لفت عميد كلية الإعلام الدكتور ​جورج صدقة​ الى "ان واقعنا اللبناني يشهد كل يوم على ان إعلامنا في حال تراجع، لقد بات إعلامنا إعلاما فقيرا، يسرح أقلامه البارزة والخبيرة، يعجز مرارا عن دفع رواتب العاملين فيه، هاجسه الأول الإستمرار بغض النظر عن المضمون والدور، انكفأ عن الكثير من أدواره الأساسية، فتراجعت فيه المضامين الثقافية والتربوية والتنموية، هذا فضلا عن بعض الأمراض القديمة في صحافتنا التي غالبا ما وضعت الشؤون السياسية، ولو السطحية منها في مقدمة اهتماماتها على حساب قضايا التربية والتنمية وتطور المجتمع وخدمة الشأن العام"، موضحا انه "زاد على ذلك، ان الأزمة الإقتصادية الخانقة التي تواجه وسائل الإعلام اليوم تدفع بالكثير منها الى الإبتذال أو التبعية، أو تعتمد على برامج التسفيه والإثارة بحثا عن بضعة قروش من المردود الإعلاني، وتضرب هكذا المبادىء الأخلاقية التي تقوم عليها مهنة الإعلام. وهذا موضوع عزيز على قلب رئيس جامعتنا البروفسور فؤاد ايوب الذي يشدد في كل لقاء معه على ان تلعب كليتنا دورها في الدفاع عن الرسالة الأخلاقية لوسائل الإعلام وأن تسهم في تصحيح مسارها".

وخلال ورشة عمل دور وسائل الإعلام والإتصال في التوعية الإجتماعية، اكد ان "هذا المؤتمر يأتي للتذكير بأهداف أساسية في رسالة الإعلام، الا وهي التوعية، بناء الرأي العام، والتحفيز على مبادىء وأسس الوعي والتنمية. كما انه يذكر بالتحولات الكبرى الحاصلة في ثورة المعلومات، وما أدخلته الى وسائل الإعلام والإتصال من تغييرات أساسية طالت ليس فقط أدوات الاتصال بل طالت أيضا جوهرها، بما فيه دورها ورسالتها"، معتبرا "ان الثورة الرقمية والإتصالية لا تقوم بتغيير النشاط البشري فقط، بل التفكير البشري وإدراكنا للأمور ومقاربتنا لها، وهو ما يزيد من مسؤولية الإعلامي الذي بات عليه أن يضاعف من جهده كي يحافظ على دوره، وكي يبقى حاجة لمجتمعه في وقت بات الظاهر يوحي ان استخدام مواقع التواصل الإجتماعية قد يهدد مهنة الصحافي ودوره".

واشار الى ان "كلية الإعلام هي في وسط هذه الثورة الرقمية العالمية، وهي في وسط التحولات التي تعيشها المهنة محليا والتي يعيشها المجتمع اللبناني. هي تسعى الى أن تواكب التغيير للاستفادة منه، كما تسعى لأن تلعب دورها الى جانب الإعلام المحلي، وهي تهيء خريجيها للانطلاق الى سوق العمل، على صعوبة هذه السوق في هذه الأيام، مزودين بالمعارف والمهارات والقيم".

"واشار الى انه انطلاقا من هذه الأهداف، أطلقت كلية الإعلام قبل سنتين شهادة ماستر مهني في الصحافة الإقتصادية والتنموية، وشهادة ماستر مهني في الصحافة البيئية والصحية، وذلك بهدف رفد سوق العمل بمتخصصين يسهمون في تنمية الوطن من خلال رسالتهم الإعلامية. والسنة الماضية أطلقت الكلية شهادة ماستر مهني في الإعلام الرقمي، تماشيا مع حاجة سوق العمل ومن أجل تأهيل اعلاميين مزودين بمهارات تساهم في ارتقاء المهنة وخدمة المجتمع".

واعلن "ان الكلية تتطلع الآن الى مناهج جديدة على مستوى الإجازة كي تحافظ على دورها ورسالتها ومستواها الرائد، وهي فخورة بهيئتها التعليمية المتميزة كما بخريجيها الموزعين على كل المؤسسات اللبنانية والعربية".