اعتبر النائب في تكتل "التغيير والاصلاح" ​حكمت ديب​ ان الضبابية لا تزال مسيطرة على المشهد العام بما يتعلق بموضوع ​قانون الانتخاب​، لافتا الى انّه "ما لم يصدر أي موقف واضح من كل الفرقاء، لا يمكننا الحديث لا عن خلاف او عن اتفاق"، مشددا على وجوب "تبلور الأمور في اتجاه او بآخر خلال فترة قصيرة على امل ان ننتهي الى اتفاق بنص واضح يتضمن كل التفاصيل".

ونبّه ديب في حديث لـ"النشرة" الى ان "التيار الوطني الحر" لن ينتظر حتى منتصف أيار، موعد جلسة التمديد للتحرك لوقف المهزلة المستمرة منذ 30 عاما، لافتا الى انّه لن يسمح بالعودة الى نقطة الصفر وسيبقى يدفع حتى اللحظة الأخيرة باتجاه التفاهم على قانون جديد.

العلمانيون الكذبة

وشدّد ديب على ان "النسبية الكاملة التي يتمسك بها عدد من الفرقاء لا تتناقض مع القانون التأهيلي، باعتبار ان التأهيل لا يعني انتخابا بل ترشيح عدد معين من الاشخاص، لتحصل بمرحلة ثانية عملية الانتخاب وفق النسبية الكاملة"، مؤكدا ان التيار "لا يمكن ان يسير بنسبية كاملة على اساس لبنان دائرة واحدة او من دون ربطها بالتأهيل على اساس مناطقي او طائفي". واضاف: "لا يمكن تجاوز ارادة الطوائف والمناطق بعملية انتخاب النواب، فهذه من العيوب التي نحاول تجاوزها في ​قانون الستين​ وغيره من القوانين الانتخابية".

واستهجن ديب اتهام "التيار الوطني الحر" ووزير الخارجية ​جبران باسيل​ بالتمترس طائفيا بالتعاطي مع مسألة قانون الانتخاب، وقال: "السيد المسيح حذّر من الأنبياء الكذبة، ونحن اليوم نحذّر من العلمانيين الكذبة ومن يدّعون السعي لدولة مدنية، وهم حقيقة اول المتمترسين وراء مذاهبهم وطوائفهم". وتساءل ديب: "اين الداعين للوطنية والدولة المدنية من قانون الاحوال الشخصية المدني الموحد؟ اين هم من الزواج المدني ومن تزويج القاصرات والعنف الأسري"؟ واضاف: "نراهم حريصين على فريق معين وهواجسه، ولكن عندما يأتي فريقنا للتعبير عن هواجس مماثلة يتهموننا بالطائفية والمذهبية... هذه لعبة لم تعد تنطلي على أحد".

اصرار على التهميش

ونبّه ديب من ان "هناك من يقصد وبتعاطيه الحالي مع موضوع قانون الانتخاب الى الاستمرار بتهميش المسيحيين، ومنعهم من ايصال نوابهم بأصوات الناخب المسيحي، في ظل اصرارهم على رفض كل الصيغ التي تقدم بها الوزير باسيل والتي تؤمن صحة التمثيل لكل الطوائف والمذاهب دون استثناء".

وعن العلاقة مع حزب الله، أكّد ديب انّها "ممتازة"، مشددا على ان "الاتفاق بين التيار والحزب هو على مبدأ الديمقراطية التوافقية التي تتناقض كليا مع الديمقراطية العددية"، واضاف: "كما أن الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله اكد اكثر من مرة ان ديمقراطيتنا صحيحة الا انها بطيئة وهذا خير للبنان". وعبّر عن أمله في ان "تتجسد كل هذه المواقف الايجابية بقانون انتخابي يؤمن صحة التمثيل لأنّه لا يجوز على الاطلاق استمرار الوضع على ما هو عليه، باصرار فريق معين على وضع اليد على حقوق شريكه بالوطن".