أكّد الوزير السابق رشيد درباس أن لهجة الحكومة اللبنانية واللغة التي كانت تعتمدها في مقاربة ملف اللاجئين السوريين لم تتغير وهي نفسها التي تم اقرارها في العام 2014، لافتا الى أن ما تغير "هي الظروف فبعد أن كانت الحرب هي السائدة في السنوات الماضية ولا صوت يعلو فوق صوت الرصاص في سوريا، بدأت القوى المعنية بالصراع هناك، تبحث عن حل يتطلب الاتفاق عليه وتطبيقه وقتا طويلا".

وأوضح درباس في حديث لـ"النشرة" أنّه وبعدما كان لبنان يتعاطى مع ملف اللاجئين باعتبارهم عشرات آلاف سيبقون لبضعة اشهر، تحولوا الى مئات الآلاف يبقون لبضعة سنوات. واضاف: "نحن لم نعد بقادرين على احتمال تداعيات هذا الملف لا على العصيد الأمني ولا الاقتصادي ولا حتى الديموغرافي".

اكتفينا مديحا

وأشار درباس الى ان رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ دقّ جرس الانذار من خلال المواقف الأخيرة التي أطلقها عشية مؤتمر بروكسل، "باعتبار اننا اكتفينا مديحا وثناء يغدقه علينا المجتمع الدولي الذي لا يزال ينأى بنفسه عن التصدي للأزمة، وهو الذي أنفق مئات المليارات لقتل الشعب السوري وبعضها فقط لمساعدته".

واعتبر درباس أن حلّ أزمة اللاجئين على صعيد لبنان يبدأ باطلاق ورشة لبنانية من دون الانغماس بالصراع السوري، لافتا الى وجوب ان يتم خلال هذه الورشة توافق الفرقاء على كيفية السعي لتأهيل مناطق في الداخل السوري انحسرت فيها المعارك كي يعود اللاجئون اليها. واضاف: "اما الطرف الذي يجب أن نتحدث اليه في هذا الشأن فهو المجتمع الدولي وبشكل خاص موسكو وواشنطن".

كمّ الأفواه؟

وتطرق درباس للرسالة التي وجهها رئيسا جمهورية وحكومات سابقين الى القمة العربية، معتبرا أنّها "نالت من ردود الفعل السلبية أكثر مما ينبغي خاصة وأنّها لم تتعرض بالسوء لأي جهة بل بالعكس كرّست ثوابت وطنية". وأضاف: "ما حصل في التعاطي مع الموضوع أشبه بمحاولة لكمّ الأفواه، وهذا أمر لا يمكن أن نسمح به في بلد كلبنان يقوم على حرية التعبير".

وتساءل: "هل هذه الرسالة تعتبر تجاوزا لمفهوم الدولة والاستعراض الذي قام به حزب الله في برج البراجنة ينسجم مع هذا المفهوم"؟. وشدد على وجوب أن نأخذ قرارا بأن يكون لبنان دولة ذات سيادة على كامل أراضيها او ساحة للاستعراضات!.

وردا على سؤال عن قانون الانتخاب، أعرب درباس عن أسفه "لكون أحد من الفرقاء لا يفكر بخطط ملموسة لانقاذ البلد، بل يتعاطى مع المشاريع المطروحة بما يحقق مصلحته الشخصية والحزبية وكأن المطلوب ان يختار المرشحون الناخبين وليس العكس!". واضاف: "حتى ان النسبيّة التي كانت مطلبا وطنيا حولوها وسيلة لخدمة أهدافهم".