شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ ​علي دعموش​ خلال احتفال بعيد المقاومة والتحرير في بلدة الكفور على أن "العدو لا يتربص بنا أمنياً وعسكرياً فقط بل فكرياً وأخلاقياً وسلوكياً من خلال الغزو الثقافي والحرب الناعمة التي يشنها على مجتمعنا لاختراق عقول شبابنا وفتياتنا، وحرفهم عن قيم دينهم وإسقاطهم أخلاقياً وسلوكياً". وقال: "خلال السنوات الماضية حاولوا إبعاد الشباب اللبناني عن المقاومة ، وأنفقت الولايات المتحدة أكثر من 500 مليون دولار لهذه الغاية، ولكنهم فشلوا وحصل العكس وكانت النتيجة أن عشرات الآلاف من الشباب اللبناني تهافتوا على المقاومة ورفضوا الإستسلام والخضوع لأساليب العدو، وانخرطوا في صفوف المقاومة ليتحملوا مسؤولياتهم الوطنية في الدفاع عن لبنان في مواجهة الأطماع الصهيونية، وفي مواجهة الجماعات التكفيرية الإرهابية التي كانت تُحاول التمدُّد من الحدود الشرقية لاستباحة لبنان".

وأشار إلى انه "حاولوا أيضاً إبعاد الناس عن المقاومة والفصل بينها وبين أهلها بل والإيقاع بينها وبين شعبها من خلال أسلوب التدمير الممنهج الذي اتبعه العدو في حرب 2006 واستهداف المباني والبيوت الأبرياء بطريقة وحشية ، وفشلوا أيضاً وبدل أن يبتعد الناس عن المقاومة ازدادوا تمسكاً بخيار المقاومة، وعلى امتداد العقود الماضية شنوا حروباً على المقاومة بهدف القضاء عليها وسحقها في تموز 1993 وفي نيسان 1996 وفي تموز وآب 2006، فكانت النتيجة أن المقاومة انتصرت في 25 أيار 2000 وفي آب 2006 وتطورت كماً ونوعاً ، وأصبحت أقوى من أي زمن مضى". واعتبر أن "التحريض على المقاومة والتحشيد ضدها وإعلان العداء لها في قمة الرياض هو لأنها هزمت اسرائيل، ولأنها باتت تملك من القوة والقدرة ما يُقلق اسرائيل ويُخيفها ويصنع معها معادلة ردع تجعل اسرائيل تخشى من ارتكاب أي حماقة في لبنان"، مؤكداً أن "التحريض هدفه القضاء على عنصر القوة هذا الذي هو عنصر قوة لكل لبنان".

ورأى انه "يُريدون تجريدنا من عنصر القوة حتى يستفردوا بنا ونعود إلى الزمن الذي كانت تعتدي فيه اسرائيل علينا وعلى لبنان دون أن يواجهها أحد، ويُريدون أن يجردونا من مقاومتنا لينكلوا بنا كما يُنكلون بالشعب الفلسطيني وبالأسرى الفلسطينيين من دون أن يُحرك أحد ساكناً في هذا العالم".وتساءل: "ماذا قدمت القمة العربية والإسلامية الاميركية في الرياض للقضية الفلسطينية ؟ فالحشد الذي رأيناه في الرياض لم يكن لأجل فلسطين ولا لأجل المطالبة بحقوق الشعب الفلسطيني ولا للوقوف إلى جانب الأسرى الفلسطينيين في معركتهم من أجل الحرية والكرامة".

وأشار إلى أن "مئات مليارات الدولارات التي دفعتها السعودية لأميركا انما هي من أجل حماية الأنظمة البائدة والدكتاتورية، والتحريض على إيران والمقاومة". وقال: "إن الذي يُهدد اسرائيل ويُقلقها ويُشكل خطراً استراتيجياً عليها هو المقاومة وليس الأنظمة العربية التي انسحبت من ساحة الصراع مع اسرائيل"، لافتاً إلى أن "ما جرى في الرياض هو تواطؤ عربي خليجي أميركي مع اسرائيل على المقاومة وثقافتها ومنطقها وخيارها". ورأى أن "الاستقواء بأميركا ليس على ايران والمقاومة ودول محور المقاومة وحسب، وانما على الشعوب المسالمة في المنطقة أيضاً كالشعب اليمني الأعزل، والشعب البحريني المظلوم، فالبحرين الذي انتظر ملكها أخذ الضوء الأخضر من ترامب، أسرع بعد يوم واحد من اجتماعه به للانقضاض على شعبه وسفك دمه ومحاصرة آية الله الشيخ عيسى قاسم".

وأكَّد أن "آل سعود وآل خليفة يتحملون المسؤولية الكاملة عن سلامة آية الله الشيخ قاسم، وأن أي مساس بحياته سيدفع نحو خيارات صعبة ستكون عاقبتها ونتيجتها وخيمة على هذا النظام الفاسد".