الإمامة منعقدة اليوم للرئيس الأميركي دونالد ترامب. هكذا يسعى آل سعود لتتويج هذا الرئيس الأرعن إماماً وخليفة ببيعة من خمسين دولة إسلامية، ولكن لا تعرف من الإسلام إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه. خمسون دولة تقريباً تشاطر الرئيس ترامب توجهاته الجديدة في المنطقة. تضييق الخناق على إيران، ومواصلة سياسة العقوبات، والإيذان بحرب مذهبية، وتهديد أمنها عبر مجموعات متطرفة كداعش والقاعدة لاختراق الأمن الإيراني.

ثم رفع مستوى العدوان السياسي والإعلامي والمالي والعسكري على حزب الله وكلّ الفصائل التي تعارض الهيمنة الأميركية في المنطقة كالحشد الشعبي في العراق وأنصار الله في اليمن، بل كلّ جماعة سياسية أو دينية لا ترضخ لشروط المتغيّرات الجديدة من الشيعة في السعودية والبحرين، وصولاً إلى قوى الممانعة في فلسطين.

ولا ننسى كذلك أنّ توجهات الرئيس الأميركي الجديد هو جعل كيان العدو «الإسرائيلي» جزءاً من نسيج هذه المنطقة ودولة من الدول الأساسية، بحيث تدخل العلاقات بين الدول الإسلامية المشاركة والكيان «الإسرائيلي» مرحلة التطبيع، ولازم لذلك تصفية القضية الفلسطينية ودفع الفلسطينيين للقبول بما هو مطروح أمامهم أيّ ما يسمّى «حلّ الدولتين» بالصيغة الإسرائيلية – الأميركية لا أكثر.

وبطبيعة الحال نحن أمام أخطار جديدة ستدفع أبناء الأمة الواحدة للتقاتل بمال الأمة نفسها. فأميركا لن تدفع قرشاً واحداً. كلّ الحروب الجديدة والدمار الذي سيقع والدماء التي ستسيل سيكون بمال هذه الأمة ونفطها. وعليه، ما الذي يجب أن نفعله إزاء هذا التهديد المقبل؟

أولاً: علينا أن نعي جميعاً كأحرار من أبناء هذه الأمة أنّ أميركا تسعى بكلّ قوّتها لتنفيذ مشروعها التقسيمي، وأنّ ما يحصل ليس أمراً عفوياً ومن طبيعة التفاعلات الاعتيادية، بل هو مخطط له لجعل «إسرائيل» في نهاية المطاف سيدة وزعيمة على هذه المنطقة لا تُسأل عما تفعل!

ثانياً: علينا أن نرفع من جذوة المقاومة ومواجهة النار بالنار. ولتعلم الدول الإسلامية المشاركة ومن ورائها أميركا و«إسرائيل» أنّ المقاومين على امتداد العالمين العربي والإسلامي سيبقون في الساحات والميادين حاملين السلاح بكلّ صلابة واقتدار وشجاعة، ولن يسمحوا أبداً للمستكبرين أن يدنّسوا هذه الأرض ويرسموا خطوط طول وعرض لها على المقاييس الإسرائيلية.

ثالثاً: إنّ آل سعود يريدونها حرباً دينية ويجمعون هذه الدول حولهم لتبرير عدوانهم على البحرين واليمن وسورية. أما نحن فعلينا أن نعيد تصويب مسار الاشتباك الكبير مع هؤلاء وتصويب المسار بأن نكون سنة وشيعة، مسلمين ومسيحيين، يداً واحدة ضدّ هؤلاء الطغاة. نحن سننتصر لأننا نملك الأرض ونملك الحق ونملك المقاومين!