يتوجه اليوم الاثنين الى القاهرة وفد لبناني ضخم يتألف من 55 عضوا بدعوةمن شيخ الأزهر الشيخ احمد الطيب وباستضافته -ويمكن اعتباره بمثابة تظاهرة لبنانية- في "مؤتمر الأزهر ومجلس حكمة المسلمين :،الحرية والمواطنة " الذي سيبدأ أعماله غدا الثلاثاء في مقر الأزهر . يتألف الوفد من شخصيات دينية رفيعة وسياسية وفقهية وبحاثة في الشؤون المسيحية والإسلامية . يتمحور النقاش حول كيفية محاربة الارهاب الذي يستعمل مرتكبوه الاسلام لتنفيذ عمليات قتل وذبح وتهجير للمسيحيين من منازلهم

مما يشوه صورة الدين الذي هو برآء من أعمالهم . في طليعة المدعوين البطريرك الماروني بشاره الراعي وممثلين عن المذاهب المسيحية الاخرى وممثل عن رئيس الجمهورية وزير الدولة للشؤون الرئاسية بيار رفول ، مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان وايضاممثلين عن المذهبين الشيعي والدرزي ، الرئيس الاسبق للجمهورية الشيخ أمين الجميّل الرئيس الأسبق للحكومة فؤاد السنيورة والقائم بالاعمال السفارة اللبنانية لدى مصر أنطوان عزام وباحثين في الشؤون المسيحية والإسلامية واساتذة جامعات وصحافيين يتناولون في كتاباتهم مواضيع دينية ...

ولاحظ من شارك في اجتماعات الأزهر من هؤلاء سواء في مؤتمرات او في ندوات ضيقة او زيارات لمسؤولين الى القاهرة واخرهم كان رئيس الجمهورية ميشال عون ، انه لاول مرة توجه دعوات لشخصيات رفيعة المستوى ومن جميع الطوائف من سياسيين ورجال دين لحضور مثل هذا المؤتمر للتحدث والمشاركة في النقاشات وتقديم الأفكار حول التجربة اللبنانية النموذجية للتعايش المسيحي -المسلم وكما اسماها البابا يوحنا بولس الثاني "لبنان رسالة" و"مختبر للحضارات . "

يعالج هذا المؤتمر وبعد الجلسة الافتتاحية التي يتحدث فيها البطريرك الراعي عن المسيحية والتعايش المسيحي - المسلم في لبنان يبدأ اول محور للنقاش بعنوان "المواطنة " ويتناول فيه المؤتمرون " الاوضاع الحاضرة وعلاقات المواطنة في العالم في النصوص والنفوس والوقائع ."

"خصائص المواطنة وشروطها في عالم اليوم. " "الأزهر وسؤال المواطنة .""رابطة المواطنة : ابعادها ومستقبلها ." يلي ذلك مداخلات حول ما ورد من مضامين في الكلمات .

ثم ينتقل المؤتمرون الى المحور الثاني للمؤتمر وهو بعنوان ؛ "الحرية والتنوع"ويناقشون "حرية الإفرادوهوية الجماعات". " الحرية في الممارسة واحترام التنوع ." "دور الدولة في صون الحريات وحماية التنوع." "العمل معا لدرء مخاطر التفكك والانقسام . "

"العمل معا لترسيخ شراكة القيم وتفعيلها " " العمل معا من اجل مشاركة أوسع في الحياة العامة" ."العمل معا لمواجهة التعصب والتطرف والارهاب . "

اما المحور الثالث المطروح للمعالجة فهو بعنوان : "التجارب والتحديات " ، يتناول فيه المؤتمرون

وفِي جلسة الختام سيعطى الوزير رفول الكلام وسيصدر البيان الختامي و"إعلان الأزهر للعيش الاسلامي - المسيحي المشترك".

وتجدر الاشارة الى ان هذا المؤتمر ينعقد بعد فشل السلطات المصرية الامنية حماية الاقباط بدليل عمليات القتل والتهجير التي يرتكبها تنظيم داعش وآخرها في شمال سيناء وقبل نحو ثلاثة ايام وتحديدا في بلدة العريش حيث ذبحت صباح يوم الجمعة الماضي فتاة بالقرب من منزلها ومساء الخميس ذبح والدها كامل رؤوف كامل على سطح منزله وكان داعشي قد قتل صاحب محل تجاري ثم قتلوا محاسبا ومدرسا وتاجرا وطبيبا والمقاتلون ينتمون الى تنظيم" ولاية سيناء." وبلغ عدد الأقباط الذين قتلهم هؤلاء 18 مسيحيا قبطيا منذ أوائل كانون الثاني من العام الجاري . وكانت الكنيسة البطركية في القاهرة قد تعرضت الى مجزرة حيث قتل 30 امرأة وطفل ، مما أدى الى تهجير سكان العريش ونصح السلطات بترك منازلهم وإجازات لمدة شهر مدفوعة الىى حين اتخاذ الإجراءات الوقائية . واعتبر احد المدعوين الى المؤتمر بان ما يجري للأقباط في مصر هو بمثابة "تطهير عرقي".

ولفت الى ان لبنان يحافظ على تعايشه على الرغم من المكائد الدولية التي تنسب له للاقتتال الطائفي والذهبي الا ان تلك المكائد باءت بالفشل .