اكد نائب رئيس مجلس النواب ​فريد مكاري​ انه ضد إضافة الضرائب على المواطنين، لافتا الى ان هناك قسم كبير من اللبنانيين العاملين في القطاع العام رواتبُهم قليلة، ولهم كلّ الحق بزيادتها، لكنّني أعلم أيضاً خطورةَ الوضع المالي للدولة، وإذا أرادت الدفعَ عليها تأمين الإيرادات في المقابل، وإلا فستتأثر مالية الدولة ويَكبر العجز ونصبح في مرحلة دقيقة قد تؤدي الى سقوط الليرة اللبنانية التي ستكون ضريبتها على المواطنين أكبر بكثير من الضريبة المقترحة.

وفي حديث صحفي، اشار مكاري إلى أنّ "المواطن مجبَر على دفعِ الضرائب في حال أقِرّت سلسلة الرتب والرواتب، أمّا إذا لم تقرّ، فهذا لا يعني أنّ وضعَنا الاقتصادي جيّد".

وعن الجلسة الشهيرة، يجيب مكاري: "بصراحة أقول إنني يوماً بعد يوم أكتشف أنّ الإجماع الذي كان قائماً قبل الجلسة غير صحيح، وبعد التفكير في المجريات يزداد اقتناعي بالأمر"، متذكّراً الأجواء خلال اجتماعات اللجان المشتركة التي ترأسَها والتي كانت مغايرة للأجواء السائدة اليوم.

وعن اتّهامه حزبَ الكتائب وحده بتطيير الجلسة، يشدّد مكاري على أنّ "حزب الكتائب حافَظ على موقفه في اجتماعات اللجان المشتركة وكان رافضاً للضرائب، إنّما كان يريد السلسلة من خلال معالجة الفساد، وليس هو فقط من يريد ذلك. وهذا الموقف ممتاز لكنّه غير قابل للتطبيق فوراً، فلا يمكن إقرار السلسلة اليوم والقول أريد تغطيتَها من محاربة الفساد، لأنّ المسألة تحتاج وقتاً، ومحاربة الفساد لا يمكن تطبيقها عملياً في يوم واحد لكي تغطي السلسلة".

ويشدّد مكاري على حقّ حزب الكتائب في الاعتراض: "في الجلسة العامة ثبتوا على موقفهم لكنّهم أعادوا تكرار الكلام نفسه في كلّ سطر، وكلّما طلب أحد النواب الكلام قابلوه بالتعليق نفسه مع أن موقفهم كان أصبح مفهوماً وواضحاً ولم يكن من داعٍ لتردادِه في كلّ محطة، وبالتالي يساهم في تطيير الجلسة، إذا كانت هناك نوايا لتطييرها كما ألمحوا هم وغيرهم. أضِف إلى ذلك أنّ ما كان يقال في الداخل كان يقال في الخارج، وتتمّ تعبئة النواب قبل دخولهم مجدداً إلى القاعة".

واكد مكاري أنه لم يشعر قبلاً بأنّ الجلسة كانت مدبَّرة لتَطير، لكنّه اليوم يشعر بأنّها قد تكون كذلك لأنّ الجميع يُغيّرون مواقفَهم، بلا استثناء.

واوضح مكاري أنّه ليس ضدّ النسبية في المبدأ "إنّما في لبنان وبسبب كثرة الطوائف وفي غياب الأحزاب العابرة للطوائف، فهو يرى استحالةً في تطبيقها، أمّا الصوت التفضيلي فمِن الصعب تطبيقه، خصوصاً في غياب المكنَنة، إذ من دونها ومع الصوت التفضيلي سيتمّ تزوير نتائج الانتخابات بكاملها حتماً".

في سياق اخر، اعلن انه سيعتكف العمل السياسي، لافتا الى انه كتشفَ أن منذ 25 عاماً وحتى اليوم لم يستطع التغيير في المنظومة اللبنانية، ولم تكن لديه القدرة على فِعل أيّ شيء في هذا السياق، مشيرا الى انه اصبح يشعر أنّه شاهد زور لقرارات تؤخَذ خارج مجلس النواب وليس داخله.