أشار وزير الخارجية والمغتربين ​جبران باسيل​ إلى أنّ "في وقت نرى فيه طوائف ومذاهب تتحارب مع بعضها و صراع سني ـ شيعي في المنطقة، نرى أنّ السني والشيعي في ​لبنان​ داخل الجيش اللّبناني يحاربون معاً ضدّ الإرهابيّين. وفي وقت نرى الإنقسام بين حضارات وأديان في العالم تأخذ أحياناً وللأسف طابعاً إسلاميّاً ـ مسيحيّاً، نرى المسيحيّين والمسلمين يداً بيد يواجهون الإرهاب داخل لبنان ايديولوجيّاً"، منوّهاً أنّ "جيشنا اللّبناني يتمكّن من الإنتصار على الإرهابيّين وعلى تنظيم "داعش"، والوحيد الّذي تمكّن من منع "داعش" من الدّخول إلى بلد في المنطقة هو ​الجيش اللبناني​. ونرى كيف أنّ المجتمع اللّبناني منع الفكر الداعشي من الدّخول إلى لبنان. هذه هي عظمة الشّعب اللّبناني وهذه هي قدرة اللّبنانيّين أن يقدّموا هذا النّموذج الفريد".

ولفت باسيل في كلمة خاطب فيها أبناء الجالية اللبنانيّة في الولايات المتحدة الأميركيّة، في إطار زيارته إلى واشنطن للمشاركة في اجتماع التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، إلى "أنّني آتي إليكم حاملاً هموم لبنان وآمال اللبنانيّين أن يكون لدينا بلد يستحق أن تنتموا اليه، ونحن في لبنان نتحمّل الكثير من العذابات والتضحيات"، موضحاً أنّ "الله قد وهبنا نعمة 18 طائفة وأعطانا قدرة العيش مع بعضنا وفرادة أن نكون نموذجاً للعالم، كيف نحكم مسيحيّون ومسلمون بلداً بالشّراكة وبالتّساوي، في وقت لا يُخفى على أحد أنّه لم يعد هناك الكثير من الأمكنة الّتي يستطيع فيها المختلفون عقائديّاً وطائفيّاً أن يتشاركوا حتّى في الحياة، وترون كيف أنّ الإنقسام يزيد في دول العالم".

وأكّد أنّ "أنتم الجزء الأهمّ في هذه القضية، لأنّكم ترمزون إلى النّجاح اللّبناني . دائماً قصّة النّجاح في لبنان تعترضها الأزمات الكبيرة: أزمة الإرهاب وأزمة النّزوح والأزمة الإقتصاديّة الّتي تأتي من تلك الأزمتين مع بعضهما، ما يجعلنا نرزح تحت أعباء لا أعتقد أنّ أيّ بلد في العالم يستطيع تحمّلها. والنّجاح أنّنا رغم كلّ المصاعب والمصائب نبقى أحياء ويبقى بلدنا قادراً على إعطاء أجمل درس للعالم عن الضيافة والإستقبال وحقوق الانسان".

وشدّد باسيل على أنّ "بمحبتنا لبلدنا وبمحبّتنا لجيراننا، نقول كفى تحميل لبنان هذه الأعباء ونقول حان الوقت أنّ لبنان الشريك الأساسي في المعركة ضدّ الإرهاب و في نشر ثقافة الإعتدال والديمقراطية وحقوق الانسان، لبنان أصبح اليوم على شفير أن يزول، إذا استمرّ العالم في عدم مشاركته في تحمّله للعبء الّذي يتحمّله"، مشيراً إلى أنّ "في الوقت الّذي نرى فيه كيف أنّ الشعوب تنزح من مكان إلى آخر، نقول أنّ هناك حاجة لبقاء الشّعب السوري في بلده والشعب اللّبناني في بلده، وستكون خسارة كبيرة للعالم وللإنسانية إذا أُفرغت سوريا من ناسها ولبنان من ناسه، ولم يعد هناك إمكانيّة أن تعيش النّاس مع بعضها البعض"، متسائلاً "تخيّلوا الأثر السيء على العالم بأكمله إذا لم يعد يعيش اللبنانيّون مع بعضهم البعض، أين سيعيش المسلم مع المسيحي؟ في فرنسا؟ أو في إندونيسيا؟ أو في أيّ نقطة في العالم؟ لبنان هو مستوى التحدّي الّذي يُشكّله للإنسانيّة كلّها هو أن يستمرّ أو لا".

وأوضح أنّ "مشاركتنا في الإجتماع ضدّ تنظيم "داعش" هي مشاركة ليست ضدّ أحد، بل هي مشاركة للنّموذج الّذي نُمثّله نحن، النّموذج الإنساني إذا كان سيبقى أو يزول . القضيّة ليست قضيّة منظّمة إرهابيّة ولا قضيّة منطقة في العالم موجودة فيها هذه المنظّمة. هي قضيذة إنسان يستطيع العيش مع أخيه الإنسان، وبذلك ننتصر على "داعش" أو لا نتمكّن من العيش مع بعضنا، وهذا أكيد إنتصار لـ "داعش" علينا جميعاً إذا بقي إسمه أو لم يبق، ما هي قدرتنا أن نجعل بلدنا لبنان يبقى قوي وواقف ومستمرّ".