حذّر عضو "كتلة المستقبل"، ​نبيل دو فريج​، من "محاولات البعض المسّ ب​إتفاق الطائف​"، منبّهاً إلى أنّ "ذلك يعني المسّ بالسلم الأهلي وخصوصاً في هذه المرحلة الدقيقة داخليّاً وإقليميّاً، منتقداً "طرح البعض فكرة انعقاد مؤتمر تأسيسي وقوانين انتخاب خارجة عن روحيّة إتفاق الطائف، الّذي هو إتفاق مدروس بميزان الذهب لذلك علينا أن لا نخرج عن نصّه"، نافياً علمه بـ"المعطيات الّتي يستند إليها رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ بإعلانه التفاؤل بإمكانيّة التوصّل قريباً لإنجاز قانون إنتخاب جديد لإجراء الإنتخابات البرلمانيّة على أساسه، مع قرب انتهاء ولاية المجلس النيابي في 20 حزيران المقبل"، معتبراً أنّ "الحريري بطبيعته لا يعقّد الأمور ودائماً يبدي تفاؤله الّذي ينعكس إيجاباً على مسار كلّ الملفات السياسيّة والإقتصاديّة والماليّة والسياحيّة وسواها".

واستغرب دو فريج، في حديث صحافي، "عدم إجراء الإنتخابات في موعدها طالما لدينا قانون انتخاب نافذ وبالتالي لم يلغَ"، متسائلاً "إحتراماً للمهل الدستورية، لماذا لا تحصل الإنتخابات وفق هذا القانون الحالي والّذي على أساسه حصلت الإنتخابات النيابية الأخيرة؟"، لافتاً إلى أنّ "في بلاد العالم العصريّة والمتطوّرة والمتخلّفة، يجري العمل وفق القانون المعمول به في أي مجال"، منوّهاً إلى أنّ "البعض من حلفاء وخصوم الحريري، حاولوا رمي المسؤوليّة باتجاهه، وفي محطات ومفاصل كثيرة، ولكن علينا أن لا ننسى أنّ الحريري كان أوّل من قدّم اقتراحين حول ​قانون الإنتخابات​ عامي 2010 و2011"، مركّزاً على أنّ "الحريري اليوم قلب الطاولة من خلال الدور الوسطي الّذي يقوم به، وهو إنجاز كبير في هذه الظروف بغية تقريب المسافات بين الأفرقاء السياسيّين، حرصاً منه على إنجاز قانون إنتخابي وأيضاً حفاظاً على وحدة البلد، حتّى لو أتت بعض المحطات والمساعي على حسابه الشخصي"، مشيراً إلى أنّ "هذه الحركة هي ضمن ثوابت "تيار المستقبل"، باعتباره تياراً عابراً للطوائف والبعض يريد أن يحوّله إلى تيار سنّي، وذلك كان هدف ودور نظام الوصاية آنذاك وتحديداً ما قام به في هذا الإطار رئيس جهاز الأمن السوري آنذاك اللواء رستم غزالي عندما أراد أن يحصر "تيار المستقبل" ضمن طائفة معيّنة، والبعض يعمل اليوم على ذات الموجة من خلفاء وخصوم في آن، دون أن يعوا أنّ الحريري رئيس تيار وطني ورئيس حكومة له دوره وحضوره ولا ينطلق من دورٍ مذهبي أو فئوي وإنّما حراكه وطني بامتياز".

وتوقّع، أنّ "يتمّ في آخر لحظة الوصول إلى قانون إنتخابات جديد، وربما الحالي مع تعديله"، مشدّداً على أنّ "المهمّ أن لا يحصل فراغٌ أو تمديد لفترة طويلة باعتبار أنّ التمديد التقني لفترة قصيرة بات أمراً واقعاً بمعنى أنّه ليس بإستطاعة أي فريق سياسي في لبنان أن يتحمّل تداعيات الفراغ لأنّ ذلك يعيدنا إلى مرحلة عام 1975 الّتي أسّست للحرب الأهلية ولم تقف هذه الحرب إلاّ من خلال إتفاق الطائف، لذا التوافق السياسي أمرٌ حتمي وضروري رغم صعوبة المرحلة والعقد عند هذه الجهة وتلك".

ورأى دو فريج، أنّ "​القمة العربية الإسلامية الأميركية​، قمة تاريخية تؤكّد بداية على دور وحضور السعودية على المستويين العربي والدولي، دون إغفال ما تقوم به السعودية من مساعٍ لمكافحة الإرهاب ونبذ التطرّف عبر سياستها واعتدالها وهما موضع تقدير لدى المجتمع الدولي في خضمّ ما نشهده في هذه المرحلة من تطرّف. لذا، ستكون القمة مفصليّة بامتياز وأرى أنّها ستؤسّس لمرحلة جديدة في المنطقة".