لفت عضو مجلس بلدية بيروت هاغوب ترزيان الى أنه "تفاعلت مؤخرا قضية المسّ ببعض الأبنية التراثية في مدينة بيروت من خلال ازالتها وهدمها بشتى الطرق، لغايات تجارية ومصالح شخصية آخرها المبنى القائم على العقار رقم (726) من منطقة الأشرفية"، مشددا على أن "تلك الأبنية هي ذي قيمة تاريخية ووطنية وقومية كبيرة، تتجاوز بأهميتها المصالح الشخصية كافّة لتعلّقها بالمصلحة العامة".

وأشار ترزيان في بيان الى أن "هوية الأوطان تحدد تبعا لتاريخ تلك الأوطان ومدى حرصها ومحافظتها على ثروتها الأثرية والبيئية والديمغرافية والإجتماعية والعلمية وكذلك العمرانية لسيما التراثية منها، بحيث يفقد الوطن هويته في حالة فقدانه لثروته؛ فكيف اذا كانت العاصمة هي المستهدفة بثروتها وهويتها ووجهها العمراني التراثي الذي يتميّز عن عواصم ومدن العالم كافّة، بأبنيتها التاريخية و التراثية التي تعطي لبيروت ميزتها وخصوصيتها وطابعها اللبناني الحقيقي، اي الهوية المعمارية للعاصمة والوطن".

وأعرب عن أسفه لأن "الدولة لم تقم بأدنى واجباتها وبأي خطوة للمحافظة على تلك الأبنية من خلال ترميمها وصيانتها والمحافظة على خصوصيتها من بعد ادخالها في لائحة الجرد العام للابنية التراثية العام 1998، من هنا تعتبر تلك الأبنية ثروة ثقافية ضائعة في ظل غياب الدولة عن ممارسة دورها في هذا المجال، علما ان المالكين هم ايضا ضحايا الإهمال وعجز الدولة، بحيث ان حقوقهم هي حقوق المواطنين كافة"، مشددا على أن "المسّ بتلك الأبنية التراثية هو مساس بمدينة بيروت وبهويتها، وتبعا لها مساس بهوية الوطن بأكمله".

كما أعرب ترزيان عن ادانته لـ"اي مساس بواجهة بيروت وابنيتها التراثية، التي تخصّ كل مواطن وليس فقط مالكيها، اذ ان هذا الموضوع ليس مجرّد موضوع يتعلق بملكية عقارية لأشخاص معينين، بل بملكية وطن وثروته وتاريخه"، محذرا من "تبسيط الموضوع وتسخيفه".