توقعت مصادر نيابية مقربة من حزب الله ان يتضمن خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اليوم بمناسبة عيد التحرير والذي سيلقيه امام حشد في الهرمل، تصعيدا قاسيا ضد ​البحرين​ والمملكة العربية السعودية و​الولايات المتحدة​ الاميركية، على خلفية الأحداث والمواجهات الجارية في المنامة في منطقة دراز الشيعية، بين انصار الشيخ عيسى قاسم وقوات الامن البحرينية التي تحاول فكّ الحصار البشري عن منزله تمهيدا لاعتقاله ومحاكمته بتهمة التحريض على النظام وتبييض الأموال، وربما الى طرده من البلاد.

وتأتي احداث البحرين بعد القمة المتعددة الأطراف في المملكة العربية السعودية في 21 من الجاري حيث ابلغ الرئيس الاميركي دونالد ترامب ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة ان "العلاقات بين البلدين رائعة وان كان قد شابها بعض التوتر، لكن لن يكون هناك توتر مع هذه الادارة".

وتأتي إشارة ترامب الى بعض الفتور في العلاقات الاميركية-البحرينية من مخاوف اميركية متتالية من معاملة السلطات البحرينية لأغلبية مواطنيها الشيعة، حيث تعتبرهم متعاطفين جدا مع ايران، وانعكس هذا التوتر بعد لقاءات عقدها مسؤولون أميركيون مع مجموعة من السياسيين الشيعة الذين تم حظر حزبهم في وقت لاحق، وطردت المنامة على اثر هذه اللقاءات مسؤولا في الخارجية الاميركية من البلاد.

كما تواجه البحرين ايضا مشكلة اخرى مع مجموعة صغيرة من المتطرفين السنّة وبعضهم خدم في قواتها الأمنية وانضم بعد ذلك الى تنظيم داعش الارهابي في العراق وسوريا، ولدى هذه المجموعة "اميرا" وهو مواطن بحريني يقيم في مدينة المحرق وهي اكبر مدينة سنية في البحرين.

ورأت مصادر دبلوماسية عربية ان واشنطن لعبت دورا أساسيا في اقناع العائلة الحاكمة في البحرين بإحداث تغييرات في تركيبة النظام، بعد تولي الملك حمد بن عيسى مقاليد الحكم عام 1999 اثر وفاة والده الامير عيسى بن حمد ال خليفة، وأدت الى سلسلة من الإجراءات الإصلاحية انصبت أساسا على هيكلة الحياة السياسية والنيابية، وجرى التصويت على ميثاق العمل الوطني في استفتاء يومي 14 و15 شباط من العام 2001، وحظي بالاغلبية المطلقة، وحصلت انتخابات لمجلسين احدهما للشورى معين والآخر للنواب في انتخابات مباشرة من الشعب، ليعيد للبحرين مجلسها التشريعي الذي توقف ما يقارب ثلاثة عقود. وقالت المصادر ان واشنطن شعرت بالقلق في الآونة الأخيرة حول سجلّ ايران في توفير الأسلحة الصغيرة والمتفجرات للشيعة البحرينيين، بما في ذلك معدّات لصنع اجهزة متفجرات محليًّا، وتدخل حزب الله في التوترات الطائفية في الجزيرة، الذي حذّر في بيان له اثر الأحداث الاخيرة من "عواقب لا يمكن التنبؤ بنتائجها "اذا تعرض الشيخ عيسى قاسم للأذى".

ولاحظت المصادر ان المسؤولين الاميركيين لا يَرَوْن اليوم ان البحرين هي محور التركيز الرئيسي للتدخل الإقليمي من جانب إيران او حلفائها، وهم ينتهجون رؤية مماثلة للوضع في المنطقة الشرقية الغنيّة بالنفط في السعودية حيث اندلعت اشتباكات منذ مدة قصيرة بين نشطاء شيعة وقوات امنيّة في بلدة العواميّة بالقرب من محطة تصدير النفط العملاقة في رأس تنورة.

وتعتقد المصادر انه اذا كانت لأحداث البحرين علاقة بكلام ترامب امام ملك البحرين، او كما تردد انه نوع من الضوء الأخضر للعائلة الحاكمة بالتصدي بالقوة للمعارضة الشيعية، فهذا يعني ان واشنطن ومعها السعودية تريدان اختبار ردّة الفعل الايرانيّة وحلفائها ليبنى على الشيء مقتضاه.

ورأت المصادر وجود احتمال كبير بأن يكون لأحداث الثالث والعشرين من أيار الجاري في المنامة والتي ما زالت مستمرة عواقب وخيمة على كل من البحرين والسعودية، خاصة اذا نجحت مملكة البحرين في اعتقال الشيخ عيسى قاسم وسجنه ومحاكمته او طرده من البلاد، وستكون بالتأكيد وجهته طهران، حيث سيواصل من هناك معاركه مع النظام، والتي من المحتمل ان تتحول صراعا مسلّحًا تنخرط فيه مجموعات مؤيّدة لإيران واُخرى للسعودية، مما سيخلق اضطرابات أمنية في المنطقة، ولن يكون لبنان بمنأى عنها، وربما تنعكس سلبا على موسم الاصطياف الواعد بقدوم مواطني دول الخليج لتمضية فصل الصيف في ربوعه.