بهدف تعزيز الشراكة والتعاون بين الجسم الاعلامي والمديرية العامة ل​أمن الدولة​، نظمت المديرية لقاءً تعارفياً مع عدد من وسائل الاعلام من بينها صحيفة "النشرة" الالكترونية، حيث جرى التعريف بالمؤسسة ومهامها وعلاقتها مع الاعلام، بالاضافة إلى حوار بين الصحافيين والمدير العام اللواء ​طوني صليبا​ ونائبه العميد ​سمير سنان​.

تنسيق مع الدول الصديقة

"نحن نعيش فصلاً جديداً في العهد الجديد الذي يعيشه لبنان"، هكذا وصف اللواء صليبا واقع المديرية اليوم، مؤكداً ضرورة التعاون بين وسائل الاعلام والأجهزة الأمنيّة عبر "تعبيد جسور الشفافية بين الأمن والاعلام". ولفت إلى أن "المنطقة تمر في ظروف صعبة، وحتى اليوم نحن بعيدون عن الحرائق المحيطة"، مشدداً على ضرورة "التنسيق الكامل بين كل الأجهزة الأمنية ومع الاعلام لتمرير هذه المرحلة بأقل خسائر ممكنة".

وتطرق اللواء صليبا خلال اللقاء إلى التعاون مع باقي المؤسسات الأمنية، إذ أوضح أن "هناك دراسة قد أجريناها حول تفعيل هذا التعاون، وكان رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري مسانداً لنا في هذا الموضوع"، مشيراً إلى أنه "خلال فترة الأعياد الأخيرة كان لدينا تخوّف من أن يحدث أي تهديد أمني على غرار ما حصل في مصر، لذا تم انشاء غرفة أمنيّة مشتركة فيها ممثلون عن الأجهزة الأمنية كافة لضبط الوضع الأمني ونجحنا في ذلك".

وأضاف صليبا رداً على سؤال حول الأزمة التي عاشتها المديرية في الفترات السابقة ان "الخلافات التي كانت في الماضي نعتبرها صفحة تم طيّها، والخلاف الذي كان في السابق بين المدير العام ونائبه سببه المشرّع الذي وضع أسس العمل في المديرية، فلا يوجد أي مؤسسة في العالم يكون فيه مجلس القيادة مؤلف فقط من شخصين، فكيف يتمّ التصويت في هذه الحالة على المواضيع الخلافيّة"، مؤكداً أن "هذه المرحلة جيدة جداً في المديرية وكل شيء يقدّم لنا من موازنة وداتا اتصالات والمشكلة في السابق كانت مشكلة داخلية".

وعن مواجهة الخطر الارهابي، شدّد صليبا على "اننا نتعاون مع كل الأجهزة الأمنية الصديقة". ورداً على سؤال حول التنسيق مع الدولة السوريّة في هذا المجال لفت إلى "اننا نقبل أي مساعدة من أي دولة صديقة بهدف حماية لبنان من أي اعتداء".

بدوره، أوضح نائب المدير العام العميد سمير سنان "اننا نمرّ بعهد جديد ولدينا استراتيجية جديدة مختلفة عن سابقاتها لنبني ونعطي دوراً لهذه المديرية"، مؤكداً "اننا منفتحون على الجميع ونعطي دوراً مهماً للاعلام لأنه بات في لبنان ميزاناً مهماً"، آملاً أن "يكون التعاون بين الاعلام والمديرية ايجابياً دائماً"، ومشددا على "اننا اليوم نعمل وفق النصوص والقوانين ولا نتدخل في الأمور التي لا تعني المديرية".

مهام متنوعة

في البنية، وخلافاً لما هو مُشاع، فإن مهام المديرية العامة لأمن الدولة غير محصورة بحماية الشخصيات، بل هي متفرعة وتصب كلها في حماية الوطن ومكافحة أي خطر يهدد أمنه. وتندرج مهام هذه المديرية تحت ستة عناوين رئيسية وهي: جمع المعلومات المتعلقة بأمن الدولة الداخلي واستقصاء المعلومات الخارجية، مراقبة الأجانب على الاراضي اللبنانية في حال قيامهم بعمل يمسّ بأمن الدولة، بالاضافة لعلاقة اللبنانيين مع الخارج في السياق عينه، مكافحة التجسس، التحقيقات الأوليّة في الافعال التي تمسّ أمن الدولة، التنسيق مع باقي الأجهزة الأمنية، وضع تقارير دوريّة حول الوضع العام ورفعه إلى المجلس الأعلى للدفاع. وتنقسم المديرية إلى 12 وحدة، وتتوزع على ثماني مكاتب اقليمية.

وعن العلاقة بين المديرية والاعلام، قدّم رئيس شعبة الشؤون الأمنية عرضاً مرئياً لمهامها، لافتاً إلى أنّها "على أتم الاستعداد لتزويد وسائل الاعلام بالمعلومات الدقيقة والكاملة في الوقت المناسب".

وفي ختام اللقاء كان لمستشارة أمن الدولة للشؤون الاعلامية ريما صيرفي مداخلة حول ضرورة إقامة علاقة نديّة ومسؤولة بين الاعلام والأمن، مشدّدة على أن "دور الإعلام أن يكشف، فيما واجب الأمن أن يتكتّم. أما نقطة التوازن فهي الجمع بين ما يمكن الافصاح عنه وما يجب حجبه".