انتقد الوزير السابق فادي عبود مضمون ​الموازنة​ التي يناقشها مجلس الوزراء حاليا، معتبرا أن الضرائب التي تفرضها تطال محدودي الدخل، وأنّها لا تمت لـ"الخطة الاقتصادية بصلة". وفيما انتقد زيادة الرسوم على استيراد الـCONTAINERS عبر مرفأ بيروت والذي يُعتبر أغلى مرفأ مقارنة بكل دول العالم، نبّه الى انّه بذلك ستطال الضرائب الطعام والدواء بشكل غير مباشر.

واستغرب عبود في حديث لـ"النشرة" فرض ضريبة 1% سلفا على الدخل بالرغم من وجود عدد كبير من الشركات التي لا تحقق أرباحا تذكر، ما سيؤثر تلقائيا زيادة في معدلات البطالة، لافتا الى ان ما نحن بصدده في هذه الموازنة محاولة لزيادة المداخيل دون اللجوء لأي اصلاح يُذكر. واضاف: "هذه الموازنة ينقصها الخيال والتفكير الاقتصادي الصحيح".

اصلاحات فسلسلة

وحثّ عبود على وجوب التفكير بالاصلاحات لضمان مداخيل أكثر وليس تسهيل مهمة المعنيين بوضع الموازنة من خلال سلوك الطريق الاسهل بفرض الضرائب، مستهجنا استمرار لبنان بالاعتماد على الطوابع الأميرية التي يتم سحبها تلقائيا في كل بلد يعتمد الضريبة على القيمة المضافة. وأضاف: "للأسف الموازنة لا تطرح أي ضريبة في الاتجاه الصحيح، ما عدا الضريبة المقترحة على الأرباح العقارية والمصرفية". واعتبر عبود أنّه وقبل أي التفكير بزيادة الـtva المفروض تأمين الاصلاحات اللازمة.

وتطرق عبود لموضوع ​سلسلة الرتب والرواتب​، معتبرا انّه مطلب محق الا أنّه يرتبط أيضا بالاصلاحات وبالتحديد تلك المتعلقة بالنظام التقاعدي والدوام، منبها الى انّه وفي حال اقرار السلسلة فان أثرها على الرواتب التقاعدية سيكون كبيرا جدا باعتبار انّها سترتفع من 12% الى ما يزيد عن 20%. واضاف: "السلسلة لا يمكن أن تقر تحت الضغط الشعبي بل بناء على نظرة اقتصادية واضحة".

مهما كلّف الأمر

وردا على سؤال حول ​قانون الانتخاب​، شدّد عبود على وجوب عقد اجتماعات مفتوحة لمجلس الوزراء حتى الوصول الى اتفاق حول قانون جديد تجري على أساسه الانتخابات النيابية المقبلة، على ان تكون هذه الاجتماعات يومية وأشبه بحوار مفتوح، مرجّحا أن يفتح التفاهم على قانون انتخاب الباب لاقرار السلسلة.

واعتبر عبّود أن هناك من يضع العصي في دواليب العهد الجديد، لافتا الى ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كان واضحا تماما حين أعطى الاولوية لقانون الانتخاب على ما عداه من أمور، وتابع: "أما قوله انه يفضل الفراغ على اجراء الانتخابات وفق الستين او التمديد، فمن منطلق قناعته بأنّه اذا لم تكبر الأمور لن تصغر... من هنا موقفه القائل بقانون جديد للانتخاب مهما كلّف الأمر".