رأى الأمين العام ل"الحزب الشيوعي اللبناني" حنا غريب، في احتفال تأبيني أقيم في بلدة لبايا، ان اقتراحات قوانين الانتخاب "على شاكلة الستين والتأهيلي والمختلط وما يحكى من دوائر 15 مفصلة على قياس أطراف السلطة، كلها طائفية ومذهبية واقصائية للقوى الوطنية والتقدمية واليسارية المنتشرة في كل الطوائف والمذاهب وعلى امتداد مساحة الوطن، وهدفها جميعا ان تبقينا في ما نحن فيه من معاناة ومن تخويف بعضنا من البعض الآخر، ليستمر أمراء الطوائف في تجديد سلطتهم ونهب حقوقنا بحجة حصة الطائفة، بينما شعبنا يزداد فقرا وعوزا من كل الطوائف وهم يزدادون ثراء".

وجدد المطالبة ب"قانون على أساس النسبية خارج القيد الطائفي والدائرة الواحدة، او بالحد الأدنى، الالتزام بالدستور وفق المادة 22 التي تنص على انتخاب مجلس نواب خارج القيد الطائفي، وذلك لإخراج البلد من أزمة نظامه الطائفي التي يستمر بالتخبط بها ونحن من يدفع الثمن".

وكشف ان "نحن لا نفتش عن حصة لنا، نحن نفتش عن انقاذ الوطن، نقول لهم فشلتم فشلا ذريعا وكفى تمديدا لمعاناتنا، فلا رواتب وأجورا ولا كهرباء ولا مياه ولا موازنة ولا تسليحا كافيا للجيش اللبناني وللأجهزة الأمنية، ولا ضمانات صحية واستشفائية، ولا تعليما رسميا نوعيا ولا ضمان شيخوخة، ولا فرص عمل للشباب ولا للنساء، ولا حماية لليد العاملة اللبنانية، ولا تصريفا للإنتاج الزراعي، والديون تتراكم والبطالة ترتفع والضرائب أكثر فأكثر، والفقر الى مزيد. فهل بمثل هكذا أوضاع نقاوم ونصمد أمام هذه الهجمة الجديدة؟".

واعتبر غريب "ان الجيش والشعب والمقاومة يحتاجون اليوم من اجل الانتصار في المعركة، الى دولة مقاومة، فهذه الدولة الطائفية المذهبية هي عدوة المقاومة ومشاريع قوانينها الانتخابية التي يتداولونها تعيد انتاج سلطتها الفاسدة. هل بإمكاننا ان نستمر على هذا المنوال، من حقنا ان يكون لنا دولة تؤمن هذه الحاجات، ذلك ان هذه الدولة فشلت في تحقيقها فلا تراهنوا عليها ولا على سلطتها، امسكوا قضيتكم بيدكم وكونوا معا صفا واحدا من اجل تحرير الأرض وتحرير الانسان الذين حرر هذه الأرض من اجل تحريره من معتقلات وسجون النظام الطائفي والمذهبي، ولطالما كان أبناء الفقراء، أبناء الطبقة العاملة، من وقع ويقع عليهم أعباء المواجهة".

وإلى "الخطر الداخلي الآتي من النظام الطائفي المذهبي ودولته الفاشلة وسلطته الفاسدة"، تحدث غريب عن خطر خارجي هو "مشروع الشرق الأوسط الكبير التي تشرف على تنفيذه الولايات المتحدة الأميركية"، وقال: "إذا كانت أهداف مشروع الشرق الأوسط الكبير تفتيت المنطقة العربية وتحويلها الى دويلات طائفية ومذهبية واتنية متناحرة، من اجل اضعافها وتأمين امن إسرائيل والاستمرار في نهب ثرواتنا النفطية وخيراتنا ومياهنا،

وإذا كانت الوسائل والأدوات المستخدمة لتنفيذ هذا المشروع، هي أدوات طائفية ومذهبية ظلامية تكفيرية سعت وتسعى الى تشويه الدين ومذاهبه المختلفة، من أجل تحقيق مشاريعها، وكان لحزبنا شرف مواجهتها في كثير من المحطات التاريخية،

وإذا كانت قمة الرياض شكلا من اشكال تصعيد المواجهة السياسية والعسكرية في المنطقة بما يخدم هذا المشروع، ووصول نيران ارهابه إلى الدول التي لم تصلها بعد، من مصر الى البحرين ودول الخليج، وسباقا نحو الحدود العراقية الأردنية والسورية وانقضاضا على حقوق الشعب الفلسطيني،

فإن مواجهة هذا المشروع تكون بمشروع نقيض له من حيث طبيعته، مشروع التجميع بدل التفتيت، مشروع المقاومة بدل التبعية للخارج، مشروع تحرير ثرواتنا النفطية من السيطرة الخارجية، مشروع الصراع العربي- الإسرائيلي من اجل فلسطين وإنقاذ شعبها، مشروع بناء دول عربية ديمقراطية تضع الثروات العربية في خدمة التنمية الاجتماعية لشعوبها، مشروع بناء دول تعطي العمال والاجراء حقوقهم الاجتماعية وتضمن الحريات العامة لشعوبها ولا تقمعها ولا تزج بمثقفيها في السجون والمعتقلات.

انه مشروع المقاومة العربية الشاملة الذي ندعو اليه. مقاومة بمفهومها الواسع سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وعسكريا، بمواجهة مشروع الشرق الأوسط الكبير".