اعتبر الوزير السابق ​نقولا نحاس​ ان هناك "قطبة مخفية" تحول دون الاتفاق على قانون جديد نجري على أساسه الانتخابات النيابية، مستبعدا ان يتم التفاهم خلال 15 يوما على قانون فشلوا بتحقيق تفاهم حوله على مدى 8 سنوات، لافتا الى ان اللبنانيين لا يستحقون هذا الاستهتار بمصيرهم.

ورأى نحاس في حديث لـ"النشرة" ان البعض يصوّر المعركة بعناوين شتى لاستعادة حقوق مكون طائفي او مذهبي، لكن في الحقيقة هي معركة مغانم بين الزعماء. وأضاف: "بدل ان ننكب لمحاولة انتشال البلد من العتمة وننصرف لبناء الادارة والمؤسسات، ها نحن نمعن بضربها. للأسف ليس هناك من القوى السياسيّة من لديه هاجس بناء الدولة... الكل يسعى لتأمين مصالحه الشخصية والحزبية".

المؤشرات مخيفة

وعن امكانية العودة الى ​قانون الستين​، قال نحاس: "هل يُعقل ان نعيد الكرة مرة جديدة؟ كيف سيقنع الفرقاء اللبنانيين الذي حاربوا علنا الستين بالعودة اليه؟ ما نحن بصدده خطير ويستدعي ان يعي المواطنون ان الزعماء الحاليين ليسوا على مستوى معالجة أزماتهم".

وحثّ نحاس القوى السياسية للاطلاع على الارقام التي توردها المؤسسات الدولية كما تلك اللبنانية بخصوص الوضع المالي في لبنان، لافتا الى انّه ومنذ التسعينيات وحتى اليوم نتبع نمطا واحدا يؤدي الى تراكم الدين العام والعجز. واضاف: "مؤشرنا من أسوأ المؤشرات في العالم بالنسبة للفساد كما لتطور البنى التحتية وحجم الفوائد على المداخيل". وقال: "يمكن القول ان كل هذه المؤشرات مخيفة".

الاعلان والتنفيذ؟

وتطرق نحاس للقمة العربية–الاسلامية–الأميركية التي عُقدت في الرياض، معتبرا ان "اعلان النوايا شيء وتنفيذ السياسات شيء آخر تماما". وقال: "ما قد حصل فعليات ان الرئيس الاميركي ​دونالد ترامب​ أخذ عقودا بقيمة تصل لـ400 مليار دولار بمسعى منه لخلق فرص عمل في الولايات المتحدة الاميركية، لكننا في المقابل لن نرى منه الا المسايرة من خلال وضع إيران وكل من يتبع لها بفلك العداوة".

واعتبر نحاس انّه "سيكون علينا ان ننتظر بعض الوقت لنرى كيف ستخطو المؤسسات الاميركية المعنية بالتوجهات الجديدة التي عبّر عنها ترامب الذي يختلف كثيرا عن الرئيس السابق باراك اوباما والذي كان كلامه أكثر صراحة". واضاف: "حتى الساعة ليس واضحا تماما كيف ستتم ترجمة العناوين السياسية الجديدة، علما ان التطبيق لن يكون سهلا طالما الخلاف مستمر بين معظم القوى والدول حول تعريف الارهاب والتطرف وحتى يتم توحيد المفاهيم ستكون هناك مسافة طويلة".