} مجموعة المعاتية }

في عالمنا المعاصر بين مجموعة المعاتية والمصاطيل والمهابيل، والمجانين والناس الغلط نحتار اين نجد سلم القيم الحقيقية لسلوكنا وتصرفاتنا ونشعر كأننا غرباء عن هذا العالم واننا لسنا من هنا بل من كوكب آخر او من هناك.

تأخذنا الغربة والكآبة ونصلي وحدنا في بستان الزيتون ونعرق دماً ونبكي والاخرون نيام وتحت على شفير هاوية الموت والعذاب والصلب. وحدتنا تقتلنا بالرغم من كوننا كائن «المعية»، اي ان نكون لا تعني ان نكون وحدنا بل ان نكون مع الاخر بالحب والاحترام ليعطي لوجودنا معنى فنرحل الى لقاء الآخر بعرس وجودي نغتني به من غنى وجود الآخر المفترق. ولا نغرق في نرجيسيتنا وبالتحديق الى صورتنا حتى تلتصق بها وتغرق وتختنق وتموت من عدم طاقتنا على الحياة بالحب فالكره موت والحقد تدمير للذات وللآخر.

} لا وجود لنا الا بالحب }

ولا وجود لنا الا بالحب لان الوجدان هو وجدان في الآخر ومع الآخر والآخر الغائية L'intentionnalite تقول ان الوجدان هو وجدان دائم للآخر La conscience est toujours une conscience de l'autre

فأنا قصبة صامتة لا نغم فيّ اذا لم اشق وانا نهر مائت اذا زالت الضفة الأخرى هذا ما قاله الفيلسوف Maurice de Moncelle وما قاله Paul Ricoeur وJean - Paul Sartre وBlondel وLe Senue.

} طوق ابيض

وأكمام منشاة }

هذا البرص والهبل او السرطان الذي نخر اللحم والعظم والدم والعقل والاخلاق والقيم والانماط والسلوك والتصرفات هو موت لعالمنا المعاصر لذلك مات الشعر والفن والمال وفقد الابداع وغرقنا بالثرثرة وحب المظاهر والكذب في الكلام والنفاق في المواقف ولبسنا ثياباً تتنافى ودعوتنا ورسالتنا من اطواف بيضاء واكمام منشاة مع بِكَل ذهبية وسيارات فارهة مشككة جارحة تتنافى مع رسالة الانجيل.

} حل علينا غضب السماء }

النهار الذي خاف منه «دلبر اينشتين» مخترع القنبلة الذرية قد حل ونزل علينا كالصاعقة وهو الذي قال لا اخاف من اليوم الذي فيه ستتخطى التكنولوجيا عمليات التواصل والتفاعل الانساني والاجتماعي. عندها ويومها سيعرف العالم جيلاً من المصاطيل والمهابيل والمجانين والمعانيه والمصروعين وفي ايديهم جهاز الخليوي وهم لا يهتمون بمن حولهم ولا يتواصلون معهم ومع بعضهم بل مع غائب عنهم وهو هناك على ضفة اخرى من الخليوي البارد انها كما قال الفيلسوف Leibniz «موناد» Monade تتجاور وتتساكن ولا تعرف بعضها ولا تشعر بوجود من حولها، بل هي حجارة وصخور مرمية في الوجود، انهم في صحراء الاتصالات والعلاقات الانسانية من خلال الآلة الباردة، فلا شعور بحرارة الوجود ولا احساس بحميمية اللقاء ودفء المودة والحوار.

} العته والعطلنة }

العته أصاب العقل. والصطلنة ضربت الفكر اللاهوتي الديني المنور بالرحمة والحب وانتربولوجيا الحياة ولاهوت التراحم والمحبة والحنان سقط في بئر حياة الموت وخنازير الشهوات حتى السماء تحولت عندهم الى حالة جنسية مجنونة بعيدة عن السماء روح والله محبة وجمال، والافتتان الحقيقي هو افتتان بجمال الله وببهائه.

} خاتمة }

علينا ان نسير على درب العودة الى انسانيتنا المتواصلة مع الاخر لننطلق الى طريق خلاصنا من الوحشة والغربة والصقيع الانساني والوجودي الذي نعيش فيه. فاننا بالحقيقة نعيش لوحدنا ونموت لوحدنا والاخرون حولنا حالة كرنفالية، حلم ليلة صيف، او رقصة نزول الى جحيم دانتي Dante. كآبة فرتر Werter تنهشنا كما قال Goethe، لذلك لا خلاص لنا الا باللقاء لقاء الاخر وحبه وقبوله واحترامه ومرافقته الى آفاق النور والحياة والفرح.