بقدر واسع من التعددية في التمثيل المسيحي، وصولا الى الحؤول دون اختزاله بأحد او تذويبه في وعاء واحد، ملاحظا ان التيار والقوات يحاولان تثبيت النظام الاكثري في الاماكن التي يعتقدون بانهم أقوياء فيها، والاستعانة بالنسبية في الاماكن التي تشكل بالنسبة اليهما نقاط ضعف"، معربا عن استغرابه كيف أن "رئيس الجمهورية ميشال عون يتمسك في كل مناسبة بمبدأ بالنسبية الشاملة، ونحن ندعمه في ذلك، بينما يطرح وزير الخارجية ​جبران باسيل​ خلال المفاوضات مشاريع مختلطة تضرب جوهر النظام النسبي وجدواه".

وأكد القيادي في المردة أن "رئيس التيار النائب ​سليمان فرنجية​ ليس قلقا على مصير المقاعد النيابية في زغرتا- الزاوية، وهو يستطيع الاحتفاظ بها، ايا يكن قانون الانتخاب وأيا تكن قوة التحالف بين التيار والقوات"، لافتا الانتباه الى أن "ما يهم فرنجية هو تأمين افضل الشروط الممكنة امام الافرقاء المسيحية الاخرى لخوض انتخابات عادلة، من عكار الى جزين مرورا بزحلة وجبل لبنان".

وحذر من أن "الاستراتيجية المعتمدة من قيادتي التيار والقوات في مقاربة قانون الانتخاب تنطوي على خطورة كبرى، لانها تقود الى مشكلة مع المكونات المسيحية داخل الطائفة الواحدة من جهة والى مشكلة أخرى مع الطوائف الاسلامية من جهة ثانية، وهذا كله سيؤدي الى استفزاز الآخرين، وتكتلهم او تقاطعهم ضد التهديد المشترك"، مرجحا "ألا يقبل "حزب الله" باي قانون انتخابي من شأنه ان يشكل تهديدا لحلفائه وأصدقائه المسيحيين، المتموضعين خارج أسوار تفاهم الرابية- معراب".

ورأى أن "لا مصلحة للحزب بان يستحوذ سمير جعجع على عدد كبير من المقاعد النيابية المسيحية، تحت مظلة تحالفه مع عون، على حساب التلاوين المتمايزة عن جعجع او المعارضة له"، مشددا على "ضرورة ان يستند قانون الانتخاب الى معيار واحد يسري على الجميع، وفق أداة قياس مشتركة، تخلو من الاستنسابية التي تهدف الى خدمة المصلحة الخاصة لهذا او ذاك".