بعد ان عصفت الإضرابات بمجمل القطاعات في لبنان، عاد "الاعتصام المفتوح" الى ​مستشفى بيروت الحكومي​، بعد عامين ونيّف من انتظار نيل الحقوق، وبعد هدنة أقامها الموظفون مع مجلس الإدارة الجديد.

سقطت الهدنة بين الطرفين وبدأ الاعتصام المفتوح الذي يقضي بالاقفال التدريجي للأقسام داخل المشفى، يقول عضو لجنة موظفي مستشفى بيروت الحكومي عبد الله عطار في حديث لـ"النشرة"، مشيرا الى أن "الإدارة لم تلتزم معنا بالوعود التي اطلقتها، فهي فور استلامها منذ ما يزيد عن عامين طلبت إمهالها فترة 6 اشهر لتعطينا كامل حقوقنا الا اننا لم نستحصل على شيء سوى فتات ينفّسون به اعتصامنا كل فترة".

ويضيف عطار: "منذ فترة اجتمعنا برعاية ​وزارة الصحة​ ولكننا لم نلمس من رئيس مجلس الادارة ​فراس الأبيض​ سوى التسويف وعدم النية بالالتزام، لذلك قررنا الاعتصام المفتوح"، كاشفا أن الحقوق التي يطالب الموظفون بها هي اولا الدرجات للمتعاقدين، اذ ان القانون يعطي المتعاقد درجة واحدة كل عامين، الا ان بعض الموظفين الذين قضوا ما يزيد عن 12 عاما في الخدمة لم يحصلوا سوى على درجة واحدة، وثانيا حق الحصول على مستحقات "المدارس" حسب الجدول الموزع من تعاونية موظفي الدولة، اذ أن الجدول يحدد سنويا بناء لقيمة الاقساط، بينما قبض الموظفون في المستشفى على اساس جدول العام الماضي. واخيرا مطلب "الشهر الاضافي"، او الشهر الـ13 وهو المطلب الذي وافق عليه مجلس الادارة السابق ولم يُنفّذ بعد".

وعلمت "النشرة" من مصادر ان الموظفين داخل المستشفى انقسموا بين مؤيد للاضراب ورافض له، وتشير مصادر الموظفين الرافضين للإعتصام في حديث لـ"النشرة" الى أن أسباب الاضراب غير مقنعة، ولا يجوز إقفال أبواب المستشفى أمام المرضى لأسباب كهذه، مشددة على أن أصول الإضراب غير متوافرة بما يقوم به عدد من الموظفين. من جهته يؤكد عطار أن وقوف عدد من الموظفين بوجه الإضراب سببه سياسة مجلس الادارة الذي يعمل على التفرقة وترفيع بعضهم واستحداث مناصب لآخرين مقابل استمرار العمل، وتحريض الأقسام بعضها على بعض.

بداية حلحلة

بدأت مساعي الحل مع تدخل مستشار وزير الصحة، إيلي زيتون ولقائه الدكتور فراس الأبيض، ولكن لم يتمكن زيتون من الوصول الى نتيجة ايجابية، تقول المصادر. وتضيف: "اليوم زار المستشفى رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر بناء لطلب الأبيض، وبعد اجتماع مع لجنة موظفي المستشفى، تمنى الأسمر على الموظفين تعليق الاعتصام والعودة الى الهدنة السابقة، الا أن اللجنة وبعد اجتماعها قررت تجميد تصعيد الاعتصام دون انهائه، بانتظار أن يقدم رئيس مجلس الادارة وعودا أكيدة بالحصول على الحقوق".

بين تأييد عدد من الموظفين للاعتصامات ورفض آخرين لها، يغيب رئيس مجلس ادارة مستشفى بيروت الحكومي فراس الابيض عن السمع، فبعد ان اشارت المصادر الى ان موقفه الرمادي يزيد "الطين بلة" ولا يساهم بالحلول، اتصلنا به لمحاولة الوقوف على الرأي الرسمي للمستشفى. رد الأبيض على اتصالنا وأحالنا على المسؤولة الاعلامية في المستشفى نسرين الحسيني، ولكن يبدو ان عامل الهاتف غير موجود على السمع أيضا بسبب الاضراب، اذ لم يجب أحد على اتصالنا.

تتعدد الأسباب والإضراب واحد، والهدف هو المطالبة بالحقوق، انما "دهاء" المسؤولين يوجّه "ضرر" الإضراب الى المواطنين دوما.