أكد رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ أنه "سيكون هناك قانون انتخابات جديد وسنجري الانتخابات النيابية ولكن مع بعض التأخير التقني"، معتبراً أن "روح الايجابية هي ما نحتاج اليه".

وفي حديث مع قناة "ONE" المصرية، أشار الحريري إلى "أننا نحاول استعادة ثقة الشعب والقضاء على الهدر والفساد والشباب يريد التغيير وأنا قلت للمتظاهرين لنتحاور، وانا مستعد وواجبي أن أتكلم مع الشباب ولو كان غاضبا وأنا موظف من الشعب"، لافتاً إلى "أننا نعمل على مشروع كبير بشأن أزمة النازحين السوريين، وعلى المجتمع الدولي تحمل جزء كبير من هذه المشكلة واللبناني محتاج الى بنية تحتية ومدارس وأمور عدة واذا نريد الحفاظ على عدم التخلي عن النازحين يجب أن يكون هناك خطوات حقيقية على الارض والفرق بين السوري والفلسطيني هي أي السوري لديه بلد يعود اليه".

وأكد أنه "يجب أن نعزز الوحدة الوطنية لأنها ستنقذنا من أي مشكل أقليمي، وحدتنا الوطنية ستصوننا في الاخر ولبنان وسوريا تفصلهم كيلومترات والاقتتال كان يحصل أمام القرى اللبنانية لكننا لم نتأثر واستطعنا الحفاظ على وحدنتنا الوطنية والتركيبة اللبنانية مختلفة جدا عن التركيبات الموجودة في المنطقة".

ورأى أن "الديمقراطية هي أن تقبل الرأي الاخر مهما اختلف معك واحترام الرأي الاخر في لبنان متجذر وهذا يغني لبنان وفي السابق لم يكن موجود في المنطقة".

وأوضح أنه "في الحكومة هناك وزارء لـ"حزب الله"، نحن نختلف معهم في سياستهم، لكن قلنا لنختلف ونضع الخلاف على جنب ونستكمل بناء البلد"، لافتاً إلى أن "رئيس الحكومة الراحل ​رفيق الحريري​ كان دائما يضع الخلافات على جنب ويضع البلاد أمامه ويمكن أن نختلف بالسياسة ولكن هناك أمور يمكن أن تكمل بها".

وشدد على ان "القرار اللبناني هو الطاغي في البلد، وهناك ضغوطات من بعض الدول الاقليمية ولكن اذا قارتنها مع ما كان يحدث أيام الوصاية السورية هي قليلة جدا، في السابق لم نكن نستطيع أن نعين مديرا عاما"، مؤكداً ان "الامور أختلفت الان وهناك حوار والنقاش جاري وحيوي، والقرار يأخذ في لبنان".

وأوضح أنه "في مجلس الوزراء الكل يستطيع أن يعطل، ولكن التفاهم الذي قمنا به مع كل الافرقاء هو أننا يجب أن نسير الى الامام، ولبنان سيقفز الى الامام في الاشهر القليلة المقبلة".

وأفاد الحريري أن "أي رئيس وزراء يحترم رئيس الجمهورية اذا كان يعمل لمصلحة البلد"، مشيراً إلى أن "سلاح "حزب الله" هي من الامور الخلافية ولكن البيان الوزاري للحكومة واضح فيه احترامنا للقرارات الدولية ومعالجة الامور التي يمكن أن تحصل مثل أي مشكلة على الحدود وأخذنا قرار بوضع الخلافات على جنب، وهذه هي الخلطة اللبنانية".

وأوضح أن "لبنان عاش عدة مقاومات في تاريخه و"حزب الله" أتى في الثمانينيات وقبله كان هناك عدة مقاومات قامت على التصدي للاسرائيلي والنجاح الذي حصل عليه من بعده هو الوحدة الوطنية التي صانت هذه المقاومة بعد عام 1982 الى 2000 أو 2005، ثم حصل خلاف سياسي، ولا يزال هناك قرى محتلة"، مشيراً إلى أن "هذا الاختلاف السياسي هناك وجهة نظر أن الجيش اللبناني يجب أن يدافع ويجب أن نعمل على استراتيجية دفاعية التي نبحثها على طاولة الحوار".

وأضاف الحريري أنه "فيما يخص "حزب الله"، هو شأن اقليمي وليس لبنان فحسب، اسرائيل تستعمل هذه الحجة للتوجه الى الدولة اللبنانية ومحاولة وضع لبنان في فوهة المدفع هو قرار خاطئ من قبل اسرائيل التي تستعمل "السلبطة" على العرب"، معتبراً أن "اسرائيل لديها مصالحها وحروب قامت فيها، ونحن كعرب جميعا يجب أن نقاوم اسرائيل، وليس على لبنان أن يحمل هذا العاتق لوحده".

