شدد رئيس تحرير صحيفة "النشرة" الالكترونية ​جوزيف سمعان​ على أن "الاعلام الالكتروني في لبنان بات يرقى الى مستوى جيد ولا بأس به لجهة المنافسة الاعلامية والتحلي بالصدقة على الرغم من بعض الأخطاء التي تحصل أحيانا، وتصحح مباشرة".

وفي كلمة له في المؤتمر الدولي الاول لقسم الاعلام بعنوان "الاعلام : الواقع والتحديات"، في ​جامعة بيروت العربية​، أكد سمعان "أهمية الاعلام الجديد، وما يمثله لجهة ضخ المعلومات وبثها عبر شبكة الانترنت"، مشيراً الى أن "مهمة الصحفي الالكتروني بالغة الأهمية نظرا الى الضغوط التي يتعرض لها وهو المضطر الى التعامل مع الكم الكبير من المعلومات الواردة الى الصحيفة الالكترونية، اضافة الى صناعة الخبر من دون أي تحريف أو أخطاء، وهو ما يجعل من مهمته صعبة ولكن ليست بمستحيلة".

ولفت الى أن "لبنان ومصر باتا من رواد الاعلام الالكتروني في العالم العربي الذي لا يزال يفتقر، وبشكل كبير، الى هذه الصناعة، إذ إن الصحف المكتوبة، على سبيل المثال، لا تستغل الانترنت كما يجب وهي تضع نسخة من "الورقية" عبر النت فقط من دون أي تطوير"، ورأى أن "اللحاق بركب التطور السريع في الاعلام، لا بد وأن تواكبه عصرنة في القوانين وهو أصبح موجودا بين يدي لجنة الاعلام في المجلس النيابي".

واقترح سمعان "ادخال بعض التعديلات أيضا على قوانين محكمة المطبوعات لتواكب هذا التطور عبر تعيين هيئة استشارية من الخبراء في عالم الاعلام من أجل مساعدة القضاة على الاسراع في المحاكمات، وحماية أي شخص متضرر من غبن ما"، مشيراً إلى أن "الاعلام الالكتروني والذي لم تتعود شركات الاعلان بعد على انصافه اعلانيا حتى اليوم، بات يشكل العصب الرئيسي للاعلام، نظرا الى أهميته الشاملة باستغلال الانترنت صحافيا بجميع المواد المكتوبة والمسموعة والمرئية، والانتشار الذي يححققه، ليس محليا فقط انما عالميا".

من جهته، لفت رئيس تحرير صحيفة "اللواء" ​صلاح سلام​ إلى أنه "في بلد يعيش على خط الزلازل السياسية والأزمات الأمنية، من الطبيعي أن تكون مؤسساته في حال اهتزاز شبه دائم، تحول دون تثبيت الاستقرار، وتعاني فقدان دور الدولة في رعاية القطاعات الحيوية والمنتجة"، مشيراً إلى أنه "لم توفر الحروب القذرة الصحافة اللبنانية من تداعياتها المدمرة، بحيث أصابها مثل ما أصاب معظم القطاعات المنتجة الأخرى". وأشار إلى أنه "في الوقت الذي كانت الصحف اللبنانية تصارع من أجل البقاء، كانت العديد من الدول العربية تستولد صحافتها الوطنية، عبر تزاوج خلاق جمع بين الخبرة والتفوق عند الصحافي اللبناني"، لافتاً إلى أن "تحول حملة الأقلام في الصحافة اللبنانية إلى فرسان النهضة الصحافية في العديد من الدول العربية، الأمر الذي أدى إلى تفريغ مؤسسات صحافية لبنانية من خبرات مهنية ومواهب إنسانية واعدة".

من جهتها، نوهت مديرة "الوكالة الوطنية للاعلام" ​لور سليمان​ بـ"أهمية الجامعة اللبنانية"، مشيرة الى ان "كبار المسؤولين في الدولة وفي المؤسسات الاعلامية هم خريجو هذه الجامعة، وان اساتذتها هم من الاكاديميين الذين لديهم خبرة في مجال الاعلام، وان الجامعة ترسل طلابها الى مؤسسات اعلامية كبيرة في لبنان كي يتدربوا فيها ومن ضمنها "الوكالة الوطنية للاعلام" التي تهتم بهؤلاء الطلاب"، مبدية فخرها بأنها "تلميذة الجامعة اللبنانية وخريجتها". واشارت الى ان "لبنان تميز بتنوعه وبثقافته وآرائه المتعددة والتي تسمح لوسائل الاعلام ولا سيما "الوكالة الوطنية" بالاستمرار، وان التمويل المادي ليس بالضرورة هو الاساس، فاذا لم يكن لوسيلة اعلامية تمولها جهة سياسية معينة رسالة تثقيفية فلا يمكن ان تستمر، في حين تترك وتلغى الوسائل الاخرى التي تقدم رسائل تثقيفية الى الرأي العام لأن ليس لها تمويل مادي".

بدوره، مدير اذاعة "صوت لبنان" - الاشرفية اسعد مارون اكد "أهمية مضمون الرسالة الاعلامية للاذاعة عاكسة قضايا الوطن والمواطن، وناقلة هموم الناس ونبض حياتهم، ومنفتحة مضمونا وأسلوبا على فئات المجتمع كافة". ولفت الى "أهمية أن تعنى الاذاعة بصفتها احدى أقدم الوسائط الاعلامية باختيار شبكة برامج منوعة تحتوي مضامين اذاعية مختلفة من أخبار وبرامج سياسية وإجتماعية وإقتصادية وإنمائية وطبية وتوعوية ومعلوماتية وثقافية وترفيهية ورياضية وغيرها".

وتحدث رئيس تحرير الاخبار في تلفزيون "أل.بي.سي" جان فغالي عن "واقع الإعلام المرئي"، مؤكداً أن "المضمون يأتي في الدرجة الاولى، وحين يكون المنتج جيدا فلا خوف على المستوى"، مشيراً إلى أن "المحطة التلفزيونية تسعى إلى إرضاء المشاهد مع الحفاظ على النوعية والمستوى". ولفت إلى أن "السقف هو الأخلاق والقوانين المرعية. في هذا المجال، البلد متنوع والقيم تختلف بحسب الطوائف والمذاهب"، مشيراً إلى أن "القوانين ففي حاجة الى تحديث، فقانون المطبوعات عمره أكثر من نصف قرن وقانون المرئي والمسموع عمره ربع قرن، فيما الاعلام يتطور يوميا".

لمتابعة ملف الصور كاملاأنقر هنا.