"اذكر يا انسان انك من التراب والى التراب تعود" بهذه العبارة التي يردّدها الكاهن على مسامع المؤمنين بعد رسم اشارة الصليب على جيبنهم في ​اثنين الرماد​ يبدأ المسيحيون الذين يتبعون التقويم الغربي صوماً يتمدّ لخمسين يوما.

وهذا الاثنين ستفتح الكنائس التي تتبع التقويم الغربي كما والكنائس التي تتبع التقويم الشرقي أبوابها أمام المؤمنين كافة، للصلاة في بداية ​الصوم​ لمصادفته في نفس الوقت لدى الكنيستين الكاثوليكيّة والأرثوذكسيّة مع فارق صغير ببعض الطقوس، أولها باثنين الرماد الذي يحتفل به الموارنة في حين يغيب هذا التقليد لدى الارثوذكس.

"أما بالنسبة للصوم وفي الفترة الزمنية التي يقع فيها فيجب أن نتذكر أمواتنا ونصلي لأجلهم". هذا ما يؤكده الأب البرفسور ​يوسف مونس​، مشدداً عبر "النشرة" على "ضرورة أن نصوم صوماً طبيعياً يبدأ من منتصف الليل ويستمر حتى ظهر اليوم التالي نضيف اليه بعض الممارسات التقويّة التي تتحدث عنها الكنيسة"، مشدداً على أن "الصوم هو فعل إيجابي للتوقف عن الحسد والبغض وكل ما هو مسيء"، كما ويستعين مونس بكلام للبابا فرنسيس الّذي يدعو فيه جميع المؤمنين الى "عمل ايجابي بالصوم عبر العطاء وزيارة المرضى وطلب المغفرة من الناس الذين اسأنا لهم أو أساؤوا لنا".

بدوره يرى كاهن رعية مار جاورجيوس للروم الارثوذكس ​جورج مسوح​ عبر "النشرة" أن "روحانية الصوم لدى من يتبعون التقويم الغربي أو الموارنة والارثوذكس هي نفسها فنحن نصوم حبًّا بالرب والآخر والكنيسة وحتى نشعر مع الناس لأن الربّ يقول كنت جائعا فاطعمتوني"، كذلك يشير مسّوح الى أن "الصوم هو امتداد نحو الاخر واحتضان له والتزام به، اذ يقول الانجيل نحن نصوم اربعين يوماً ولكن هناك فقراء صائمون لمدى الدهر".

صحيح أن الطوائف التي تتبع التقويم الشرقي تبدأ صيامها في نفس الوقت الذي تبدأ فيه الطوائف التي تتبع التقويم الغربي الصيام، ولكن يبقى هناك بعض الاختلافات. فبحسب الاب مونس فإن "الاختلاف يبقى في ترتيب قراءة الاناجيل"، أما الاب مسوح فيشير الى أن "الكنيسة الارثوذكسية مرتبطة بالكنيسة البيزنطية من هنا يأتي الإختلاف في القراءات بيننا وبين الموارنة الذين لا يتبعون الكنيسة البيزنطية"، ومشددا في نفس الوقت على أنه "ومهما اختلفت القراءات فإننا نقرأ في إنجيل واحد في النهاية".

ولتوحيد عيد الفصح لدى الموارنة والارثوذكس أهمية كبيرة وهذا الامر يتحدث عنه المسيحيون في كل مرّة. وفي هذا الاطار يشدد الأب مسوح على "أهمية توحيد العيد بين الكنيستين"، شارحا في نفس الوقت أن "الإختلاف يقتصر فقط على التقاليد إذ ان القرار اتخذه المجمع المسكوني وهو يقضي بأن يصادف العيد بعد البدر أو القمر الكامل الذي يصادف بعد الاعتدال الربيعي أي في الاحد الأول الذي يكون فيه القمر بدرا بعد الواحد والعشرين من آذار".

في المحصلة يبدأ المسحيون صومهم في السابع والعشرين من شباط والواضح أن لا اختلاف في الجوهر بين الكنيستين الشرقيّة والغربيّة، لتبقى المطالبات بتوحيده في القريب الممكن!