لفت نائب رئيس الحكومة وزير الصحة ​غسان حاصباني​، إلى "أنّنا اقتربنا من إقرار قانون إنتخابات"، منوّهاً إلى أنّ "تشكيل الحكومة أصبح نهار الأحد بعد الظهر والمفاجأت تحصل، وهناك أشياء تترك لآخر لحظة"، مشيراً إلى أنّ "المخاطرة ليست جيّدة بالأحوال كافّة، والديمقراطية أبطأ أنظمة الحكم للحصول على نتائج، لكنّها الأسلم"، مؤكّداً أنّ "التوافق بين حزب "القوات البنانية" و"التيار الوطني الحر"، إيجابي جدّاً وأعطى دفعة إيجابيّة لكلّ لبنان وليس فقط المسيحيّين، وهو لمصلحة لبنان ككلّ، وعزّز الشارع المسيحي"، موضحاً أنّ "أساس التفاهم بين "القوات" و"التيار" هو التعاون للبناء وليس التنافس على الحصص والمراكز".

وأشار حاصباني، في حديث إذاعي، إلى أنّه "لا يمكننا أن نستخدم الضغط الشعبي لأنّه كما يخلق حركة توعويّة، يخلق أيضاً حركة إحباط عند من يصرخ إذا لم يحصل على ما يريد"، مشدّداً على أنّ "هاجسنا الوضع الإجتماعي والإقتصادي، وهناك معاناة في القطاع الإستشفائي والسياحي والإقتصادي وغيرها والوظائف قليلة على رغم من عدد المتخرّجين الهائل"، لافتاً إلى أنّ "مصروف المواطن يذهب في دفع الإسكان للمنزل والطبابة والتعليم بشكل أساسي. وحتّى نستطيع أن نؤمّن كلّ المتطلبات، يجب أن يكون هناك استقرار سياسي بتقاسيم المواقع والتواجد ضمن الحكم".

وعن خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، رأى أنّ "الإستقرار بالتوجّه، وكأنّ نصرالله يظهر عن نيّة بالتقدّم قدماً وتأمين الإستقرار السياسي في لبنان، وطريقته بالتوجّه إلى الخارج كانت حادّة وأتمنى ألّا يكون لها تأثير سلبي على لبنان كلّه"، مركّزاً على أنّ "لا أحد يريد أن يكون هناك جوّ تصعيدي أكثر، لأنّه بالنتيجة كلّ الأحزاب والمكوّنات والمؤسّسات لها قاعدة شعبيّة تتطلّع إلى عقد إجتماعي جديد وتتطلّع إلى الإستقرار"، مشدّداً على أنّ "لا مصلحة لأحد أن يدخل بمصالح متشنّجة ويعطّل البلد".

وأشار حاصباني، إلى أنّ "العالم يمرّ بمرحلة تاريخيّة، التحوّل كبير والصراعات والتنافس قائم بين الغرب والشرق، ومستقبل العالم متوقّف على قرارات تُتّخذ اليوم"، منوّهاً إلى أنّ "مسيحيّي الشرق يعانون كثيراً ولبنان يحاول الإبتعاد، لكنّه لا يجب أن ياخذ مواقف متشدّدة. يجب أن نبعد نفسنا عن الصراعات الموجودة، والصراخ المباشر لا يساعد في بعض الأحيان بل يرجع إلى الوراء"، موضحاً أنّه "عندما نتحدّث بإسم البلد، هناك جهة مخوّلة التحدّث بإسمه وعلى المجتمع الدولي أن يميز بين الرسالة الرسميّة والرسالة الفرديّة. على المجتمع الدولي أن ينظر إلى ما يصدر عن لبنان رسميّاً وليس فرديّاً، وعندما نتوافق حول موقف معيّن، فهذا يكون الإتجاه الرسمي للبنان"، متسائلاً "لمصلحة من اليوم الحرب على الإرهاب؟ لمصحلة الجميع وهم اتّفقوا حول الموضوع، ولاشكّ بالنية الواضحة للقضاء على الظاهرة المتطرّفة الّتي ظهرت منذ سنوات، وهناك حركة تغيير داخل الإدارة الأميركية سيترجم على المستوى التنفيذي".

