يتواجد في منطقة جنوب الليطاني 13 الف جندي وضابط من 37 دولة تشارك في إطار قوات "اليونيفل"، التي انتشرت في المنطقة أولاً عام 1978 بعد الاجتياح ال​اسرائيل​ي الأول للجنوب، ثم تعززت عقب العدوان الاسرائيلي على لبنان في تموز من العام 2006، تطبيقاً للقرار الدولي 1701.

لقد حقّق التعاون والتنسيق بين الجيش واليونيفل جنوباً استقراراً في تلك المنطقة، ساهم باعادة نبض الحياة فيها زراعياً واقتصادياً وتواصلاً بين البلدات والقرى، وهذا التنسيق تُرجم من خلال الدوريات المشتركة على الحدود الجنوبية المقابلة لاسرائيل، والتدريب الشهري بين الجانبين لرفع القدرات القتالية وتبادل الخبرات العسكرية بينهما، وهو ما تجلى من خلال عاصفة "الفولاذ" التي أثبتت نجاحها بكل المقاييس، بعد أن شاركت فيها دبابات الجيش واليونيفل ومدفعيتهما الرشاشة والمتوسطة.

في هذا السياق، يوضح مصدر أمني مطلع، عبر "النشرة"، أن هذا التدريب المشترك ليس الأول من نوعه، بل هو يُنفذ مرة في الشهر على الأقل في إطار التنسيق والتعاون بين الجانبين، بهدف تحسين مهاراتهما وخبراتهما تطبيقاً لمندرجات القرار الدولي 1701 ، فضلاً عن الجهوزيّة لأي طارىء، سواء كان من الارهابيين أو من الجانب الاسرائيلي، ويؤكد أن وحدات من الكتائب الفرنسية والاسبانية والسلوفينية في اليونيفل وفوج التدخل واللواءين الخامس والسابع في الجيش نفذوا التدريبات المشتركة بنجاح في المياه الاقليمية اللبنانية، وتولت البحرية اللبنانية وأخرى تابعة لليونيفل تأمين السلامة العامة، وتولى الإشراف على العملية القائد العام لليونيفل الجنرال مايكل بيري والعميد في ​الجيش اللبناني​ محمد جانبيه.

على صعيد آخر، علمت "النشرة" أن الإشكال الذي وقع بين الكتيبة الايطالية وأهالي بلدتي مجل زون والمنصوري، بعد دخول دوريتان ايطاليتان الى منطقة لا يجيزها لهما ​القرار 1701​ دخولها، جرى السيطرة عليه واعتباره "سحابة عابرة"، من خلال التكريم الذي أقامه رئيس اتحاد بلديات صور عبد المحسن الحسيني للمسؤول الاعلامي للكتيبة الايطالية الرائد بياجيو ليوتي وضباط الكتيبة في صور.

وفي حديث لـ"النشرة"، شدد الحسيني على أن وجود اليونيفل الى جانب الجيش شكل ضمانة واستقرار في جنوب لبنان، وما حصل مع الكتيبة الايطالية في مجدل زون "سحابة عابرة" والعلاقة بين الأهالي واليونيفل ممتازة، مؤكّدًا أن الجنوبيين احتضنوا اليونيفل منذ العام 1978 وكانت الشاهد الدولي على مجازر اسرائيل بحق الجنوب.

بالمقابل، دعا أهالي بلدة مجدل زون الى ضرورة تطبيق قرار سابق بان ترافق وتواكب دوريات اليونيفل آليات للجيش اللبناني كي لا يحصل أي اشكال مع أي دورية مستقبلا، وطالب ألاّ تقوم دوريات اليونيفل بعمليات تصوير في المناطق التي تجتازها وألا تدخل مناطق لا يجيزها القرار 1701.

وفي خطوة تعزز التنسيق والتعاون بين الجيش واليونيفل، تبرعت الأخيرة للجيش ومخابرات الجيش بمبلغ مقداره 658000 دولار، هو عبارة عن آليات ومعدات هندسية وتكنولوجيا معلومات، تهدف الى زيادة قدرات الجيش في جنوب الليطاني، حيث تؤكد مصادر أمنية، عبر "النشرة"، أن هذا التبرع هو المساهمة الأكبر التي تقدّمها اليونيفل دفعة واحدة لتنمية قدرات الجيش، وتكشف أن اليونيفل، منذ العام 2010، تبرعت للجيش بمليوني ونصف المليون دولار، عبارة عن اليات ومبانٍ جاهزة والات وكاسحات لنزع الالغام ومولدات كهربائية وأجهزة كمبيوتر وحاويات بحرية.