اوضح مصدر إسلامي متابع لما يجري في ​جرود عرسال​ لـ"الحياة" أن "الاشتباكات التي حصلت بين "داعش" و"سرايا اهل الشام" هو نتيجة الدعوة الأولى التي وجهها الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله إلى المسلحين في جرود عرسال منتصف الشهر، حين قال إنه "في ضوء كل التطورات في سوريا، في دمشق وفي الغوطة الشرقية (ريف دمشق) والمنطقة الحدودية، أنتم تخوضون معركة في الجرود ليس لها مستقبل، ونحن جاهزون لأن نضمن تسوية مثل كل التسويات التي تجري ويمكن التفاوض على الأماكن التي يذهب إليها المسلحون بأسلحتهم الفردية وعائلاتهم"، ثم جدد دعوته قبل يومين بأن "لا أفق لمعركتكم ولا أمل لكم ومسار الحرب القائمة في سوريا والعراق أخذ منحى مختلفاً تماماً لذلك فلتكن هناك الفرصة المناسبة لإنهاء هذا الملف بأفضل وسيلة".

وذكر المصدر الإسلامي أنه "حصلت مفاوضات في ضوء هذه الدعوات تقضي بانسحاب مسلحي "جبهة النصرة" وفق ترتيب معين، وأن تتسلم "سرايا أهل الشام" أماكنها، والأخيرة هي عبارة عن فصيل يضم مجموعات من "الجيش السوري الحر"، وهذه السرايا ليست في موقع عداء مع الأجهزة الأمنية اللبنانية"، مضيفة: "يبدو أن تنظيم "داعش" غير موافق على هذا الأمر ويريد إبقاء المنطقة في حال توتر ومفتوحة لاستخدامها كما يريد، فاقتحم عناصره مواقع السرايا فجراً بعدما عمدوا إلى تخوين مسلحي جبهة النصرة و "سرايا أهل الشام"، وساند مسلحو "النصرة" مسلحي السرايا في رد محاولة الاقتحام الداعشية".

وأشار المصدر إلى أنه "تم نقل 6 مسلحين جرحى إلى مستشفى "الرحمة" في عرسال لا تعتبر حالتهم خطرة، في حين تم نقل 4 جرحى إصاباتهم بالغة إلى مستشفى فرحات"، مؤكدا أن "هؤلاء الجرحى نقلوا تحت شرط أن يعودوا بعد معالجتهم إلى الجرود. وتردد أن الشرط تم بالاتفاق مع الأجهزة الأمنية اللبنانية".

ورأى المصدر أن "الحديث عن عشرات القتلى بين صفوف مسلحي "داعش" مبالغ فيه، والرقم قد لا يتجاوز 6 قتلى".