لفت الأمين العام لـ"حزب الله"، السيد حسن نصرالله، في خطاب له بمنسبة عيد التحرير، إلى أنه "عندما إجتاحت إسرائيل كان العالم معها ولكن عندما رفض اللبنانيين إحتلالها لم يستطيع اقوى جيش في المنطقة البقاء في لبنان"، مشيراً إلى أنه "بناء على هذه الإرادة والروح هذا الأمر تكرر في البقاع في السنواب الماضية عندما حدث ما حدث في سوريا وسيطرت الجماعات الارهابية على مناطق في سوريا وبدأت بالتهديد بإجتياح القرى البقاعية حسم اهالي المنطقة الموقف دون عون من أحد".

وأكد ان "اهالي البقاع لم ينتظروا إجماعا وطنيا بل بادروا إلى جانب الجيش ووقفوا وواجهو ودفعوا الشهداء وكانت المقاومة إلى جانبهم وكما إستشهد ابناء بعلبك الهرمل في الجنوب جاء أبناء الجنوب ليستشهدوا في جرود البقاع"، معتبراً أنه "لولا هذا التحرك لحلت النكبة في المنطقة، كما حصل في سوريا والعراق".

وأضاف أن "هذا الإنجاز في مواجهة الإرهابيين حصل على مراحل الاولى حين تم استيعاب تمددهم والثانية حين تم طردهم من معظم المناطق الجردية والمرحلة الثالثة حين تم تأمين السلسلة الشرقية والمرحلة الأخيرة هي تأمين جرود عرسال واهالي البلدة يجب ان يبذلو جهدا وكذلك الدولة ونحن حريصون على إنهاء الملف وعدم نزف الدماء".

وأفاد السيد نصرالله انه "في نهاية المطاف لا يمكن البقاء على الوضع الراهن في ظل وجود الجماعات الارهابية"، متوجهاً للارهابيين بالقول "لا افق لمعركتكم ومسار الحرب اخذ ممنحى مختلف فلتكن الفرصة المناسبة لإنهاء هذا الملف".

وعن الامن الداخلي في منطقة البقاع، أشار إلى أن "القوى الامنية تقوم بإجراءات جيدة وهو مطلب الأهالي والدولة استجابت"، مؤكداً "اهمية استمرار الجهد والامور تحسنت ، وندعو الاهالي إلى المزيد من التعاون مع القوى الأمنية، لافتاً إلى أن "الشبكات المسيئة لأهل البقاع يجب ان تعالج ونؤكد على مواصلة هذا العمل ليتكامل مع الجهود في الملف القضائي بخصوص العفو".

وعن قانون الانتخاب، لفت السيد نصرالله إلى أن "الوقت يضيق ومازلنا نأمل بالتوصل إلى قانون جديد وهذا أمل حقيقي وبحسب معلوماتنا في اليومين الماضين هناك افكار جديدة يمكن ان توصل إلى نتيجة طيبة"، مشيراً إلى "اننا ما زلنا نصر على اهمية الوصول إلى قانون جديد، الجميع قال لا للتمديد ولا للفراغ ولا للستين والذي يحفظ المصداقية هو الوصول لقانون جديد وعندما يقول رئيس الجمهورية ميشال عون ان القوى امام فرصة حتى 20 حزيران فالطبيعي هناك عقد إستثنائي لمجلس النواب".

ولفت السيد نصرالله إلى ان "الجميع كان ينتظر قمة الرياض وهذا القمم انعقدت وصدر عنها بيانات وفيما يتعلق بلبنان هناك قلق واليوم أطمئن حميع اللبنانيين ان جميع ما صدر من مواقف في الرياض لن يكون له اي انعكاس على لبنان"، مشيراً إلى أنه "منذ انتخاب الرئيس عون وتشكيل حكومة تفاهمنا داخليا اننا مختلفين بالملفات الخارجية ولكن اتفقنا ان في الموضوع الداخلي وقضايا الحوار ان نتكلم مع بعضنا ونتفاهم وندور الزوايا وهذا ما اعطى للبنان إستقرارا".

وأشار إلى أن "هناك أمر يجب ان يذكر وهو ساعد على تحصين الوضع وهو انه بمعزل عن ملابسات مشاركة وفد لبناني رسمي بقمة الرياض هو ان بمجرد صدور إعلان الرياض"، لافتاً إلى أن "رئيس "التيار الوطني الحر" وزي الخارجية جبران باسيل اخذ مبادرة استطيع أن اصفها بالموقف الشجاع والصادق والصريح، صادق لانه لم يعرض على القمة وشجاع لأن لم يستطيع احد القول كما قال باسيل وجاء موقف عون بعد يوم ليؤكد ان لبنان ملتزم بخطاب القسم ، وبعدها جلسة الحكومة في قصر بعبدا التأكيد ان لبنان ملتزم بخطاب القسم والبيان الوزاري".

