تحت شعار السلام

مصر يا أرض السلام والخير أدخلوها آمنين. مباركة أرض مصر دعوت ابني. مصر السلام تستقبل بابا السلام ​البابا​ فرنسيس. سيستقبله نيلها الخالد رمز الحياة والإستمرار. مصر أرض العراقة تضم في أحضانها كل الديانات التوحيدية. في تاريخ مجيد تاريخ الحضارة والرقي الذي يمثله شموخ أهرامها وصمودها في وجه الزمن والصحراء والرمال والشمس والرياح. ينظر إليه أبو الهول وهو راسخ قبالة الأهرامات ينظر إلى البقاء والخلود والصمود أمام عواصف الطبيعة والأيام.

مص حيث يتعانق الصليب والهلال ودماء الشهداء الأقباط، ودماء شهداء جيش مصر العظيم لأجل السلام والحق والحرية والمحبة. السلام هو أسمى هبات السماء وأعلاها وهو هدف وغاية كل انسان. وعلى الشعار الرسمي لزيارة ​البابا فرنسيس​ إلى مصر تحية سلام ترمز إليها حمامة تسبق قداسة البابا حاملة للشعب المصري قدوم السلام مع بابا السلام إلى مصر السلام والخير والضيافة.

دعوات عديدة وجهت لقداسة البابا فرنسيس لزيارة مصر قبلها البابا ولم يحدد موعدها، دعوة من الرئيس ​عبد الفتاح السيسي​ ودعوة من شيخ الأزهر ودعوة من بطريرك الأقباط الكاثوليك ودعوة من قبل بابا الأقباط الأرثوذكس وآخرها دعوة من قبل وفد مصري زار الفاتيكان في شهر تموز الماضي.

الزيارة الهامة

أكتفى الفاتيكان في القبول واليوم في آخر شهر نيسان ما بين 28 و29 نيسان تمت الزيارة. وهي تأتي بعد أكثر من 11 عاماً على آخر زيارة قام بها بابا روما إلى مصر. وهي زيارة إستثنائية في هذه الأيام المصيرية فكرياً وسياسياً مع التحولات في الشرق الأوسط، وخاصة لدور الرئيس المصري ولدعم دور الأزهر في الحوار الديني مع الفاتيكان، ولدعم الكنيسة القبطية كنيسة الشهداء ودعم بابا الأقباط الأرثوذكس وبابا الأقباط الكاثوليك، ودعم المسيحيين والمفكرين الأحرار من مسيحيين ومسلمين الذين يقدمون دمائهم شهادة للحق والحرية والمحبة وحق الإختلاف وقبول الآخر المفترق دينياً وحضارياً. ودعم الفكر والمؤتمر المتكلم عن المواطنة والسلام، وحرية الرأي ورفض تهجير المسيحيين من العريش ومن سيناء، وقتل وذبح الأقباط وتفجير أكثر من 100 كنيسة وإستشهاد الناس الأبرياء.

800 سنة على زيارة القديس فرنسيس الأسيزي

وفي مصر يوجد أكبر كتلة مسيحية ولو كانت كنيسة مستقلة عن الفاتيكان ولو كان فيها 2% من الأقباط الكاثوليك، وقد كان القديس فرنسيس الأسيزي زار مصر في حزيران 1219، والتقى السلطان الكامل بن الملك السلطان العادل الأيوبي في زمن إحتدام الصدام والحروب بين الشرق والغرب. وكما خاطب القديس فرنسيس العالم بلسان السلام، سيخاطب البابا فرنسيس بلسان السلام نفسه الذي خاطب به القديس فرنسيس السلطان منذ نحو أكثر من ثمانمئة عام، وسيتكلم البابا ليس عن صدام الحضارات ونهاية التاريخ بل عن حوار الحضارات والعيش معاً باحترام ومحبة.

مار يوسف ومريم العذراء ويسوع في المعادي

مصر السلام تنتظر بابا السلام بمحبة وشوق كما استقبلت أرض المعادي المصرية العائلة المقدسة يوسف ومريم ويسوع في تلك الأيام.

البطريرك ابراهيم إسحاق سيدراك

وقد صرح بطريرك الأقباط الكاثوليك البطريرك ابراخيم إسحاق سيدراك: ان زيارة البابا فرنسيس لمصر تأتي لتقول أن العالم يريد الإستقرار والسلام، وسيقول للكاثوليك المحليين أنكم جزء لا يتجزأ من الكنيسة الكاثوليكية في العالم ولستم أقلية أو قطيعاً صغيراً، ولو كان عدد الأقباط الكاثوليك بكبير مقابل عدد الأقباط الأرثوذكس. إنها زيارة تدعو لإعادة البدء والإستمرار بعيش المحبة والحوار مع الإسلام لأنه لا خيار آخر لأهل الوطن الواحد مصر العظيمة.

عمرو موسى الأمين العام السابق للجامعة العربية

أما عمرو موسى الأمين العام السابق للجامعة العربية فقد رحب بزيارة البابا واصفاً إياها بأنها مهمة وتعني الكثير للشعب المصري وللعلاقة بين مصر والفاتيكان والأزهر والكنيسة الكاثوليكية، والزيارة ثلاثية الأبعاد، راعوية، ومسكونية، والعلاقة بين الأديان في بلد يبلغ عدد سكانه 90 مليوناً. يشكل فيه المسلمون 89% والأقباط الأرثوذكس 10% والكاثوليك من مختلف الطوائف 1% (غريغ بيرك مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي).

