أكد مفتي الجمهورية الشيخ ​عبداللطيف دريان​ أن "القادة الدينيين في العالم عليهم واجب كبير في نشر ثقافة السلام ومواجهة الصعوبات والتحديات التي تهدد مسار البشرية"، داعيا إلى "تحسين الظن فيما بين القادة الدينيين للعمل الجاد على إنقاذ الشعوب من براثن القتل والدم".

واشار دريان خلال إلقائه كلمة الوفود المشاركة في افتتاح أعمال المؤتمر العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، بدعوة من وزارة الأوقاف المصرية بعنوان "دور القادة وصانعي القرار في نشر ثقافة السلام ومواجهة الإرهاب والتحديات"، الى ان "ثقافة السلام، هي ثقافة الإنسانية، فلا استمرار لهذا النسل البشري، الذي أمرنا الله عز وجل، أن نحافظ عليه، من خلال عمارة الأرض، إلا بنشر ثقافة السلام. فلا معنى للحضارات، إن لم تكن وليدة العدالة الاجتماعية، والتآخي الإنساني، والسلام بين البشر، فليس السلام بكثرة المال ولا النفوذ، ولا القوة المفرطة. إنما السلام بالحب والعدل والرحمة والشفقة، واستشعار حاجات المقهورين والمظلومين من الشعوب المغتصبة حقوقهم وأراضيهم".

أضاف: "لبنان بلد العيش المشترك والتنوع والحريات الدينية والسياسية هو جزء من العالم العربي هوية وانتماء وثقافة، وان رياح الفتن والصراعات المذهبية والطائفية التي تعصف بمنطقتنا العربية تشكل مصدرا للقلق مما ينبغي ترسيخ ثقافة العيش الواحد بين الأديان والطوائف على أسس العيش معا قيمة إنسانية سامية". وتابع: "أوطاننا بخطر وعلينا تعزيز مفهوم المواطنة والتكامل داخل المجتمعات العربية. ان مؤتمرات الأزهر الشريف والإفتاء والأوقاف المصرية تضعنا على الطريق السليم والصحيح في مواجهة الأفكار المتطرفة. يجب الانتقال من التنظير إلى التطبيق على أرض الواقع لأجل التعايش السلمي بين الناس جميعا بغض النظر عن توجهاتهم الدينية، وتفعيل الحوار بين الأديان من منطلق المشترك الإنساني بين البشرية كافة. ونؤكد أهمية المؤتمرات الدينية في مواجهة التطرف والتشدد وإبراز المفاهيم الصحيحة للدين الاسلامي، وأعلنها باسم الوفود المشاركة أن الأزهر الشريف يمثل المسلمين في الأقطار العربية جميعا على مر الزمان".

وختم: "مصر قلب العروبة تثبت أنها الدولة الأقدر على حل مشكلات المنطقة وحمل القضايا العربية وحماية الاستقرار في الأوطان بالتعاون مع الدول العربية".