يواصل وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ​ثامر السبهان​ زيارته الى لبنان حيث يلتقي عددا من الشخصيات السياسية اللبنانية، بعد ان التقى كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة ​سعد الحريري​.

ولا تستبعد مصادر سياسية ان يحصل لقاء بين السبهان ورئيس المجلس النيابي نبيه بري اذا ما سمحت ظروف هذا الاخير الصحية، قبل ان يعود الى بلاده .

ووصفت مصادر وزارية لقاءات الموفد السعودي مع كبار المسؤولين بالممتاز، مؤكدة انها جاءت عكس توقعات البعض من الذين اعتبروا ان زيارة العماد ميشال عون الى المملكة لم تدفع باتجاهات إيجابية في العلاقات بين البلدين، وكذلك على المستوى الشخصي بين عون وجميع من التقاهم من المسؤولين السعوديين وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز .

ونقلت المصادر ارتياح رئيس الجمهورية لمواقف المملكة العربية السعودية تجاه عون، والتي عبر عنها السبهان خلال اللقاء الذي حصل في بعبدا، حيث أكد هذا الاخير على ان الرياض لها ملء الثقة بأن حكمة ودراية رئيس الجمهورية كفيلة برعاية جميع المكونات اللبنانية دون تمييز بين الواحدة والأخرى، وتعزيز العيش المشترك بين اللبنانيين، اضافة الى استعداد السعودية تقديم الدعم الكامل، ورغبتها في تنفيذ كل ما يحتاج اليه لبنان للمحافظة على أمنه واستقراره، ابتداء من تعزيز قدرات الجيش، حيث من المتوقع ان يقوم وزير الدفاع اللبناني يعقوب الصراف بزيارة الى السعودية للقاء ولي ولي العهد وزير الدفاع الامير محمد بن سلمان، للبحث في احتياجات ​الجيش اللبناني​ في معركته ضد الاٍرهاب، الذي كما قال السبهان بأنّ بلاده من أول المتصدين له ولداعش وللمجموعات المتطرفة، كما انه من المتوقع ان يقوم وزير الخارجية السعودي ​عادل الجبير​ بزيارة لبنان للقاء كبار المسؤولين ونظيره اللبناني الوزير جبران باسيل .

ورأت المصادر ان هذه التطورات الاخيرة في العلاقات السعوديّة اللبنانية، تدحض كل ما قيل وتردد بأن السعودية لم تعد مهتمة بلبنان الذي قدمت له كل انواع المساعدات الاقتصادية والسياسية خلال العقود الماضية.

وعزّزت المصادر نظرتها هذه انطلاقا من أن محادثات وزير الدولة السعودي مع معظم الشخصيات التي التقاها، تطرقت للامور الداخلية ابتداء من الوضع السياسي في لبنان بعد الانتخابات الرئاسية، مرورا بقانون الانتخاب الذي يتم البحث فيه اليوم بين معظم القوى السياسية الاساسية، حيث استفسر السبهان عن أشكال والصيغ التي يتم بحثها تمهيدا للتوافق على قانون يحظى بموافقة الجميع .

كما تناولت محادثات الموفد السعودي، وبحسب المصادر، الخلافات القائمة بين افراد الصف الداعم للمملكة في كل مواقفها، ومن بينها التباعد الحاصل بين رئيس الحكومة سعد الحريري واللواء المتقاعد أشرف ريفي، مشيرة الى ان اللبنانيين سمعوا كلاما سعوديا مطمئنا، بأن العلاقات بين الاثنين ستعود الى طبيعتها وقبل الانتخابات النيابية المقبلة .

وقالت المصادر، اما في ما يخص الاوضاع في المنطقة ولا سيّما في سوريا، فكان هناك تفهم سعودي للازمة التي يواجهها لبنان حيال العدد الهائل من النازحين السوريين على أراضيه، كما ان المملكة ستساعد لبنان في هذا السياق، وأنها متفقة في الرأي مع بيروت بوجوب تأمين عودة آمنة لهؤلاء الى بلادهم، وان الحل السياسي هو الحل الأمثل لهذه الازمة، لأنّ الحلول الاخرى اثبتت فشلها .

وتعتقد المصادر انه اذا بقي مسار العلاقات اللبنانية السعودية على هذا المنوال، فإنّ لبنان لن يكون بعد اليوم ساحة صراع بين الرياض وطهران، وان الجميع ادرك ان مصالحهم إبقاء هذا البلد بعيدا عن نزاعات هاتين الدولتين في المنطقة، وان التفاهم الذي حصل بينهما للانتهاء من الفراغ الرئاسي وانتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية سينسحب على جميع الملفات الاخرى المعقدة.