استغرب الأب كميل مبارك الحملة التي طالت البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي على خلفية المواقف التي أدلى بها أخيرا بخصوص اللجوء الفلسطيني وقتال حزب الله في سوريا، لافتا الى ان كلامه بخصوص الملف الفلسطيني "جاء باطار توصيف الواقع وبعيدا عن أي نية تحليلية أو تعليق، لأنّه يرفض كليا فتح الصفحات السوداء الماضية". واضاف: "السؤال الذي طُرح على البطريرك اقتضى التذكير بالوقائع التاريخية الا أنّه للأسف هناك بعض الصحافيين فهموه على أنّه نفخ بالرماد لاحياء فتنة جديدة، وهذا خطأ كبير".

وأكّد مبارك في حديث لـ"النشرة" انّه "وبالمنطق الايماني فان البطريركية بشكل عام والبطريرك الراعي بشكل خاص ضد أي عنف يتعرض له أي انسان من منطلق ان العنف لا يولّد الا العنف المقابل". واضاف: "أما في ما يتعلق بمطلب العودة، فهو مطلب لبناني–فلسطيني–عربي وعالمي ويصب اولا في صالح الشعب الفلسطيني"، مستغربا ان يفهم ويقرأ البعض اصرار البطريرك على حق العودة بأنّه رغبة بطرد اللاجئين. وقال: "هذه قراءة سيئة للغاية".

السلاح غير الشرعي موقت

وتطرق مبارك لموقف البطريرك من سلاح حزب الله وقتاله في سوريا، موضحا أن "موقف بكركي ثابت ولم ولن يتغير من موضوع السلاح ككل، فالكنيسة ضد حمل السلاح لأنّه أداة للحرب والعنف، وهي تدعم فقط السلاح الشرعي وتنظر اليه كالسلاح الوحيد الدائم"، وأضاف: "اما السلاح غير الشرعي فتنظر اليه كموقت ومرتبط بزمن معيّن قد يكون فاعلا فيه وغير فاعل في زمن آخر".

وأشار مبارك الى أن "السلاح الموقت الذي يحمله حزب الله قال عنه رئيس الجمهورية (العماد ميشال عون) عنه أنّه ضروري للدفاع عن لبنان الى جانب ​الجيش اللبناني​"، لافتا الى أن "البطريرك الراعي كان قد اعتبر بدوره بوقت سابق انّه لولا حزب الله لكان وصل الارهاب الى جونية". واضاف: "أما بشأن قتال حزب الله في سوريا، فالموضوع ليس محصورا به، فقد اجتمعت كل أمم الأرض للقتال هناك تماما كما حصل خلال الحرب اللبنانية".

ورأى مبارك أن "حزب الله شاء بارادة ايرانية كانت أو سورية أن يكون في أرض المعركة للدفاع عن الشعب السوري والنظام هناك"، لافتا الى ان موقف البطريرك الراعي "لم يكن ملامة على المشاركة بالحرب السورية، بقدر ما كان توصيفا أن هذا القرار اتخذ من دون رغبة الحكومة اللبنانية التي كانت بوقتها تعتمد سياسة النأي بالنفس". وأضاف: "بالنهاية العنف لا يأتي الا بمزيد من العنف سواء في لبنان أو في سوريا، ورغبة الدولة اللبنانية هي بحلول السلام في البلدين والمنطقة ومن لا يساعد في فعل السلام عليه أن يعيد النظر بمواقفه".

المختلط ابن الستين

وردا على سؤال عن ​قانون الانتخاب​، اعتبر مبارك أن كل القوانين المطروحة، باستثناء القانون الأرثوذكسي، غير قابلة للحياة، لافتا الى انّه "بعدما رفض الجميع ​قانون الستين​ أتونا بالمختلط وكأنّه ابن الستين". وأضاف: "شاء البعض ان يتم الاتفاق على مشروع قانون قبل مهلة 21 آذار، لكنني أعتقد ان الانتخابات باتت بحكم المؤجلة حتى ايلول وبالتالي لدينا الوقت لصياغة قانون عادل يؤمن حسن التمثيل".

وعلّق الأب مبارك على مشروع القانون الأخير الذي تقدم به وزير الخارجية جبران باسيل، معتبرا ان "المزج بين الأرثوذكسي والنسبية أمر حسن، أما القوانين الأخرى التي تتم صياغتها لتناسب المُنْتَخَبين لا الناخبين فمرفوضة، والا فليعينوا هم النواب اذا كان هذا المطلوب"!.