دعا وزير الخارجية الإيراني ​محمد جواد ظريف​ الدول الإقليمية إلى "الاعتبار من دروس التاريخ من أجل التوصل إلى تسوية سياسية للصراعات في المنطقة"، مؤكداً أن "لا صفقات الأسلحة ولا سلاسل الذهب أو الأجرام المتوهجة ستجفف مستنقعات الإرهاب في المنطقة أو ستحقق الأمن البعيد المدى للسعودية".

ولفت إلى أنه "في الوقت الذي كان يكرّم فيه الرئيس الاميركي ​دونالد ترامب​ في قصور العائلة الملكية السعودية بعد التوصل إلى صفقة أسلحة تاريخية، كان الإيرانيون يحتفلون بنتائج انتخابات جاءت بشقّ الأنفس، من خلال التصويت تجلى تصميم الناخبين الإيرانيين على إكمال طريق الاعتدال والشراكة البناءة القائمة على الاحترام المتبادل الذي جلب للعالم الاتفاق النووي في 2015"، مشيراً إلى أنه "في حال كان الأداء السابق دليلاً على النجاح في المستقبل، فإن المليارات المئة وعشرة دولار الجديدة من الأسلحة لن تقلّص العبء على الجيش الأميركي ولن تساهم في جلب أمن طويل الأمد للسعودية".

إلى ان "المرة الأخيرة التي أنفق فيها السعوديون هذا المبلغ من المال كانت حين زودوا الديكتاتور العراقي صدام حسين بالمليارات في الثمانينيات لتسليح حربه العدوانية على إيران. أنظروا ماذا جرّ هذا الأمر عليهم وعلى العالم"، لافتاً إلى أنه "في أفضل الأحوال يبدو أن ترامب يبتزّ جيراننا السعوديين ويحلبهم من أجل الحصول على المال الذي لا يمتلكونه. وفي أسوأ الأحوال يحوّل الولايات المتحدة إلى مرتزقة للسعودية في الشرق الأوسط، في موقف مخزٍ لأميركا بلحاظ المكان الذي قدم منه 15 من خاطفي الطائرات في 11 أيلول".

وأضاف ظريف أن "الحملة الأمنية في السعودية قبيل زيارة ترامب وهجوم النظام البحريني الدموي على أحد الاعتصامات مباشرة بعد الزيارة يظهران أن الطغاة في المنطقة مُنحوا تفويضاً مطلقاً للقضاء على المعارضة السلمية، بكلمات أخرى، فإن ما يتكشف في الجزء الخاص بنا من العالم يبدو فاسداً"، مشيراً إلى أنه "من أجل منع انتشار الإرهاب والتطرف على الزعماء المسؤولين في المنطقة وعواصم العالم أن يصعدوا ويواجهوا التحديات الجسام التي تقع على كاهلهم، فلنضع رقصات السيف والولائم المترفة جانباً، ولنعالج التناقضات الأساسية".