أفادت مصادر مطلعة لصحيفة "الراي" الكويتية أن "​اسرائيل​ ذكية ورئيس الوزراء الاسرائيلي ​بنيامين نتانياهو​ لا يغامر بحربٍ خاسرة ضد "حزب الله" في هذا الوقت بالذات الذي يَشعر فيه هذا الحزب بأنه قوي وكذلك حلفاؤه في سوريا ويحقق هؤلاء انتصارات متتالية على جبهات متعددة في بلاد الشام وفي العراق ايضاً لحلفاء هذا المحور".

ورأت أن "الجيش الاسرائيلي يبني حواجز مهمّة لمنْع دخول "حزب الله" إلى الأراضي المجاورة للحدود ويبني سدوداً اصطناعية ويعزز المراقبة ويستنفر الرادارات لمنْع تخطي أي طائرة من دون طيار أو صاروخ الحدود"، مشيرةً إلى أن "اسرائيل وقّعت عقداً لاستثمار حقول النفط والغاز ونقل هذه الثروة عن طريق تركيا. وكل هذا يدلّ على رغبة اسرائيل بالابتعاد عن أي حربٍ مقبلة مع "حزب الله" لتتوجه حكومة نتنياهو الى تقوية الاقتصاد الداخلي، في ظل تذمّرٍ من الشباب الاسرائيلي وقلة اندفاعهم نحو الالتحاق بالجيش والمشاركة في اي حرب مستقبلية".

ولفتت إلى أن "اسرائيل غير مرتاحة لعمل الولايات المتحدة في سوريا، فتل أبيب لا تريد من واشنطن مقاتلة تنظيم "داعش" الارهابي والقضاء عليه لأن هذا التنظيم يشغل "حزب الله" وايران ويقتل منهم وهم يقتلون منه"، مستائلة "لماذا القضاء على هذه القوة الضرورية؟ وتعتقد اسرائيل ان وجود "داعش" واستمراريته ضروريّ لانه يدفع ضرر "حزب الله" وايران عنها".

وأشارت المصادر إلى أن "اسرائيل كانت تستطيع ان تضرب "حزب الله" عندما كانت "داعش" و"القاعدة" في موقع قوة على الحدود اللبنانية - السورية وليس اليوم حيث لا منازع ولا خطر وجودياً أو تواجد قوى تشكل تهديداً لـ"حزب الله" على هذه الحدود وقد سمح الوضع الحالي للحزب بنشْر قوة صاروخية فتّاكة في سلسلة الجبال الشرقية سيستخدمها في حال نشوب أي حرب مع إسرائيل من الأراضي السورية وإذا اعتقد البعض ان ردّة فعل اسرائيل ستنصبّ حمماً على سوريا فإن موقف الرئيس السوري بشار الأسد واضح في هذه الحالة بالذات وهو قال ان سوريا اعتادت على الدمار والقتل منذ أكثر من 6 سنوات لتصبح أي حرب أخرى سهلة وخوض غمارها في محورٍ آخر ضد اسرائيل لم يعد مشكلة، إلا أن السؤال يُوجّه لاسرائيل وليس لسوريا او "حزب الله"، مستائلة "هل يستطيع نتنياهو تحمل الضربة والخسارة التي ستصيبه؟".

وأضافت أن "أميركا لن تضرب "حزب الله"، ولا اسرائيل ستقبل بالانجرار الى حربٍ مماثلة لأنها لا تريد تَحمُّل الثمن الباهظ. وقد حذّرتْ موسكو تل أبيب من الدخول في مغامرةٍ مماثلة لأن أيّ معركة مقبلة ستفسد مشروع موسكو في الشرق الأوسط، وهي لا تريد ذلك في الوقت الراهن. بالاضافة الى ذلك فإن الحزب اللبناني حضّر قاعدة قوية في سوريا من السوريين الذين اقتنعوا بضرورة محاربة إسرائيل لاستعادة الأرض المحتلة. ويتهيأ هؤلاء لاستعادة المناطق السورية على طول الحدود الجنوبية بالتدريب على مجسماتٍ وقرى بناها "حزب الله" في إطار مناورةٍ لاقتحام هذه المواقع والتقدم إليها واستعادتها وخلاصة القول إن لا حرب قريبة ولا بعيدة بين اسرائيل و"حزب الله" لأن أي خسارة ستصيب إسرائيل تكون مدمّرة، وتل أبيب لن تستطيع تحقيق أهدافها في المستقبل خصوصاً بعدما فشلتْ في تحقيقها في الحرب الثانية فكيف اليوم و"حزب الله" قد خاض المئات من المعارك التي سمحت لقواته بتراكُم خبرات مهمة ونادرة خلال سنوات الحرب في سوريا والعراق، وأَوْجد توازن رعب من خلال صواريخه الكثيرة الاستراتيجية، ولهذا فإن اسرائيل لن تُقْدِم على حربٍ لا ضمانة لها بالنصر فيها".