بهدف ايجاد فرص عمل للشباب وتفعيل العلاقة بين سوق العمل والأيدي العاملة، نظمت "EDUCITY" معرضها التوظيفي الثالث Lebanon Career Expo بحضور أكثر من 50 عارض للوظائف، وأكثر من ثلاثين محاضرة تتمحور حول سبل التوظيف وخطوات كتابة السير الذاتية لخريجي الجامعات.

تهدف هذه المحاضرات إلى تكثيف مهارات الطلاب في التواصل والقيادة والابداع والتفاوض وغيرها من المهارات الضرورية في مجال العمل. واللافت في هذا المؤتمر هو المجانية، اذ ان كل ما يُقدَّم للطلاب هو مجاني. وفي حديث مع "النشرة"، أوضح المؤسس والمدير التنفيذي لـ"EDUCITY" المنظّمة ل​معرض Lebanon Career Expo​ ​فرحات فرحات​، أن "الحلم يكبر خلال هذا العام، فبرغم الصعوبات والتحديات نتوجه لتنظيم معرضين، الأول بدأ في شهر أيار بحيث سيكون الثاني والثالث معرضاً ومؤتمراً للتوظيف والتوجيه يضم 40 مؤسسة وأكثر من 23 محاضرة تُعطى من أهم خبراء التنمية البشرية".

ولفت فرحات إلى أن "معرض Lebanon Career Expo هو المعرض الوطني للتوظيف ويزوره الكثير من الطلاب والمتخرجين من جميع الجامعات الخاصة والرسمية، ومن جامعات عريقة في أوروبا وأميركا، حيث وصل عدد الجامعات التي يأتي منها زوار المعرض إلى ثمانين جامعة ومعهد مهني وتقني من لبنان والعالم"، مشيراً إلى أنه "في السنتين الماضيتين، شهد هذا المعرض نجاحاً باهراً والدليل هو استمرارنا هذا العام للسنة الثالثة على التوالي".

وإذ أكد فرحات "اننا وحدنا لا يمكننا حل مشكلة البطالة في لبنان"، اعتبر أن "هذا المعرض يشكل خطوة أولى في طريق الحل الشامل لأزمة العمل في هذا البلد".

في السياق عينه، شهد اليوم الأول من المعرض حضور عشرات المواطنين من مختلف الأعمار. وأكد طلاب الجامعات في حديث مع "النشرة"، أن "الهدف من حضورنا اليوم هو البحث عن عمل عند التخرج، اضافة إلى الاستفادة من الندوات التي تقام حول كتابة السير الذاتية التي تشكل عنوانا بارزا لجذب اصحاب العمل".

الى جانب الندوات والمحاضرات والعروض، شهد افتتاح المعرض جلسة حوار حضرها الوزيران السابقان شربل نحاس ودميانوس قطار، اضافة الى العميد المتقاعد شامل روكز. وفيها أكد نحاس ان "كلمة شباب لا هي سمة عار ولا سمة شرف، الشباب هي مرحلة من حياة الشخص الذي لم يصبح بعد فيها أسير الحياة المادية"، لافتا إلى ان "الدستور واضح وحرية الاعتقاد مطلقة وكل شاب له الحرية ان يؤمن وألاّ يؤمن".

ورأى ان "ليس في لبنان أحزاب بل هناك قطعان والجميع ينظر إلى مصالحه الشخصية"، وأضاف "علينا الخروج من وضع الترف لأنه انتهى، ونحن نعيش بجزيرة وليس لدينا مكان للأمور الثانوية"، مشددا على ان "تحدي بناء الدولة أصبح واجبا وممكنا وعلى الشباب المساهمة به".

وبدوره اعتبر روكز أنه "في الحياة المدنية لا تصل الناس إلى بعضها بينما في الحياة العسكرية الامور مختلفة"، لافتاً إلى أننا "نسعى لنقل الجو الذي كان في المؤسسة العسكرية إلى الحياة المدنية"، مؤكداً أن "الناس لديها مواطنية صحيحة وهي اليوم تتعاطى مع الحياة العامة بـ"قرف" لان الاحزاب تقدم نفسها بطائفية".

ورأى روكز أن "النخب الوطنية هي التي بإمكانها ان تخلق خطابا وطنيا"، مؤكداً أن "النخب الجديدة تأتي عبر قانون انتخاب جديد يحاكي تطلعات الشعب وقانون الانتخاب يجب ان يتجاوز المصالح الشخصية كما نرى ونشاهد اليوم".

من جهته، رأى قطار، أنّ "فئة الشباب الّتي تبحث عن التغيير الشامل، ليس لديها طاقة وإمكانيّات كافية للتغيير، والمشكلة أنّ الدولة لا تعتبر الشباب، كعنصر مشارك ويسعى للمساءلة في لبنان".

وأوضح قطار أنّ "كل ما يطرح من المؤسّسات، لا يتركّز على إشراك الشباب وربطه بالعمل الإقتصادي"، مشدّداً على أنّ "الإحتكار والواسطة هما السدّ المنيع الّذي يقف بوجه دخولهم إلى الحياة الإقتصادية"، لافتاً إلى أنّ "غياب أو وجود دولة غير مهتمّة للشباب، هي أساس الأزمة الحقيقيّة".

يمتد المعرض الى يوم غد الاربعاء في الثالث من أيار، حيث ينتظر المنظمون اقبالاً كثيفاً من الشباب والطلاب هذا العام، للتعرّف على واقع سوق العمل ومحاولة الحصول على فرصة وظيفية تساهم بإنطلاق الحياة العمليّة لهم.