اعتبر راعي أبرشيّة جبيل المارونيّة ​المطران ميشال عون​ أن الخطر دائما موجود ويتهدد المسيحيين في مصر ومنطقة الشرق الأوسط ككل وأينما وجدوا، الا أنّه لا يحبطنا ولا يخيفنا بل يجعلنا نتمسك أكثر بايماننا وبأرضنا فنكون شهود محبة في هذا العالم، لافتا الى ان ما مر به أقباط مصر مؤخرا جعلهم يواظبون على الصلاة في كنائسهم ويتمسكون أكثر فأكثر بايمانهم، لقناعتهم بأن أحدا لا يمكن اقتلاعهم من جذورهم أو تفريغ مصر من المسيحيين.

وشدّد المطران عون في حديث لـ"النشرة" على أن الأمور لا يمكن أن تحل بالعنف بل بالحوار، والرب دوما معنا ليقينا الأخطار المحدقة فينا، مشيرا الى ان الحصانة التي يتمتع بها مسيحيو لبنان، سببها الأساس وجود حوار جدي ومستمر بين مختلف مكونات الشعب اللبناني، وبالتحديد بين المسلمين والمسيحيين الذين تعلموا من تجارب الماضي الأليمة، ويتمسكون بكلمة البابا مار يوحنا بولس الثاني التي قال فيها ان لبنان هو الوطن الرسالة لكل العالم بالتعايش بين كل الطوائف.

واذ أثنى عون على "وعي وارادة اللبنانيين الذين دعاهم للدفاع عن القيم والمبادىء التي يقوم عليها لبنان الواحد لجميع مكوناته"، اعتبر ان لا خوف من الانجرار الى صراع طائفي سياسي على خلفية ما حصل بملف ​قانون الانتخاب​، داعيا لأن يكون هذا القانون عادلا ويحقق صحة التمثيل، لأن أحدا من اللبنانيين لا يستطيع أن يلغي الآخر أو يختصر دوره. وأضاف: "نحن نطالب القوى السياسية بالاسراع بصياغة القانون العادل من خلال حوار جدي بين مختلف الفرقاء، واذا اقتضى الأمر الاستعانة بتقنيين لبنانيين أو أجانب لوضع أسس علمية وعادلة نسير بها".

وردا على سؤال، اعتبر المطران عون أن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وباستخدامه مؤخرا صلاحية تعليق عمل مجلس النواب شهرا كاملا للحؤول دون التمديد، أثبت أن للرئيس اللبناني صلاحيات ودور ومكانة يتوجب الحفاظ عليها، وهو المؤتمن على الدستور وحاميه، وبالتالي هو بشخصه ضمانة ليس للمسيحيين فقط بل لكل اللبنانيين. وتابع: "نطالب باقي الفرقاء أن يضعوا أيديهم بأيدي بعض، فنحترم ليس فقط الدستور بصياغة قانون الانتخاب، انما والاهم الميثاق الوطني الذي يقوم عليه لبنان، ونحرص لأن تحافظ كل طائفة على الأخرى. الأكثرية في لبنان لا يمكن أن تحكم لوحدها وهذا ما يميزنا عن بقية بلدان المنطقة والعالم ويصون فرادتنا".

وحثّ الجميع على تقديم التنازلات فلا يتم الطلب من فريق واحد التنازل دائما لبقية الفرقاء.

كذلك دعا المطران عون في ذكرى ​الجمعة العظيمة​ و​عيد الفصح​ المسيحيين للتركيز على الرجاء وعدم الخوف، وقال: "فلنتأمل بآلام ​السيد المسيح​ من دون أن ننسى اننا أبناء القيامة. ولنتمسك بأرضنا وايماننا رغم كل التضحيات التي قد يكون علينا أن نقدمها في سبيل ذلك".