تضاربت الآراء والمواقف حيال ردّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على ما ورد في رسالة المندوب ال​اسرائيل​ي لدى ​الأمم المتحدة​ داني دانون، حيث جاء بعضها مؤيداً والبعض الآخر معترضاً .

وفي هذا السياق، قالت مصادر وزارية مقرّبة من رئاسة الجمهورية أنّ الأسباب التي دفعت العماد عون للرد على الإسرائيليين هي عديدة وأهمها :

1-تزامن موقف الرئيس مع وجود جو عام ضاغط، صاحبه تهديدات إسرائيلية وكلام متعدّد الأوجه من قبل تل أبيب، تارة عبر وسائل الاعلام، وطورًا عبر مجلس الأمن، مع ظهور معطيات تصعيد إسرائيلي تجاه لبنان.

2-رسالة المندوب الاسرائيلي لدى الأمم المتحدة واعتبارها وثيقة من وثائق المنظمة الدولية، رغم ما تضمّنت من مغالطات، لا سيما بالقول ان لبنان لم يَفِ بالتزاماته بقرارات الأمم المتحدة، في الوقت الذي لا تزال فيه اسرائيل ترفض تنفيذ القرار 1701 على الرغم من مرور 11 عاماً على صدوره، وهي لا تزال تحتلّ أراضٍ لبنانية، وتنتهك الخط الأزرق والسيادة اللبنانية جواً وبحراً، في حين أنّ لبنان نفّذ التزاماته تجاه الأمم المتحدة وقوتها العاملة في الجنوب اللبناني .

3-إفهام الجانب الاسرائيلي ان لبنان الماضي الذي كان يعتبر أنّ قوته في ضعفه لم يعد ذاته اليوم في ظل عناصر القوة.

4-ان رئيس الجمهورية المؤتمن على الدستور يتصرّف وفق مسؤولياته وصلاحياته المخصصة له، كونه يحدّد السياسة الخارجية للبلاد، إضافة الى ذلك أراد بجوابه المباشر إعلام المجتمع الدولي أنّ هذه الثوابت لا يمكن التراجع عنها .

5-إن أي مقاربة لموضوع الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان سقفها هو الكلام الذي قاله رئيس الجمهورية، خصوصاً أن احتلال الاسرائليين للأراضي اللبنانية سيجعل لبنان يطالب بتحريرها ولن يتراجع عن هذا المطلب .

6-ان كلام العماد عون هو رسالة الى الداخل غايتها تحديد الإطار المتعلق بالموقف الدولي ككل من موضوع العدوان الاسرائيلي وهو موقف لن يختلف عن مواقف رئيس الجمهورية قبل وصوله الى قصر بعبدا، علماً أن لا أحد يستطيع أن ينكر موقف أي دولة بالدفاع عن أراضيها ولا سيما لبنان المكتوي بالانتهاكات الإسرائيلية شبه اليومية على أراضيه.

7-ان رئيس الجمهورية يمارس عبر هذا الموقف قناعاته وشخصيته وأسلوبه في ادارة شؤون الحكم .

وأعتبرت المصادر نفسها ان تعزيز الآمال بمزيد من الاستقرار التي تمت بعد الانتخابات الرئاسية لن تكون بدفن الرؤوس بالرمال بل بمصارحة اللبنانيين، وان التلطّي وراء ردات الفعل الدوليّة لم يفد لبنان بشيء في الماضي ولا في الحاضر، وان على كل الحريصين على الاستقرار في لبنان ان يقرأوا جيدا ما جاء في رد رئيس الجمهورية، لأنّ التجارب اثبتت أن الرادع الوحيد للاسرائيليين هو تصميم الدولة على الدفاع عن شعبها وأراضيها .

وأشارت مصادر نيابية متعاطفة ومتفهمة لردّ رئيس الجمهورية إلى أن الدولة اللبنانية تعتبر يوم التحرير عطلة رسمية، وهذا دليل واضح على صوابية كلام العماد عون، ولفتت الى أن تفاهم نيسان الذي سعى اليه الشهيد رفيق الحريري يتناغم كلياً مع موقف عون حيال المشاكل مع الاسرائيلي .

وخلصت هذه المصادر باعتبار أن استدعاء ممثلة الامين العام للأمم المتحدة ​سيغريد كاغ​ الى وزارة الخارجيّة وإبلاغها الاستياء الرسمي من موقفها الرافض لموقف رئاسة الجمهورية، إنما هو خطوة أولى لإبلاغ الجميع أن لبنان اليوم لن يكون مسرحًا لمواقف الآخرين ضده تحت أي ذريعة، وخصوصاً اتّهامه باطلاً أنه لا يلتزم القرارات الدولية، في الوقت الذي ترفض فيه إسرائيل الالتزام بأيّ قرارات أمميّة تتعلّق بحقّ لبنان وحق الفلسطينين في استرجاع أراضيهم المغتصبة.