وأكد أن "الكلام عن أن "حزب الله" منع وصول الارهاب الى لبنان غير صحيح، وتدخل "حزب الله" في سوريا أتي بهذا الارهاب الينا والامور الخلافية جذرية، والجانبان لن يقتنعا بوجهة نظر الاخر"، مشيراً إلى أنه "يجب أن تكون صبور وترى مصلحة بلدك، فنحن جميعا كحزاب موجودين وسنذهب ولكن لبنان باق وفي مصر كذلك ونحن مقررين أن هذا الخلاف الناشئ يجب أن نضعه على جنب وننظر الى البلد".

واعتبر أن "المعركة في المنطقة هي بين الاعتدال والتطرف، الاعتدال هو قوة وليس ضعف، ولكن هناك حفنة من الجماعات المتطرفة تحاول اخافة الناس"، مركداً أن "الاسلام هو الاعتدال والوسطية وليس عن قطع الاعناق هذا تشويه للاسلام"، مشيراً إلى أن "مشروع الاعتدال سينجح في لبنان وهم ضد هذا المشروع ويحاولون اخافة الناس ويجب أن نبقى أقوياء والخطوات التي قام بها السيسي بمحاربة الارهاب وتحديث الاقتصاد هي المرحلة الفعلية التغيرية".

ولفت إلى أن "رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري تم اغتياله، ولو بقي على قيد الحياة لما كنت موجودا على الساحة السياسة وأنا انسان ايجابي ووالدي كان يقول لي بكل شيء سيء حاول أن ترى الجيد ولكن عليك أن تبحث عنه وتجدهو في لبنان نحن اليوم بمرحلة جيدة جدا"، مشيرا إلى أنه "يعلم مَن إغتال الرئيس رفيق الحريري"، قائلاً: "اتخذت قراراً ألّا أنتقم وأن أسير على الطريق الذي كان رفيق الحريري سار عليه، رفيق الحريري لن ينتقم لأنه لم يكن رجلاً انتقامياً، بل كان رجل عدل واعتدال وحق وحب، أحب الناس لأنه كان صادقاً معهم"، معتبراً أن "المحاكم الدولية فتراتها طويلة جدا، والمحاكم التي حصلت في السابق كان معروف من ارتكب بالجريمة"، مؤكدا أن "هذه المحكمة تقوم بعمل دؤوب لثبت مصداقيتها والمشكل في العالم العربي أننا نريد العدالة".

من ناحية أخرى، اعتبر الحريري أن "الشعب السوري انتفض من أجل التغيير واكتساب الحريات ولكن هل القتل هو الحل؟ الحل هو أن نعطي الناس ما تريد ما على الناس أن تفهمه أن ما يحصل في سوريا هو اقتتال قوى خارجية وداخلية وأساس المعركة هو الشعب، هل الشعب داعشي؟ كلا".

ولفت إلى أن "الشعب السوري يريد التغيير والان هناك معارضة ويحصل تفاوض ولكن اذا المجتمع الدولي سيضع فرضيات للشعب السوري هي لن تحصل والشعب هو الذي يقرر من يريد على رأسه"، معتبراً أنه "لا يجب على المجتمع الدولي أن يضع الفرضيات لمن يبقى أو يذهب، هذا النظام في سوريا لا أؤمن به وفعل ما فعل ولا يمكن أن يكمل في قيادة سوريا وهذا رأيي أنا ونحن في لبنان نختلف مع رئيس الجمهورية ميشال عون حول هذا الموضوع، لكن ذلك لا يعني أن نخرب البلد من أجله".

واعتبر الحريري أن "الحل في سوريا هو الشعب السوري والمشكلة تعقدت ولكن ذلك لا يعني أنها ستدوم الى ما لا نهاية ونحن عانينا من الحرب الاهلية ولكنها انتهت في يوم وليلة ولا شيء يدوم وهذا أهم شيء في الحياة".

وفي سياق أخرى، أكد الحريري أن "العلاقات اللبنانية المصرية جيدة ويجب علينا كدولتين أن نتعامل في كافة المجالات ويجب أن نحث رجال الاعمال على الاستثمار ويجب أن نضع آلية للتواصل بين البلدين واجتماعات اللجان يجب أن تحصل كل سنة"، مشيراً إلى أن "كمية التجارة التي تحصل بين الدول هائلة، لذلك يجب أن نرى كل الامور التي تعوقنا من التقدم في هذه التجارة ويجب أن نحسنها ان كان بالنوعية أو سرعة ردة الفعل لنأخذ قرارات بين الدولتين، ويجب على مصر أن تساعدنا باغلاق الفراغ الموجود لدينا في بعض المجالات وبالعكس".

ولفت إلى أن "هناك اتفاقيات أمنية بين البلدين، ومصر ساعدت الجيش اللبناني ونحن نتعاون في المجالات الامنية تعاون كبير جدا في محاربة الارهاب".

وأضاف أن "ميزة الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ أنه انسان واضح، ويمكن لهذه المنطقة أن تستفيد من عقليته التجارية وهو رئيس أميركا وأميركا دولة عظمة ولديهم نظام وهو نجح وبالتالي هو الرئيس الذي يجب أن نتعامل معه وصراحته أوصلته الى الرئاسة".