لا تزال قضية الباخرة التجارية الجانحة NABIL J المسجلة في Freetown في Sierra Leone وتحمل الرقم IMO 7125225 على شاطئ المسبح الشعبي عند المدخل الشمالي ل​مدينة صيدا​، تراوح مكانها بعدما فشلت كل محاولات سحبها من الرمال حتى الان، حيث استقرت موقتا بمحاذاة كاسر الموج والصخور عند الكورنيش البحري.

واكّدت مصادر بحرية، ان هناك ثلاثة حلول لهذه القضية أولها إستقدام باخرة كبيرة مخصصة لسحب البواخر العالقة بعد تفريغ كل حمولتها، التي تقدر بنحو 450 طنا من اصل 1600 طن حمولتها القصوى، ثانيها تحويلها الى مطعم على الشاطىء الصيداوي، حيث تصل التكلفة في حال اصبح واقعا سبعمئة الف دولار اميركي، منها ثلاثمئة الف دولار اميركي ثمن الباخرة نفسها، وثلاثمئة الف دولار اميركي لتحويلها الى مطعم، اضافة الى ما يقارب مئة الف دولار او اكثر تدفع سنويا الى ​بلدية صيدا​ او وزارة الاشغال والنقل كبدل ايجار لوقوفها في مكانها وفتح مدخل لها من الكورنيش البحري.

اما ثالث الحلول وهو آخر الدواء الكي، وهو مصير الباخرة في حال لم يتم سحبها ورُفض تحويلها لمطعم هو تقطيعها ونقلها بواسطة ونش خاص وبيعها خردة، حيث يوجد العديد من تجار الخردة في صيدا وضواحيها الذين بإستطاعتهم تعهد تقطيع الباخرة وتوريدها الى خارج البلاد.

مخاوف التسرب

وبانتظار تقدّم أي من الحلول الثلاثة، فإن المخاوف بدأت تكبر من احتمال حدوث ثقوب في هيكلها وعندها يصبح احتمال التسرب النفطي "الديزل" من خزاناتها مؤكدا، وعواقبه كارثية على الثروة السمكية وعلى السياحة البحرية ويهدّد الشاطئ بالتلوث بالنفط بعدما هبّت الانواء والرياح ودفعتها اليها اكثر فاكثر.

وأطلق ناشطون بيئيون مناشدة لكل المعنين بضرورة الإسراع في تقدير الحدث وحجم ضرر الأثر البيئي على شاطيء المدينة وضرورة تكاتف كل فعاليات المدينة والجمعيات والهيئات البيئية وغيرها والنواب والوزارات والادارات المعنية لإنقاذ الشاطيء في صيدا، مشددين على ضرورة معالجة الامر بالسرعة الممكنة قبل حصول الكارثة وتسرب الديزيل الى الشاطىء، نظرا لما يشكل ذلك من خطر محقق على الشاطئ والثروة السمكية في صيدا والجوار.

واجرى هؤلاء إتصالا بالخبير البحري الكابتن جميل الصائغ ممثل هيئة LLOYD’s العالمية لاستشارته في تقدير المخاطر المحتملة لأبداء الرأي بشأن القيام بسحب الباخرة بعيدا عن الشاطئ، فحضر على وجه السرعة ومعه فريق من الغطاسين من نادي shaiss divers وتفقدوا المياه والأعماق بمحاذاة الباخرة وبعد معاينتهم للموقع ومناقشة وضع الباخرة مع الربّان ومع مشغلها هاتفيا، تأكّدوا من امكانيّة سحبها، "ولكن يجب الأسراع باحضار قاطرة بحرية ذات قوة مناسبة مع أسلاك قطر فولاذية بهدف جرها قبل تراكم الرمال على جوانبها، لانه عنها عندها يصبح وضع الباخرة صعبا للغاية".

بالمقابل، تحول المكان مقصدا للتنزه وللتسلية للاهالي ولرواد الشاطىء، حيث غصّ بالمواطنين الذين باتوا يحرصون على تصوير الباخرة الجانحة حينا والتقاط السلفي احيانا، وسط حضور لافت لقوى الامن الداخلي وفوج اطفاء صيدا الذي اعلن قائده ان العناصر في حالة تأهب لمد يد العون حين تدعو الحاجة او عند اي طارىء، في وقت تفقد فيه رئيس البلدية محمد السعودي المكان وتمنى ان تنجح جهود سحبها لتعود الى عمق المياه والشاطىء الى طبيعته.