عاش اللبنانيون على مواقع التواصل الاجتماعي نهاية حزينة لأسبوع "صاخب" بعد أن زار "الموت" عواطف غنوم، المرأة التي ضجت بها "الكتابات" و"التغريدات" في الأيام الماضية عندما "صرخت" ابنتها فرح في وجه دولة وضعت المواطن في ادنى أولوياتها.

لم ينجح "نقل" عواطف من مستشفى بشامون الى مستشفى "الزهراء"، بمنع موتها كونه أتى متأخرا بعد أن تقاعس "الضمان" الإجتماعي عن أداء دوره ورفضت المستشفيات استقبال المريضة، حسبما تؤكد ابنتها. وفاة عواطف ولّدت شعورا بالغضب، ولكن كما في كل مرة، "غضب الكتروني" عبّر عنه اللبنانيون في "وسم ماتت عباب المستشفى"، فقالت لورا حسين: "للأسف داعش ليست فقط قطع الرؤوس وتفجير الأبرياء بل داعش إنعدام الإنسانية لدى كثير ممن يظنون أن بأيديهم مصير الناس وحياتهم"، واعتبر اسكندر بما يخص عمل المسشتفيات: "كلو تجارة، المستشفيات لتجارة الصحة، رجال الدين لتجارة الدين، المدارس لتجارة التعليم، الزعماء لتجارة الدم".

من جهته عبر حسن سرور عن فقدانه الأمل بالقول: "نموت على باب المستفشى لانو مشغولين بقانون انتخاب وضرايب وسلسلة وحفل توريث سياسي، لانو الانسان رخيص بهالبلد"، ورأى شادي فرج أن الحل لن يكون باستمرار السكوت: "اذا ما وقفنا وقلنا بكفي رح يجي الدور ع الكل ع بواب المستشفيات"، بينما اعتبر محمد زواوي أن "الفقراء يموتون على ابواب المستشفيات، والدولة ماشية ع مبدأ الفقراء يدخلون الجنة".

هي ليست المرة الأولى التي ترفض فيها بعض المستشفيات استقبال المرضى، واللوم لا يقع عليها بل على دولة الّتي لا تستطيع تحمل كلفة علاج مواطنيها وتحديدا الفقراء منهم الذين لا يملكون المال لتحمل كلفة العلاجات المرتفعة، كذلك يؤخذ على أصحاب بعض المستشفيات "انعدام" الإنسانية لديهم، والتعاطي مع المريض كـ"زبون" يُدخل الأموال الى صندوقهم. وهنا قالت زينب: "المستشفيات عنا متل الفنادق السياحية التجارية وأبعد ما يكون عن المعاملة الإنسانية"، وقال علي جابر: "صارت مستشفيات لبنان خمسة نجوم للأغنياء والفقير يموت على أبوابها". أما عن حقّ اللبناني الذي كفله الدستور فيبدو أنه تغير بحسب حسين فاعور "انت لبناني يعني ممنوع تعيش ممنوع تحلم ممنوع تفرح ممنوع تمرض، انت لبناني يعني عندك حق واحد انك تموت".

كثيرة هي القصص والحالات المشابهة لحالة عواطف، يموت الانسان بسبب نقص الرعاية، سواء على باب المستشفى أو داخلها أو حتى في منزله لعدم قدرته على "طلب" دخول المستشفى، يموت اللبناني فتحزن الكلمات قليلا على شاشات هواتفنا النقّالة، ثم نعود الى متابعة حياتنا وكأنّ شيئا لم يكن.