وعن المنطقة، أفاد السيد نصرالله أن "الكل يعرف ان هناك حراك سلمي في البحرين ويشكل اغلبية الشعب البحريني يقوده الشيخ عيسى قاسم بحكمة وروية وبعيدا عن العنف"، مشيراً إلى أن "نظام آل خليفة بدل ان يسمع لمطالب الناس بدأو بإطلاق النار وهدم المساجد ومحاصرة الشعب على كل الصعيد وصولا لإتخاذ قرار بترحيل الشيخ قاسم ومنذ سنة الشعب البحريني يعتصم أمام منزل الشيخ قاسم لحمايته وكانت محاولات متعددة لمداهمة منزله ولعل واحدة من افرازات قمة الرياض وزيارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب ان بدأ الهجوم على ساحة الفداء في الدراز مما ادى لوقوع شهداء ومئات الجرحى".

وأشار إلى ان "اليوم يتصلون لترحيل الشيخ قاسم إليها"، مطالباً الحكومة اللبنانية بـ"رفض ترحيل الشيخ قاسم الى لبنان ويجب ان تبلغ البحرين بذلك".

وأفاد السيد نصرالله أنه "في موضوع القمم بالرياض فقيل ان هناك قمم ثلاثة وبالشكل هناك قمة واحدة هي بين سلمان وترامبوالقمة الخليجية كانت لقاء تكرمي والقمة الاميركية الإسلامية ايضا كانت بعض الكلمات ليس أكثر"، لافتاً إلى أنه "فوجئ الجميع بعد القمة بإعلان الرياض واغلب الدول ليش له علم بهذا البيان ، والقادة العرب لم يناقشو شيء وهناك البعض كان نائما وسمع البيان في وسائل الإعلام وإعلان الرياض هو بيان سعودي أميركي فقط ونقطة على أول السطر".

وأضاف انه "حصل في السابق تم تشكيل تحالف عربي اسلامي دون علم بعض الدول والإتفاقات الثنائية وما قدم للاميركين يجب ان يناقش فقط، القمة الموسعة التي جمع لها عد كبير من الدول يأتي سؤال لماذا الذي حصل".

واعتبر أن "ما قامت به السعودية هو تعظيم ترامب وتكريمه وتجليل وهناك مظاهر لن أدخل بها ، وثانيا ابراز الموقع المركزي للسعودية للقول لترامب نحن من نجمع العالم العربي والإسلامي، وثالثا التهويل على ايران ومحور المقاومة ، ان انظروا إلى هذا الحشد وهو لا قيمة له ، رابعا محاولة لدفع اميركا واقناعها بكل الوسائل لتدخل هي في المواجهة المباشرة".

وأفاد السيد نصرالله ان "السعودي عندما قام بالحفلات هذه كانت اهدافه وخطب من خطب وخرج الإعلان ، السؤال هو لماذا السعوديين قاموا بذلك مع هذا الرئيس؟ التكريم والتجليل لترامب وهو اكثر رئيس اساء للإسلام كدين واساء للمسلمين واكثر رئيس اساء للعرب كقومية واساء للسعودية"، متسائلا "اليس ترامب من قال ان السعودية بقرة حلوب؟ هذا اكبر رئيس عنصري وعندما دخل الى البيت الابيض اصدر قرار بمنع دخول المسلمين لأميركا وهذا الرئيس تم تكريمه وهو لم يفعل شيئا حتى الآن وترامب يجلس على كرسي مهزوزة ويمكن ان يتم عزله".

وأكد أن "الكرم السعودي غير مفهوم ابدا وبالسياسة اين المنطق من كل ما حصل خلال زيارة ترامب وما قدم له لم يقدم لأي رئيس والسعودية قامت بذلك اولا لتحمي نفسها ولتحمي النظام نفسه امام العالم لأن العالم لم يعد خافيا ان الذي يقف خلف التكفريين هي السعودية والسعودية هي من صنعت القاعدة والعالم يتطلع ألى النظام السعودي على أنه مركز الفكر التكفيري"، معتبراً أن "السعودي تقدم رشوة للسيد الأميركي ليدفع عنها تهمة دعم الإرهاب وكان همها ان تقول ان ايران مركز الارهاب وهذا ما قاله الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز".

وسأل "إيران هي مركز الارهاب؟ ايران انشأت الجيوش الوهابية؟؟ نعم إيران دعمت المقاومة في لبنان وفلسطين ووقفت مع الشعب العراقي عندما كاد تنظيم "داعش" الارهابي ان تدخل إلى النجف وكربلاء ومن يكفر الشيعة إيران ام كبار علماء السعودية؟ كل تاريخ السعودية تكفير بالمسلمين وإيران تاريخها التقريب بين المذاهب ولن تستطيع السعودية نقل التهمة إلى إيران".

وأضاف السيد نصرالله أن "السعودية قامت بذلك لأنها بحاجة إلى السيد الأميركي لتبقى صاحبة دور في المنطقة و"داعش" ماله سعودي وإدارته سعودية، في اليمن عامين ونصف حرب على شعب شريف وجاؤوا بالجيوش من المنطقة وللاسف ان يشارك الجيش السوداني بهذه الحرب والشعب اليمني صامد واليوم يرسلون أدوية لليمن وهم من يتحمل مسؤولية كل ما يحصل في اليمن"، معتبراً أن "العالم لا يجرأ على قول الحقيقة في اليمن خوفا من قطع المال السعودي عنهم، السعودية فشلت في كل مخططاتها في المنطقة وهي بحاجة للاميركيين".

