تحدثت العديد من التقارير الصحافية عن أن قيمة الصفقات التي وقعت بين السعودية و​الولايات المتحدة​، خلال الزيارة التي قام بها الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ إلى الرياض بلغت نحو 500 مليار دولار، الأمر الذي دفع وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف إلى السؤال عما إذا كانت هذه سياسة خارجية أم "حلب" 480 مليار دولار من السعودية، لا سيما أن بلاده كانت عنوان القمم الثلاث التي عقدت على هامش جولة ترامب.

ومن أبرز الاتفاقيات التي وقعت بين الجانبين، صفقة دفاعية تبلغ قيمتها 110 مليارات دولار، قال وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون إنها تشمل خمس محاور: أمن الحدود ومكافحة الإرهاب، والأمن البحري والساحلي، وتحديث القوات الجوية، والدفاع الجوي والصاروخي، وتحديث الأمن السيبراني وأمن الاتصالات. مضيفاً أن حزمة المعدات الدفاعية والخدمات تدعم "أمن السعودية ومنطقة الخليج على المدى الطويل، خاصة في مواجهة النفوذ الإيراني الخبيث والتهديدات ذات الصلة بطهران التي توجد على حدود السعودية من جميع الجوانب".

وبالإضافة إلى الصفقة الدفاعية الضخمة، وقعت السعودية أيضاً اتفاقيات مع شركات أميركية للصناعات العسكرية تشمل: توقيع اتفاق مع شركة "لوكهيد مارتن" لدعم برنامج تجميع 150 طائرة هليكوبتر من طراز "Black Hawk S-70" في السعودية، وهو اتفاق تبلغ قيمته 6 مليارات دولار، توقيع اتفاق مع شركة "رايثيون" لإنشاء فرع في السعودية سيركز على تنفيذ برامج لخلق قدرات محلية في الدفاع وصناعة الطيران والأمن في المملكة، توقيع اتفاق مع مقاول الدفاع "جنرال دايناميكس" على "توطين التصميم وهندسة وتصنيع ودعم المركبات القتالية المدرعة"، للبرامج الحالية والمستقبلية في المملكة، بما يدعم هدف توطين 50 في المائة من الإنفاق الحكومي العسكري في السعودية وفقاً لرؤية 2030.

بالإضافة إلى ذلك، جرى التوقيع على رزمة مذكرات تفاهم ومشاريع مهمة مع شركة "جنرال إلكتريك" (GE) بقيمة إجمالية تبلغ 15 مليار دولار في قطاعات الطاقة، والرعاية الصحية، والنفط والغاز، والتعدين، وعلى اتفاق مع شركة "داو كيميكال" على استثمار 100 مليون دولار في بناء منشأة تصنيع لإنتاج البوليمرات للطلاء ومعالجة المياه، وتوقيع مذكرة تفاهم لدراسة جدوى متعلقة بالاستثمارات المقترحة في الامتيازات التي تملكها الشركة في قطاع السليكون عالي الأداء.

على صعيد متصل، أعلن رئيس عملاقة النفط السعودية "أرامكو"، أمين الناصر، بعد المنتدى السعودي الأميركي للرؤساء التنفيذيين للشركات، تحت شعار "شراكة للأجيال"، توقيع الشركة 16 اتفاقية مع 11 شركة أميركية لدعم فرص النمو التجاري المشترك والقيمة المضافة تقدر بـ50 مليار دولار وتوفير فرص عمل كثيرة. ضمن الاتفاق مع "GE"، وقعت "أرامكو" معها مذكرة تفاهم لإجراء تحّول رقمي لعمليات أرامكو السعودية، بهدف توفير 4 مليارات دولار أميركي في الإنتاجية سنوياً، بالإضافة إلى توقيع مذكرة تفاهم أخرى لإجراء دراسة جدوى لاستثمار أوسع نطاقاً في قطاع النفط والغاز.

كما أعلنت شركة "موتيفا إنتربرايزز" التي تملكها "أرامكو "السعودية، عن توظيف استثمار ضخم في الولايات المتحدة تبلغ قيمته 12 مليار دولار، مع إمكانية وصول الاستثمار إلى 18 مليار دولار بحلول 2030. وسيعزز الاستثمار أعمال منشأة "بورت آرثر" في ولاية تكساس الأمريكية، وهي أول منشأة لتكرير وتسويق النفط ذات ملكية سعودية كاملة في الولايات المتحدة. وتشهد هذه الاتفاقية استثماراً جديداً في زيادة قدرات مصفاة "بورت آرثر" وتوسيع عمليات "موتيفا إنتربرايزز" في قطاع البتروكيماويات في أمريكا.

بالإضافة إلى ذلك وقعت وقعت "أرامكو" مع شركة "روان" مذكرة تفاهم لإنشاء شركة حفر بحري في السعودية، وبدء تصميم واختيار الحفارات البحرية ضمن استثمار يقدر بـ7 مليارات دولار على مدى 10 سنوات، لإقامة مشروع مشترك مملوك مناصفة لامتلاك وتشغيل وإدارة منصات الحفر البحرية في المملكة، ومع شركة "نابورس" مذكرة تفاهم لبحث آفاق تطوير وتحسين أعمال الحفر البري ضمن مشروع مشترك سيشهد استثمارات تبلغ 9 مليارات دولار على مدى عشر سنوات، بالتزامن مع إقامة مشروع مشترك مع شركة "ناشيونال أويل ويل فاركو" لتوفير منصات الحفر ذات المواصفات العالية ومعدات الحفر المتقدمة.

بدورها، أعلنت شركة "بلاكستون" للاستثمار المباشر وصندوق الاستثمارات العامة في السعودية انهما وقعا مذكرة تفاهم لتدشين آلية استثمار في البينة التحتية بقيمة 40 مليار دولار، وبمساهمة أولية من قبل صندوق الاستثمارات السعودي بقيمة 20 مليار دولار، على أن تُجمع المبالغ المتبقية من مستثمرين آخرين. وتتوقع "بلاكستون" أن تستثمر عبر هذا التمويل في مشاريع بنية تحتية بأكثر من 100 مليار دولار، في الولايات المتحدة بشكل رئيسي.

كما وقعت شركة "إكسون موبيل"، الشركة التي كان تيلرسون رئيسها التنفيذي ورئيس مجلس إدارتها قبل أن يعينه ترامب وزيراً للخارجية، مذكرة تفاهم مع الشركة السعودية للصناعات الأساسية "سابك" على إجراء دراسة مفصلة لمشروع محتمل للبتروكيماويات في ولاية تكساس وبدء العمل الهندسي والتصميم. ويضمن المشروع إقامة وحدة لإنتاج "الإيثيلين" بطاقة إنتاجية سنوية متوقعة تقارب 1.8 مليون طن.

من جانبها، أعلنت شركة بوينغ، اليوم الأحد، أنها وقعت عددا من الصفقات الدفاعية والتجارية مع السعودية، تشمل بيع طائرات عسكرية وتجارية.

وأشارت الشركة الأميركية، في بيان، إلى أن السعودية ستشتري طائرات هليكوبتر من طراز "شينوك"، وتعتزم شراء طائرات "بي 8" للاستطلاع.

كما أعلنت أنها ستتفاوض لبيع ما يصل إلى 16 طائرة عريضة البدن للخطوط السعودية الخليجية.