خطابات خمسة

سيلقي البابا خمسة خطابات خلال هذه الزيارة. الخطاب الأول في المؤتمر العالمي للسلام حيث سيكون هناك خطاب لشيخ الأزهر فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد محمد الطيب ثم لقاء مع السلطات. ثم زيارة إلى البابا تواضروس الثاني بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ثم يتوجه الإثنان إلى كنيسة القديس بطرس وبولس التي تعرضت لإعتداء في كانون الأول الماضي من أجل صلاة مسكونية على نية الضحايا والشهداء.

أما في اليوم الثاني، فسيحتفل البابا فرنسيس بالقداس الإلهي وسيلتقي بعد الظهر بالاكليرس والمكرسين والإكليريكيين. وسيستعمل البابا خلال تنقلاته سيارة عامة ويريد أن يعطي علامات إيجابية بالرغم مما حصل يوم أحد الشعانين متنقلاً بسيارة عامة بين الناس، فهو يريد اللقاء وبناء الجسور.

السفير البابوي: استقبال حار

هناك جو حار لاستقبال البابا، كما قال السفير البابوي قي مصر المونسنيور برونو موسارو، جو من الحماس والإنتظار ليس فقط من قبل الجماعة الكاثوليكية بل من قبل المصريين جميعاً، إنها علامة رجاء ورسالة سلام يحملها البابا في شخصه الذي يحب الإقتراب من الناس ولا سيما الفقراء والمعوزين مما يقربه إلى قلوب الناس وخاصة المهمشين.

الرسالة الرائعة التي وجهها البابا لأهل مصر: تحيا مصر أم الدنيا

ورسالته التي وجهها إلى أهل مصر ملؤها الحب والحرارة والإحترام إذ قال: يا شعب مصر الحبيب. السلام عليكم، سأزور بلدكم بفرح وشكر، بلكم هو مهد الحضارة، وهبة النيل، وأرض الشمس ‏والضيافة... وحيث أسمع الله القدير والواحد صوته أنا أت كصديق وكمرسل سلام، وكحاج إلى الأرض التي قدمت، منذ أكثر من ‏ألفي عام، ملجأ وضيافة للعائلة المقدسة... أشكركم على دعوتكم لي لزيارة مصر، والتي تسمونها "أم الدنيا"... إنها زيارة عناق تعزية وتشجيع لجميع مسيحيي الشرق الأوسط، ورسالة ‏صداقة وتقدير لجميع سكان مصر والمنطقة. ورسالة أخوة ومصالحة بين جميع أبناء إبراهيم، ‏وبصفة خاصة، مع العالم الإسلامي الذي تحتل مصر فيه مكانة رفيعة.‏

هذه الزيارة هي إسهام مفيد في حوار الأديان مع العالم الإسلامي والحوار ‏المسكوني مع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية العريقة والحبيبة..‏. عالمنا يحتاج للسلام، ‏وللمحبة، وللرحمة، إنه يحتاج لصانعي السلام، لأشخاص أحرار ومحررين، شجعان ‏يعرفون كيف يتعلموا من الماضي ليبنوا المستقبل دون أن ينغلقوا في الأحكام المسبقة، إنه يحتاج ‏إلى بناة جسور للسلام والحوار والأخوة والعدل والإنسانية..‏. أعانقكم جميعا بمودة، وأطلب من الله العلي القدير أن يبارككم ويصون بلدكم من أي شر.‏ من فضلكم صلوا لأجلي. شكرا وتحيا مصر!‏

توقيع وثيقة المعمودية الهامة

البطريرك برثلماوس الأول بطريرك القسطنطينية المسكوني سيكون جاهزاً ومرحباً بهذه الزيارة، والشيء الهام والعظيم سيوقع البابا فرنسيس والبابا تواضروس بابا الكنيسة القبطية الاورثوذكسية وثيقة هامة تقول بعدم إعادة سر المعمودية المُمَارَس في الكنيستين للشخص الذي يريد الانضمام الى الكنيسة الأخرى.

مواعيد الزيارة

وصل قداسة البابا إلى القاهرة فى رحلته القادمة من روما فى الساعة الثانية بعد ظهر اليوم، وانتظره الاستقبال الرسمي فى مطار القاهرة، وتوجه بعد ذلك إلى القصر الرئاسي للقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وعقب لقاء الرئيس توجه إلى لقاء الشيخ أحمد الطيب، وم ثم إلى المؤتمر العالمي للسلام لإلقاء كلمته وللاستماع إلى كلمة الشيخ الطيب، وبعد ذلك سيتوجه البابا إلى مقابلة كل السلطات المدنية حيث سيستمع إلى كلمة الرئيس السيسي وسيلقي كلمته. فيليها لقاء قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وسيلقي كل منهما كلمة عقب اللقاء المشترك.

وفي اليوم التالي سيقيم قداسته القداس الإلهي في الساعة العاشرة صباحاً، وسيقيم في الساعة الثالثة عصراً لقاء صلاة مع رجال الإكليروس، والرهبان والراهبات وسيلقي كلمة خلالها وستعقبها مراسم الوداع، وسيتوجه قداسته في الساعة الخامسة إلى مطار القاهرة للمغادرة إلى روما.

خاتمة

صلاتنا ترافق قداسة البابا فرنسيس ليحفظه الله ويبارك خطواته في زيارته الهامة الى مصر أم الدنيا. تحيا مصر.