وأكد ان "هناك مشكلة للسعودية إسمها إيران ، فبعد ان كان السعودي يدعم شاه إيران المدعوم من اسرائيل اصبح اليوم مشكلته الاساسية اسمها ايران والسعودي حاضر لتقديم اي شيء لترامب مقابل مواجهة إيران ، وترامب كل ما يهمه هو المال وإسرائيل"، لافتاً إلى أن "الصفقات بلغت 480 مليار دولار ، وبموضع فلسطين قالوا لترامب نحن جاهزون وترامب حمل رسالة من سلمان لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو واي كلمة ممكن ان تزعج خاطر ترامب في موضوع إسرائيل لم تقال في القمم بالرياض".

وأفاد السيد نصرالله أن "قدم المال وفلسطين تقدم اليوم وكل هذا التجليل والتعظيم من اجل هذه المواضيع وإيران التي كانت العنوان الرئيسي في القمة لكن الكلمات لم تأتي على ذكر إيران باستثناء اندونيسيا وفي الوقت الذي كانوا يجتمعون في الرياض كان الشعب يجدد الثقة بالثورة الإسلامية"، مشيراً إلى أن "الذين يجلسون على صناديق الإقتراع في إيران يبلغون اكثر من 600 الف ولم يحصل ضربة كف في الإنتخابات".

ولفت إلى أن "هذه هي إيران التي يراد لدول لا تعرف صندوق الإنتخابات يراد ان تحارب جمهورية حقيقية ويحضر شعبها بقوة والسعودية هي التي حرضت الرئيس العراقي الراحل صدام حسين على إيران وهما يعترفون بدفع المال لصدام والسعودية لم تترك عمل يمكن ان يضعف إيران إلا وقامت به وإيران تزداد قوة وحضور، وأنصح السعودية أن يتركوا الحقد وحلهم الوحيد هو التفاوض مع إيران"، معتبراً أن "الطريق الذي تسلكه السعودية مصيره الفشل وستربح إيران ، وهذه نصيحتي إلى السعودية".

واعتبر أنه "في اليمن هذه القمم لن تقدم ولن تؤخر شيئا، واليمن مصمم على الصمود والمواجهة وكل ما يستطيع السعودي القيام به في اليمن فعله والنتيجة هي اخفاق عسكري وسياسي"، مشيراً إلى أن "الشعب العراقي اخذ قراره والإتجاه لحسم معركة الموصل وهناك إجماع وطني على الإنتهاء من "داعش".

وأكد السيد نصرالله أنه "في سوريا المزيد من الإنتصارات في الميدان والمزيد من الهزائم لداعش وترامب بخطابه امام القمة بالرياض يشيد بالسعودية ويستدل بانها تحارب الارهاب عبر وضع مسؤول بحزب الله على لائحة الإرهاب والمقاومون يعرفون الطريق الذين اختاروه ويعرفون ما يواجههم وإسمنا مكتوب على لائحة الإرهاب منذ الثمانينات"، معتبراً أن "قبل قمة الرياض وبعدها تدفع المليارات لتشويه سمعتنا ، ولا يوجد شيء جديد لنخاف منه وهذا تكرار لما فعله".

وشدد على أن "المقاومة ستواصل عملها ونحن اليوم ضمن محور المقاومة اقوى من اي زمن مضى واكثر عددا واقوى عدة واشد عزما وفي شرم الشيخ 1996 اجتمعوا اكثر من الذين إجتمعوا في الرياض وعندها قرروا إنهاء حزب الله وعندها كنا اضعف عددا واقصى سلاح كان الكاتيوشا وإيران كانت خارجة من الحرب ونتيحة صمود المقاومة تم إبطال مفاعيل قمة شرم اليشخ، اما اليوم محور المقاومة الوضع مختلف".

وأشار إلى أن "إسرائيل التي كانت تجتاج اليوم تبنى جدارا، خذوا الامور بشكل طبيعي وهذه الحقيقة واسوء ما يمكن ان يحصل هو مجيء الاميركيين إلى المنطقة وهم أتوا في السابق وفرض عليهم الرحيل في العراق وباقون في ارضنا ندافع عن اعراضنا واموالنا ومستقبل اولادنا لذلك نحن اقوى ، ونحن اليوم اقوى من اي وقت مضى"، مؤكداً "اننا سنبقى ندعو لوقف العدوان على اليمن ووقف العدوان على شعب البحرين".

وأكد أنه "مضى زمن الهزائم وجاء زمن الإنتصارات ، والإنتصارات واضحة"، مشيراً إلى أنه "بعد قمم الرياض هذه الامة المقاومة سوف تبقى ترفع الراية ولن تسقط على الإطلاق حتى تحقيق كامل الإنتصارات وهذا وعد الله وكان وعد الله مفعولا".