لفتت أوساط متابعة للتطورات السورية، الى المفاجأة التي أحدثها البيان الروسي – ال​ايران​ي الذي نشر في صحيفة سورية، موقع باسم "غرفة العمليات المشتركة بين ​روسيا​ وإيران والقوات الرديفة"، هدد بالرد على أي عدوان أميركي جديد على سورية، ولوح باستهداف القوات الأميركية في شمال دمشق.

وأشار مصدر رفيع في رئاسة الجمهورية الإيرانية، لصحيفة "الجريدة" الكويتية، أنه بعد زيارة الرئيس الايراني حسن روحاني لموسكو، ولقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تقرر تشكيل لجنة عسكرية مشتركة للتنسيق بين الوحدات المسلحة التي تدعم الحكومة السورية، أي الجيش الروسي ووحدات الحرس الثوري الإيراني والقوات التي تعمل تحت إشراف إيران في سورية، وبينها حزب الله.

ولفت المصدر، الى ان المطالبة بهذه اللجنة بدأت عندما أبرم الروس اتفاق إخلاء شرق حلب مع الأميركيين والأتراك، وأبلغوا طهران ودمشق والقوات الرديفة بالاتفاق، لكن القوات السورية والإيرانية، التي كانت موجودة على الأرض، رفضت تنفيذ الاتفاق وعرقلته.

وأوضح أن تشكيل اللجنة وشروط عضويتها ومستوى تمثيل الأطراف كان قيد البحث حتى وقوع هجوم خان شيخون، فأصر الروس على تشكيلها فوراً، لأن القصف العسكري السوري تم دون علمهم، وكانت لديهم شكوك حول تنفيذ بعض الوحدات المسلحة، الموجودة في "خان شيخون"، عمليات عسكرية دون تنسيق كاف، في محاولة لوضع موسكو أمام أمر واقع.

وأكد أن أول اجتماع لهذه اللجنة عقد قبل الضربة الأميركية، وطلب الروس خلاله ألا تصدر طهران ودمشق تصريحات سياسية أو ميدانية عن الأزمة السورية، دون التنسيق مع الروس، وإلا فإن موسكو لن تغطي التصريحات، أو أي تداعيات تنجم عنها مهما كلف الأمر.

ولفت إلى أن الأمور تغيرت بعد الضربة الأميركية على قاعدة الشعيرات الجوية بحمص، حيث تقرر تشكيل غرفة عمليات مشتركة ثابتة بدلاً من اللجنة، مهمتها التنسيق الشامل المباشر مع الأطراف لضبط الفوضى.

وأفاد بأن هذه الغرفة تضم قياديي الوحدات المسلحة الموجودة على الأرض، وبينها حزب الله اللبناني وحركة النجباء العراقية، مضيفاً أنه لن يسمح بعد الآن لأي وحدة مقاتلة بالتحرك أو تنفيذ أي عملية دون التنسيق مع الغرفة، وإلا فإن الروس لن يؤمنوا غطاء جوياً للوحدات التي تتحرك منفردة، وإذا ضُربت من الطيران الروسي أو غيره فلا يمكن لأي طرف الاعتراض.

وطلب الروس أيضاً إجراء كشف شامل من قيادات العناصر التي تتحرك على الأرض، للتأكد من أنها لم تكن ضالعة في حادث خان شيخون، كي تتأكد موسكو من أن طلبها تشكيل لجنة تقصي حقائق في الهجوم الكيميائي لن يؤدي إلى إدانة دمشق أو إدانتها.

وأكدوا أنه بعد إلغاء مذكرة التنسيق في الأجواء السورية مع واشنطن فإن أي وحدات تتحرك دون تنسيق معهم يمكن أن تتعرض للضرب من الأميركيين وحلفائهم، أو حتى من الروس أنفسهم بالخطأ، على أساس أنهم أعداء.