يمكن القول من دون أي تردد أنّ همّ أمن المطار وكذلك سائر المعابر من وإلى لبنان يأكل مع الحكومة في الصحن. واستطراداً يمكن التأكيد على أنه بات بإمكان اللبنانيين وجميع القادمين الى لبنان ومغادريه أيضاً أن يطمئنوا الى أنّ قرار تحصين أمن المطار بات نافذاً، أو أقله في طريقه إلى إكتمال النفاذ.

وبحسب خبير في هذا المجال فإنّ مطار بيروت مرشّح ليكون أحد أكثر المطارات في العالم أماناً، بما فيها مطارات الدول الكبرى والدول المتقدمة والمصنّفة عالماً أوّل.

ولقد يقتضي الإنصاف القول إنّ هذه الإندفاعة نحو تثبيت أمن المطار (... والمعابر الأخرى) تعود أساسا الى الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري، وتعود في قسم كبير منها الى وزير الأشغال العامة والنقل ​يوسف فنيانوس​ الذي يجب الإقرار له ولسواه من وزراء »المردة« السابقين أيضاً بالجدية والمثابرة ونظافة الكف (...). وفي هذا الإطار يمكن قراءة ورشة العمل التي إفتتحها فنيانوس، أمس، حول »أمن الطيران في لبنان« بتنظيم بعثة الإتحاد الأوروبي وبالتعاون بين وزارتي الأشغال والداخلية والبلديات (...). والحضور الأبرز كان من دون أدنى شك لممثلة سفيرة الإتحاد الأوروبي في لبنان جوليا كوخ دو بواييه. لماذا الأبرز؟ لأنّ الإتحاد الأوروبي هو الذي أثار قضية أمن المطار منذ أشهر طويلة، ولم يتوقف عن إثارتها ومتابعتها، وهو ما نوه به فنيانوس بقوله »ليس غريباً على الإتحاد الأوروبي أن يسارع ويلبي طلب لبنان إقامة هذه الورشة على نفقته الخاصة«.

ونثق بالوعد الذي قطعه فنيانوس بأن التعاون اللبناني - الأوروبي لسلامة الطيران يظهر مدى إهتمام الحكومة اللبنانية بهذا الأمر حتى تصبح معايير السلامة في مطاراتنا مدعاة فخر لنا وطريقاً آمناً لأصدقائنا. أجل! نحن نثق بقول هذا الرجل الجاد خصوصاً وأن مجلس الوزراء أقرّ في جلسته ما قبل الأخيرة تكليف وزارة الأشغال العامة والنقل إطلاق المناقصة الخاصة بالتجهيزات الأمنية العائدة الى مطار رفيق الحريري والتي تشمل المعدات اللازمة خارج المطار وداخله من أجل كشف أي عمل إرهابي قد يستهدف المسافرين من لبنان وإليه.

ونضم صوتنا الى صوت وزير الأشغال بأن الخطوات الجبارة التي يقوم بها الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية اللبنانية الأخرى كافة في الأمن الإستباقي قد أعطت نتائج فعّالة مكنتنا في معظم الأحيان من تحقيق أمناً وقائياً بالحؤول دون تنفيذ عمل إرهابي ما هنا أو هناك، أي باستباق الإرهابيين وتفشيل مخططاتهم.

لقد كان اللبنانيون غافلين (ولنأذن لذاتنا باستخدام عبارة »غافلين«) عن حقيقة أوضاع المطار الأمنية... وربما كنّا متغافلين... ومهما كانت التسمية فإنّ أخطاراً داهمة كانت تحدق بالطيران المدني اللبناني. ولسنا نزعم أننا دخلنا مرحلة الأمن الخالص مئة في المئة، فهذا لا يمكن لأي بلد في العالم أن يحققه مهما كان قادراً وممكناً، إلا أننا قطعنا شوطاً بعيداً في هذا المضمار.