رجّح النائب عن تيار "المستقبل" ​خالد زهرمان​ أن تستعيد النقاشات بخصوص قانون الانتخاب زخمها بعدما تراجعت بعيد تأجيل الجلسة النيابية التي كانت مقررة يوم الخميس وتعليق عمل المجلس لمدة شهر، كما جراء عطلة العيد، لافتا الى انّه وحتى الساعة لا تزال موجودة العراقيل، وأملنا خلال مهلة الشهر أن يتم التوافق على قانون للانتخاب فنلجأ لتمديد تقني لتفادي أزمة دستورية كبيرة.

واعتبر زهرمان في حديث لـ"النشرة" ان الأزمة ستكون ناتجة اما عن السير بتمديد من دون الاتفاق على قانون، او الذهاب الى فراغ برلماني لن نعرف الى اين سيودي بالبلاد.

واذ أكّد انفتاح تيار "المستقبل" على كل الخيارات ومشاريع القوانين المطروحة شرط أن تبقى تحت سقف الحفاظ على العيش المشترك وصحة التمثيل، لفت الى ان رئيس الحكومة سعد الحريري حتى بات منفتحا على النسبية التي كنا نرفضها بالسابق.

انقسام شيعي-مسيحي

وشدّد زهرمان على ان طابة التعطيل ليست في ملعب تيار "المستقبل" بل لدى الآخرين، متحدثا عن "انقسام حاد بين الثنائي المسيحي والثنائي الشيعي، بحيث يلعب الحريري دورا توافقيا من خلال جهود يبذلها للتفاهم على صيغة تراعي مطالب الفريقين".

وأشار الى ان صيغة التأهيل الطائفي، كما هي مطروحة لجهة اختيار مرشحين عن كل مقعد "انما تعني اعتماد القانون الارثوذكسي مغلفا بصبغة من النسبية الا انّه يعطي نفس النتيجة". ونبّه من أن ذلك "يعزز الفرز الطائفي في وقت نعيش في منطقة ملتهبة والأخطر في ظل تعدد المؤشرات لاعادة ترسيم الحدود، وبالتالي اذا كنا نرغب بالحفاظ على وطننا بحدوده الحالية وبتجنب وضعه على طاولة الترسيم، فعلينا ترسيخ صيغة العيش المشترك".

ليس حبا بالتمديد

وأكّد زهرمان ان تيار "المستقبل" يؤيد المطالب المسيحية لجهة تحسين التمثيل، الا انّه يعارض تماما اللعب بصيغة الميثاق الوطني التي يقوم عليها لبنان، لافتا الى ان اعلانهم السير بالتمديد لم يأت حبا به، بل نتيجة عملية اختيار بين ما هو سيء وما هو أسوأ وبالتالي تجنبا للفراغ البرلماني. وقال: "نحن نتمسك باجراء كل الاستحقاقات الدستورية في موعدها، الا ان الظروف الاستثنائية والتي تتحول عنصرا مهددا لاستقرار البلد تدفعنا باتجاه خيار التمديد التقني".

وأوضح زهرمان انّهم يتفهمون هواجس كل فريق باعتبار ان لبنان مكون من مجموعات طائفية ومذهبية، وبالتالي سعي كل مجموعة لصيغة قانون تراعي هذه الهواجس، "الا ان ما لا يمكن القبول به فهو هذا الخطاب الطائفي المخيف الذي شهدناه عشية جلسة التمديد". وأضاف: "عدنا الاسبوع الماضي الى مرحلة الـ1975 ولجوّ الحرب وهذا غير مطمئن على الاطلاق".