أكدت أوساط حزب اللّه أمس ما أشرنا إليه في «الشروق والغروب» الأخير حول بداية فتح قابلية الوزير وليد جنبلاط للموافقة على مشروع وزير الداخلية السابق العميد مروان شربل على قاعدة النسبية.

قد تكون هذه واحدة من تقلبات بيك المختارة وقد لا تكون... وأيضاً قد تكون مناورة / مسايرة (...) فليسمّها القارىء ما يشاء. أمّا إذا كانت مجاهرة بالموقف الجنبلاطي الحقيقي فإن الأمر قد يشكّل منعطفاً في مسار إنجاز قانون الإنتخابات النيابية.

نشك في جديّة رئيس اللقاء الديموقراطي في المضي بالنسبية، مع أن المعلومات المتوافرة تفيد أنّ سماحة الأمين العام السيد حسن نصراللّه لم يكتف بأن طمأنه على الهواء، عبر خطاب مباشر بثته شاشات التلفزة، بل كلّف من نقل إليه التطمينات وجهاً لوجه. نقول اننا نشك في جدّية موافقة جنبلاط على النسبية لأن عقله السياسي لم يهضم بعد قانوناً غير أكثري... وهو الذي كانت قوانين الإنتخابات تفصل على قياسه طول عقود... فيكون ضمّ حيث المنطق هو الفرز؟ ويكون فرز حيث الضم هو المنطق!

في أي حال، وبمنأى عن موقف زعيم الحزب التقدمي الإشتراكي فإن البلد مقبل على إقرار قانون جديد للإنتخابات، هذه حقيقة لا جدال فيها. لم يعد وارداً (ولا هو ممكن) المضي في قانون الستين حتى مع بعض التعديلات البسيطة. فمن غير المعقول أن يبقى الستين فيما رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء يقولون فيه ما لم يقله مالك في الخمرة... والأبعد مدى: لقد تعهد رأسا السلطة التنفيذية، الرئيسان عون والحريري، بحتمية القانون الجديد.

أمس أعلن التيار الوطني الحر إن المسار متجه الى إقرار قانون مختلط يزاوج بين المختلط والنسبي... ولكنه ليس المشروع السابق الذي أعلن عنه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل.

المهم أنّ المطبخ شغّال... والطبخة على نار... فحيناً تكون النار مستعرة «فتشوشط» الطبخة. وحيناً تكون النار وكأنها لسان شمعة... فبالكاد تسري الحرارة في الطبخة... وفي أغلب الأحيان يجري رمي الطبخة في النفايات.

ومع أننا واثقون بأننا مقبلون على قانون جديد للإنتخابات فإننا نريد أن نذكّر بذلك الخوري في تلك الضيعة المارونية من قضاء زغرتا، الذي كان مسترخياً على بساط في منزله في «الليوان» المكشوف على «الوجاق» (شبه الشومينيه في هذه الأيام) وكانت الخورية قد اعدّت الطبخة ووضعت القدر على النار، ثم عادت بعد دقائق ورشت ذرات الملح.

كان للخوري سبعة ابناء وسبع «كنات» بعد دقائق دخلت الكنة الأولى وبدورها رشّت الملح على الطبخة دون أن تسأل ما إذا كان أحد سبقها إليها. وتوالى رش الملح مع «الكنّات» الست الأخريات... وكل منهن ترش الملح فوق الطبخة دون أن تسأل ... ولما عادت الخورية لتتفقد طبختها قال لها الخوري: صار فيكي تكبّيها!.