تواصل محكمة فديرالية اميركية محاكمة رجل الاعمال ال​لبنان​ي ​قاسم تاج الدين​ بتهمة مخالفة القوانين الاميركيّة المتعلقة بمكافحة الإرهاب وتمويل حزب الله المصنف ارهابيا من قبل واشنطن، اضافة الى تبييض الأموال، ونفى تاج الدين كل التهم الموجّهة اليه .

وكانت السلطات المغربية اعتقلت تاج الدين بموجب مذكرة صادرة عن الإنتربول الدولي بطلب من السلطات الاميركيّة، وسلمته الى ​الولايات المتحدة​ بسرعة تردد انها تجاوزت الأصول القانونية المتّبعة في مثل هذه الحالة، خوفا من ان تسارع الدولة اللبنانية الى الطلب بتسليمه لمحاكمته أمام المحاكم اللبنانية، كما حصل مع رجل الاعمال اللبناني علي فياض، الذي اعتقل في براغ وكان قد واجه خطر التسليم للولايات المتحدة لكن السلطات اللبنانية نجحت في اقناع براغ بتسليمه للبنان حيث يحاكم من المحاكم اللبنانية.

وفور انتشار خبر توقيفه في المغرب ومن ثم تسليمه للسلطات الاميركيّة، لم يصدر عن أي جهة رسمية لبنانية اي تعليق، سوى من رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط الذي دعا الحكومة اللبنانية الى تحمل مسؤولياتها والدفاع عن مواطن لبناني بغض النظر عن أيّ شيء آخر .

كما ان عائلته طلبت في بيانات لها نشرتها الصحف اللبنانية عدم بث اخبار عنه قبل الرجوع اليها كي تزودهم بالحقيقة .

وسبق محاكمته امام محكمة فيدرالية في واشنطن باتهامات من وزارة الخزانة الاميركيّة في العام 2009 قيل لأنه مساهم مالي مهم لحزب الله، كما تم تصنيف شركته "تاجكو"، واتُهم ايضا باستخدام عائدات من شركته لتوفير الدعم المالي للحزب بملايين الدولارات .

وفي العام 2010 اتّهمت وزارة الخزانة الاميركيّة شقيقي تاج وشريكيه في العمل علي وحسين بتهم مماثلة، فأشارت ان علي هو قائد سابق في الحزب كان قد تبرع له بمبالغ نقدية على شكل دفعات تصل قيمتها الى مليون دولار، كما انه ناشط في شركة "جهاد البناء" التي صنفتها بشكل منفصل في العام 2007، اما شقيقه حسين فاتهمته بجمع تبرعات ومناصر بارز للحزب.

ولم يصدر اي تعليق من الحزب المذكور، لكن رئيس بلدية حناوية، مسقط رأس تاج الدين كان قد وجه في وقت سابق انذارا مدته 48 ساعة لإطلاق سراحه، مهددا بتظاهرات احتجاجية.

ورأت مصادر سياسية ودبلوماسية لبنانية ان تسليم المملكة المغربية تاج الدين للولايات المتحدة بهذه السرعة، ربما يعود الى رغبتها في تسليفها والتثبت من انها متعاونة مع الادارة الجديدة، إضافة الى انه يمكن ان يعكس نوعية العلاقات المغربية-الإيرانية التي مرّت بمراحل بين العداء والتطبيع الفاتر منذ العام 1979، وفي العام 1980 قطعت ايران علاقاتها مع المغرب، وفي العام 2009 قطعت الرباط علاقاتها الدبلوماسية مع طهران، قيل انها أتت بطلب سعودي، وتخوفت المصادر نفسها، بأن تكون الخطوة الاميركيّة هذه هي للتأكيد على جدية واشنطن في محاصرة طهران والضغط عليها، خصوصًا وانه تبيين لادارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب انه من الصعب، ان لم يكن من المستحيل إلغاء الاتفاق النووي بين ايران وعواصم الغرب، فلجأت الى هذا الأسلوب .

ولفتت المصادر الى ان تاج الدين يتعامل عبر شركاته مع عدة شركات اميركيّة وان الذين يتولوا الدفاع عنه محامون أميركيون، وان المحكمة الفيدرالية لم تشر في الجلسة الاولى لمحاكمته الى أي عملية تحويل أموال من قبل تاج الدين الى حزب الله مؤخرا، بل اعتمدت على ادعاءات تعود الى سنة 2009.

وبانتظار ما ستؤول اليه هذه المحاكمة التي وصفتها الاوساط نفسها بأنها تحمل في طياتها أسبابا سياسية، فإنّ لبنان لا يمكنه إلاّ ان يدافع عن مواطنيه، لا سيّما المهاجرين منهم، الذين يمدّون الاقتصاد اللبناني بمليارات الدولارات كل عام الأمر الّذي يساعده كثيرا على الصمود.