ووجّه تحية كبيرة إلى "​الجيش اللبناني​ الّذي أثبت أنّه القوّة الوحيدة الّتي تحافظ على استقرار لبنان وتحمي لبنان من المخاطر. الجيش هو أبو المهمّات وأبو الدفاع عن الحدود وهو اليوم يثبت هذا الأمر وينال إشادات دوليّة، ونحن مع الجيش كقوّة حامية للبنان، وهناك إجماع دولي على أن يكون لبنان مستقرّاً، وتحصين الحدود المجاورة أصبح أمراً ضروريّاً"، مؤكّداً أنّه "لا يزال هناك نوع من الإجماع أنّ لبنان ليس ساحة، لأنّ هناك ساحات أوسع من لبنان وله أولويّات أكبر. الإشارات الّتي نراها تبيّن أنّ هناك إصرار على الإنفتاح والتهدئة والتعاون على المستوى الدولي"، مشيراً إلى أنّ "الإدارة الأميركيّة لديها تصلّب في المواقف، وعلينا ألّا نستبق الأمور لنرى ماذا سيحصل على المستوى الدولي".

وشدّد حاصباني، على أنّ "من مصلحة لبنان أن يدوّر الزوايا إلى أن يبتلور الوضع الإقليمي والدولي، وأن ندع لبنان محايداً إيجابياً لأنّه أفضل مكان له. لذلك علينا التمسّك بالخطوات الإيجابيّة والإبتعاد عن الخطوات السلبيّة"، مركّزاً على أنّ "الأربح للجميع أن يكون دور "حزب الله" المحافظة على لبنان ووضع كلّ الطاقات على الإستقرار السياسي والنمر الإقتصادي. حقّ المقاومة هو للجيش اللبناني ومن المهم أن نبقى بهذا الإتجاه ويجب أن نتكاتف حوله"، مبيّناً أنّه "لا بدّ أن نصل إلى تحوّل إيجابي في لبنان وعلينا أن نحافظ على هدوئنا واستقرارنا حتّى تمرّ هذه العاصفة"، مفيداً بـ"أنّني لا أعتقد أنّه سيكون هناك خلل داخل الساحة اللبنانية والمواجهات تحصل على الساحة الإقليميّة"، منوّها ًإلى أنّ "هناك أفرقاء هدفهم هو استقرار البلد والمصلحة الوطنية لأنّها السبيل الوحيد حتّى يبقى استقرار للأجيال الجديدة".

من جهة أخرى، شدّد حاصباني على أنّ "من واجبات وزارة الصحة القيام بالعمل الإستشفائي إلى قدر كبير"، مشيراً إلى أنّ "في كلّ المجتمعات، الدولة تؤمّن الإستشفاء إلى حدّ ما ولكن يبقى دور المجتمع المدني والتكافل الإنساني والتعاضد أساسي، خصوصاً في الحالات الّتي تتطلّب تكاليف باهظة وغير إعتيادية"، مناشداً الجميع "الإستمرار بالعطاء، لأنّ المجتمع الّذي يفتقد للتعاضد لا يستطيع أن يبقى متماسكاً"، مشيراً إلى أنّ "من الضروري الإنتباه إلى حالات نراها، إمّا لجمع التبرّعات أو المساعدات لأطفال أو أشخاص بحالات مرضيّة ليست على الأقلّ مبنيّة على فحوصات حقيقيّة ودقيقة وعلى دراسات حقيقيّة بكلفة الإستشفاء، وتصبح العمليّة وهميّة تُجمع لها الأموال لغير صالح المريض أو حتّى لإستغلال بعض الحالات، متمنّياً على المتبرّعين كافّة، أنّ "يتأكّدوا من مصداقيّة الجهة الّتي يتبرّعون لها، ونحن كوزارة على أتمّ الإستعداد للمساهمة في التأكّد من المصداقيّة وفق الآليّة الّتي نتّبعها والّتي وافق عليها مجلس الوزراء مؤخّراً".