وصف نائب الامين العام لـ"حزب الله" الشيخ ​نعيم قاسم​ ما يجري في لبنان حول قانون الانتخابات "بسوق عكاظ".

وخلال حفل اطلاق الخطط السنوية لاتحادات بلديات بعلبك الهرمل وشرقي زحلة في قاعة حسينية الامام الخميني في بعلبك، أوضح قاسم "اننا لم نترك خيارا رياضيا او ترويجيا او عدديا الا وصممت بعض الجهات خيارات على قياسها باستخدام كل وسائل الرياضيات والحساب والتحليل الثقافي والسياسي والانتخابي، ولكن فشلت كل هذه القوانين في ان تكون مقبولة من كل الفئات المختلفة، لم يعد هناك مجال ان نخترع قانون جديد بتسمية جديدة او تعليمات جديدة وبتبريرات جديدة، واصبحنا اليوم امام خيارين لا ثالث لهما، الاول هو الفراغ الذي يعني ان تنتهي ولاية المجلس دون ان يكون هناك نواب او قانون، والثاني ان ينتج مجلس النواب قانونا بأي كيفية وبأي شكل، اما الاول أي الفراغ فهو تعبير عن الفشل، فشل المكونات الاساسية في لبنان من ان تصل الى قانون مناسب، وفشل في نقل البلد الى مرحلة افضل، والفشل في الوصول الى طمأنة الناس ان هناك استقرارا سياسيا، فضلا عن فشل في ثقة الخارج بنا وثقة رؤوس الاموال من ان تأتي الى لبنان وفشل ثقة اللبنانيين بمسؤوليهم الذين لم يتمكنوا من الوصول الى قانون انتخابات، هذا ما يعنيه الفراغ ولا اظن ان احدا يتمنى الوصول الى هذه النتيجة".

ولفت الى أن "الاحتمال الثاني هو انجاز قانون، وان افضل قانون يمكن ان يجمع الجميع بحسب كل التصريحات التي رأيناها حتى اليوم وهو قانون النسبية، وفي قانون النسبية هناك 20 احتمالا، الا نستطيع ان ندور الزوايا ونتفق على قانون النسبية ببعض التعديلات وببعض الملاحظات التي يمكن ان تراعي الملاحظات المختلفة، اعتقد اننا بامكاننا ذلك، ونحن ندعو الى الاسراع، لاننا اذا نجحنا في قانون انتخابات على اساس النسبية يكون البلد قد نجح رغم كل هذا التأخير الذي حصل حتى الان، والنسبية مناسبة بكل المعايير وتنصف الجميع، والنسبية تعطي كل المذاهب والطوائف واذا كان البعض يعتقد ان لديه بعض الخسائر في النسبية، يعوضها وطنية النسبية والتحالفات والعلاقات بين المجتمع اللبناني والعودة الى الاستقرار وهو اهم من كل القوانين".

وأكد قاسم "أن تنظيمات "داعش" و"جبهة النصرة" و"القاعدة" ارهاب عالمي يستنكره من اقصى اليمين الى اقصى الشمال مع اختلاف الرؤى والقناعات وتستنكره اميركا والسعودية وقطر اي ان داعمي الارهاب التكفيري لا يتحملون الدفاع عنه علنا وسياسيا لانه لوثة الانسانية ولا يمكن لاحد ان يتلوث به، لكن يستخدمون هذه اللوثة من اجل الاضرار بالبشر، ومن اجل تهديم الحجر، ليصلوا الى ما يريدونه من سيطرة وتحكم. لكن هيهات ان يصلوا الى ما يريدون مع وجود المقاومين الشرفاء الذين هم وحدهم اولا واساسا واجهوا الارهاب التكفيري، واذا كنا اليوم نرى بعد ست سنوات من بداية الحرب السورية، ضربات ضد التكفيريين سواء في سوريا او في العراق، فهذا مرده الى صمود المقاومة وعمل المقاومة في هذه المنطقة ومحور المقاومة، واذا كان هناك من خير لضرب الارهاب التكفيري فقد بدأه محور المقاومة. والان ما تقوم به اميركا في ضرب الارهاب فلانه فشل في تنفيذ المهام الذي كلف بها من قبلهم ، فلا مكرمة لهم في ضرب من احضروهم لايذاء الناس، وانما المكرمة لمن قال لا للتكفيريين عندما كان يؤيده الكثيرون من الذين باعوا ضمائرهم من اجل مصالحهم".

وشدد على "اننا مستمرون في المقاومة في وجه اسرائيل واذناب اسرائيل من التكفيريين، بل نعتبر بان الذين لا يقفون في هذا الخندق هم الذين يسألون عن سبب هذه المواقف البعيدة عن مصالح الناس".

وأعلن أن "لا احد يفكر انه يوجد عودة الى الوراء ابدا وهذا زمن التقدم لمحور المقاومة مهما كانت الصعوبات وبالحد الادنى سنبقى حيث نحن مرفوعي الرأس لتحقيق الانجاز تلو الانجاز".

وتطرق الشيخ قاسم إلى المشاكل الأمنية مؤكداً "اننا نساعد إلى أقصى حد ونتعاون مع القوى الأمنية والجيش لمعالجة المشكلة الأمنية بضبط المخالفين ومعاقبتهم، ومواجهة الذين يسيئون إلى الأمن في البلد، لكن لا يتوقع أحد أن نكون بديلا عن الدولة، ولن نكون كذلك في يوم من الأيام، نحن لسنا شرطة ولا جيش ولن نكون كذلك، لذا لا تطلبوا منا أن نقتحم البيوت، ولا تطلبوا منا أن نعتقل مروجي المخدرات، ولا تطلبوا منا ان تكون لنا دوريات من أجل الاعتقالات، هذه ليست وظيفتنا بل وظيفة الدولة والقوى الأمنية والجيش، اما نحن فحاضرون لمساعدتهم بالطرق المدنية، بالاعلام، بالإخبار، بإعطاء المعلومات، بالمساعدة بتوفير الفرصة المناسبة لتقوم القوى الأمنية بدورها، نحن نؤازر القوى الأمنية مدنيا ونساعدها في كل ما ينجح عملها، نساعدها من اجل ان تساعد الناس، ونكون الى جانبها مع الناس من أجل حفظ الأمن، ولكننا لسنا المسؤولين عن الأمن".