لم تهدأ أسئلة الدبلوماسيين الغربيين المعتمدين في لبنان عن سر الاندفاعة اللبنانية التي جابهت التهديدات الإسرائيلية. هم سألوا عن كلام رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في الردّ الحازم على تلّ أبيب، ثم خطوة وزير الخارجية ​جبران باسيل​ في استدعاء الوزارة لممثلة الامم المتحدة في لبنان ​سيغريد كاغ​ لتوجيه التنبيه لها حول انتقادها كلام عون، واضطرارها لسحب مضمون تصريحها، اضافة الى رفع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله سقف خطابه وتهديد الإسرائيليين بضرب عمق الاراضي والمراكز الاستراتيجية كمفاعل ديمونا في صحراء النقب. أتت بعدها كلمة رئيس مجلس النواب نبيه بري في طهران تتضمن اقتراحات عمليّة لإقفال السفارات في واشنطن في حال تمّ نقل السفارة الاميركيّة الى القدس. أهميّة الاقتراح انه يضع الدول العربية والإسلامية امام مسؤولياتها ويتضمن رداً عملياً على توجهات الرئيس الاميركي دونالد ترامب بشأن القضية الفلسطينيّة.

بدا لبنان متقدماً جريئاً في مجابهة تل ابيب والسياسات الاميركية الجديدة. هذا ما دفع دبلوماسي اجنبي لفتح نقاش والرد على أسئلة في جلسة ضيّقة.

هو لم يقرّ بصعوبة المرحلة، بقدر ما كانت دعوته الى انتظار الترجمة الاميركية بوجود ترامب.

سُئل: هل تُقدم واشنطن على حرب ضد ​ايران​؟ الجواب: أبداً، لأن سياسة ترامب انكفائية، هو يريد تجييش العرب على طهران لإرضاء تل ابيب وكسب مزيد من الأموال العربية، مقابل السلاح والضمانات الاميركية في حماية دول عربية. الأهم يريد لايران ان تبقى قلقة.

سؤال: لكن واشنطن استقدمت سفناً حربية الى قبالة اليمن؟

الجواب: لا يريدون لطهران ان ترتاح. يواصلون الضغوط عليها بالعقوبات والتحشيد السياسي والعسكري.

سؤال: الا تعتقد ان دولا خليجية تريد شن حرب على ايران؟

الجواب: لا يستطيعون، هم يريدون ضرب مصالحها في اليمن وسوريا والعراق، وربما لاحقاً لبنان.

سؤال: كيف ذلك برأيك؟

الجواب: حسم عسكري في اليمن، وضغوط متزايدة لتخفيض مستوى مكاسبها ونفوذها في سوريا والعراق، وإشغال حزب الله بالتهديدات ال​اسرائيل​ية.

سؤال: هذه خطة ترامب؟

الجواب: لا أرى خطة واضحة لإدارة البيت الأبيض حتى الان. فلننتظر قليلاً.

سؤال: هل تُقدم تل ابيب على شن حرب على لبنان؟

الجواب: لا أرى امكانية لهذه الحرب. ولماذا تحصل؟ اسرائيل تنفذ سياساتها ببناء مزيد من المستوطنات. وتخطط لضم الجولان رسميا اليها، وتتمتع جبهتها الشمالية على الحدود مع لبنان بالهدوء. وهي تشن هجماتها على الأهداف السورية وتضرب أي قوافل صواريخ لحزب الله. وتحضّر لاستخراج النفط والغاز. فلماذا تشن الحرب، بما ان القوى الاسلامية تتقاتل فيما بينها وتقضي على بعضها بالساحات العربية؟

سؤال: لماذا التهديد اذاً؟

الجواب: كي لا يكون حزب الله مرتاحاً.

سؤال: فقط؟

الجواب: خذ في الاعتبار الدول العربية التي تحرّض اسرائيل على استهداف الحزب. هناك معلومات عن زيارات شخصيّات أمنية عربية لتل ابيب في الآونة الاخيرة لتنسيق المواقف بشأن ضرب نفوذ ومصالح ايران عن بُعد.

سؤال: ما رأيك بما سيجري سياسياً في لبنان؟

الجواب : القرار الاميركي العربي بعدم إراحة حزب الله قد يؤدي الى الضغط لتشكيل تحالفات سياسية وانتخابية لاحقاً في لبنان ضد الحزب. نحن امام اعادة رص صفوف "14 آذار" للانتخابات. هل تعتقد ان مشهد الدخول في البيال في احتفال 14 شباط مجرّد صدفة؟

سؤال: لكن التحالفات تغيرت في لبنان واختلط المشهد؟

الجواب: نبني رؤيتنا على أساس المواقف الاستراتيجية وليس التكتيكيّة. اقرأ جيدا في بيان رئيس الجمهورية وخطاب نصرالله وردود الآخرين.

سؤال: لكن هناك فوارق ايضاً، كخطاب باسيل في زغرتا بحضور خصوم "المردة".

الجواب: لن ادخل في هذه التفاصيل، لكن اعتقد ان حلفاء (رئيس تيار المردة النائب) سليمان فرنجية سيقفون معه. سيقولون ان سقوطه ممنوع. هذه معلوماتنا.