تناولت صحيفة "مسكوفسكي كمسموليتس" الروسية التوتر في العلاقات الروسية التركية على خلفية مساندة موسكو للكرد السوريين، معتبرة أنه "مرة أخرى تقف ​روسيا​ وتركيا على عتبة الشجار. وتجلى ذلك مؤخرا بوضوح في عملية التوبيخ العلنية التي أعدتها الخارجية التركية للقائم بالأعمال الروسي في أنقرة، على خلفية مقتل جندي تركي على يد قناص كردي. ولعل الإشارات التي تدل على احتدام الخلاف بين البلدين قد أصبحت عديدة، لاسيما أن محادثات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي ​رجب طيب أردوغان​ الأخيرة في موسكو، كانت أسوأ بكثير مما حاول كلا الزعيمين إظهاره. وإذا كان الرئيس بوتين لا زال محافظا على لقب "الجوزة القاسية" كما وصفه الرئيس الأميركي من حيث صلابة الموقف، إلا أن تصرفات أردوغان قد أظهرت أنه على وشك الانفلات".

وذكرت الصحيفة أنه "بعد اللقاء في الكرملين يوم 10/03/2017 أعلن كلا الزعيمين بانسجام أن عملية التطبيع التي بدأت في آب 2016 قد انتهت، وأن العلاقة بين البلدين دخلت مجددا في مرحلة "التطور المتعدد الأوجه" في جميع المجالات. بيد أن الأحداث اللاحقة كشفت أن هذه التصريحات، لم تكن سوى تعبير عن قدرة الرئيسين بوتين وأردوغان في الحفاظ على الهدوء وبرودة الأعصاب. وواقعيا، لم تنته المحادثات بذلك المستوى من النجاح الذي عكساه أمام عدسات الصحفيين، وأن الخلاف احتدم من جديد بين رئيسي الدولتين، ولكن هذه المرة بسبب –الكرد السوريين".

ولفتت الصحيفة الى أن "أردوغان وأثناء المؤتمر الصحفي في الكرملين قال: القضاء على مجموعة إرهابية (داعش-الصحيفة) بمساعدة أخرى (وحدات حماية الشعب الكردية) –أمر غير ممكن. وفي وقت لاحق كشفت وسائل الإعلام التركية أن أردوغان طلب من بوتين التخلي عن مساعدة الكرد، الذين يقاتلون إلى جانب بشار الأسد. والذين سيكافؤون بإنشاء الحكم الذاتي في الشمال السوري. بيد أن الرئيس الروسي رفض طلب أردوغان كما كتبت الصحف التركية".

ورأت أن "مما يشير إلى الخلافات بين الحكومتين، ما أصبح معلوما بأن ممثلي التشكيلات العسكرية الكردية قد وقعوا اتفاقا مع المتخصصين الروس من أجل تدريب قواتهم على "المهارات الحديثة للحرب". وحسب معطيات وحدات حماية الشعب، وكنتيجة لتحضير مقاتلين جدد، سيصل عدد القوات الكردية حتى الـ100 ألف مقاتل مع حلول منتصف عام 2017. (وفقا لمعطيات رويتزر للأنباء وصل عددها إلى 60 ألفا في نهاية عام 2016)"، موضحة أنه "من جهة أخرى، أكدوا في البرلمان الروسي ضرورة تعزيز الحوار الفوري بين دمشق والكرد من أجل إنشاء الحكم الذاتي الكردي في سوريا، ذي "صلاحيات دستورية واسعة"، وأن هذا من شأنه "المساهمة في إحلال السلام في شمال البلاد"، كما جاء على حد ذكر رئيس لجنة الشؤون الدولية للدوما الروسية، ليونيد سلوتسكي".

واعتبرت الصحيفة أنه "على الرغم من أن الكرملين لم يصدر أي تعليقات توضيحية ترتبط بعموم هذا الموضوع، إلا أن أنقره قد قيّمت تصريحات بعض الساسة الروس، وتصرفات الجيش الروسي في الشمال السوري "كطعنة في الظهر التركي". حيث تعتبر السلطات التركية الكرد عدوها الرئيس، لا سيما أن عملية "درع الفرات" التركية في سوريا، ومنذ البداية لم تكن موجهة فقط ضد تنظيم "داعش" كما أعلن عن ذلك القادة الأتراك مرارا"، مؤكدة أن "رد الفعل التركي كان سريعا. في 23/03/2017 استدعت الخارجية التركية القائم بأعمال السفارة الروسية في أنقره سيرغي بانوف. ويجب القول في هذا الصدد إن الأتراك والكرد يقتلون بعضهم بعضا بشكل مستمر، ولم تستخدم هذه الحالات في يوم من الأيام، كسبب لتوبيخ الدبلوماسيين الروس علانية. وطلبت الخارجية التركية من سيرغي بانوف إغلاق مكتب "الاتحاد الديمقراطي" في موسكو، هذا على الرغم من أن الجانب الروسي لم يؤكد حقيقة وجود مثل هذا المكتب".

وأشارت الصحيفة الى أنه "حتى الآن، الجانب الروسي يتصرف بصبر وأناة، وكأن شيئا لم يحدث في العلاقة الروسية – التركية، ولكن بات جليا أن أي شرارة صغيرة في مسلك العلاقة بين روسيا وتركيا ممكن أن تؤدي إلى اندلاع اللهيب".