اعتبرت صحيفة "الخليج" الاماراتية أنه "لعل الاجتماع الثنائي بين وفدي ​كوريا الجنوبية​ و​كوريا الشمالية​ على هامش منتدى "الحزام والطريق للتعاون الدولي" الذي يعقد في بكين، يفتح الطريق لحوار بين البلدين ينتهي بالاتفاق على تسوية حول برنامج بيونج بيانج النووي العسكري والتجارب الصاروخية البالستية، ويضع حداً للتوتر القائم في شبه الجزيرة الكورية الذي يهدد بمواجهة قد تكون كارثية على البلدين والعالم"، مشيرةً إلى أنه "هذا ما أشار إليه رئيس وفد كوريا الجنوبية بارك بيونغ سونغ الذي قال بعد الاجتماع إن الجانب الكوري الشمالي «لديه أمل في إجراء حوار بين الكوريتين".

ولفتت إلى أن "الحقيقة أن أزمة العالم مع كوريا الشمالية من جراء إصرارها على برنامجها النووي العسكري وصواريخها البالستية التي دأبت في الآونة الأخيرة على إجراء المزيد من التجارب عليها، بما يمثله ذلك من تحد لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، هذه الأزمة التي باتت تؤرق العالم، لا حل لها إلا بالحوار بين الكوريتين من جهة والدول ذات العلاقة على غرار المفاوضات السداسية السابقة"، مفيدةً أن "الرئيس الكوري الجنوبي الجديد مون جاي إن وهو من أصول كورية شمالية رفع غصن الزيتون لبيونغ يانغ منذ ما قبل تسلمه السلطة على أمل أن تقتنع بالتخلي عن سياساتها الانتحارية وخيارها النووي والأخذ بالشعب الكوري إلى مواجهة مدمرة سوف يخسر فيها الجميع".

وأشارت إلى ان "الرئيس الكوري الجديد من مؤيدي سياسة الشمس المشرقة والحوار مع الشمال وتوسيع التعاون الاقتصادي والاجتماعي معه وتوثيق العلاقات مع ​الصين​ التي تستطيع ممارسة ضغوط على بيونج يانج، وكذلك دعوة ​الولايات المتحدة​ إلى اتخاذ مبادرات دبلوماسية تقنع الزعيم الكوري الشمالي بالجلوس إلى طاولة المفاوضات"، لافتةً إلى انه "لا شك أن إصرار النظام الكوري الشمالي على مواصلة إطلاق الصواريخ البالستية وتجاربه النووية، يشكل عاملاً سلبياً يعرقل كل الجهود المبذولة لحل الأزمة سلمياً ويدفع إلى مزيد من التدهور في شبه الجزيرة الكورية بما يهدد الأمن والسلم الدوليين، وهو ما أشارت إليه وزارة الخارجية والتعاون الدولي لدولة ​الإمارات​ في بيان لها أمس الأول، داعية إلى ضرورة التصدي لمثل هذه الانتهاكات وموقف الإمارات هذا إنما ينبع من حرصها على التمسك بسياستها الثابتة القائمة على مبادئ الأمم المتحدة في السلام والأمن والتعاون والحوار، وإنقاذ العالم من التطرف والإرهاب والعنصرية وصولاً إلى عالم تسوده العدالة والحرية".

وأضافت الصحيفة أنه "لعل الاجتماع الأخير بين وفدي الكوريتين في بكين يكون خطوة أولى باتجاه مباشرة الحوار الجدي، ويفتح ثغرة في جدار عدم الثقة بينهما، لكن الأمر يحتاج إلى دافعين مهمين، أولهما قناعة بيونج يانج بالحوار، وثانيهما دعم القوى المعنية خصوصاً الولايات المتحدة والصين و​روسيا​ مثل هذا الحوار، وتقديم الوسائل والإغراءات السياسية والاقتصادية التي تقنع بيونج يانج بالتخلي عن برامجها النووية والصاروخية وسياسة حافة الهاوية، والقبول بسياسة الشمس المشرقة".