شكل قرار مجلس ​الجامعة اللبنانية​ ورئيسها ​فؤاد أيوب​ بشأن منع الطالب المسجل في الجامعة بالتسجيل في أكثر من اختصاص واحد في العام الدراسي ذاته، مفاجأة للجميع، اذ يعتبر البعض أنه بدل أن يكافىء الطالب المجتهد الذي يعمل على تحصيل علمه في مجالين مختلفين بالوقت نفسه، تم منعه من ذلك، ويرى آخرون ان في هذا القرار عدلا واصلاحا في كليات الجامعة اللبنانية.

يرى الدكتور بلال غزال الذي تخرج من كليتي الهندسة والعلوم بالجامعة اللبنانية، ويعمل اليوم كمحاضر في كلية العلوم بزحلة، أن للتسجيل باختصاصين في الوقت نفسه ايجابيات وسلبيات، مشيرا الى أن الأخيرة تفوق الاولى. فيتحدّث عنها لـ"النشرة": "من السلبيات التي يحملها تعدد الاختصاصات، "تشتت" الطالب الذي يصبح ملزما بتوزيع تركيزه وجهده على اكثر من مكان، فيؤدي بالنتيجة وإن نجح في الاختصاصين الى تدني مستوى علاماته".

ويضيف: "أيضا يمنع التسجيل باختصاصين الطالب من "الحضور" اذ يُجبر أن يكون حاضرا في مكان واحد، وهنا تقع المشكلة اذا كانت الكليات تطبيقية وبحاجة لتواجده، خصوصا وأن 60 بالمئة من فهم الطالب للمادة يأخذه من المحاضرات". اما الايجابيات فيراها غزال بشرط ارتباط الاختصاصين ببعضهما اذ يمكن عندها للطالب أن يرى الأمور من أوجه متعددة، تماما كما هي الحال في الهندسة والعلوم، اذ أن الهندسة اختصاص تطبيقي والعلوم اختصاص نظري.

من جهته يشدد الناطق الإعلامي باسم رئاسة الجامعة الدكتور علي رمال أن القرار هدفه "التنظيم" لا منع الطلاب من التسجيل باختصاصين لمجرد المنع فقط، مشيرا في حديث لـ"النشرة" الى أن الهدف الأساس هو المساواة بين الطلاب، وعدم السماح للطالب الذي يدرس في إحدى الكليات المقفلة أي تلك التي تتطلب امتحانا للدخول إليها أن يحجز مقعدا دراسيا ثانيا في كلية مقفلة أيضا، لافتا النظر الى أن حجز المقعد الثاني يعني حرمان طالب منه وهذا ما يجب منعه.

ويضيف رمال: "لقد سمحت الجامعة اللبنانية للطالب أن يتسجل باختصاص اساسي، واخر اضافي بشرط أن يكون الثاني في كلية مفتوحة غير ملزمة بعدد مقاعد معين في كل عام ولا تتطلب امتحانا للدخول، على ان يُسجل فقط 20 بالمئة من "المواد" في كل فصل، وذلك لجعله قادرا على الالتزام بـ"حضور" المحاضرات والتركيز. ويقول: "إن هذا الامر سيجعله ينتهي من ثلث "الإجازة" عند انتهائه من دارسة الاختصاص الأساسي".

ويشير رمال الى ان الجامعة اللبنانية بعمل إداري دائم والهدف هو مصلحة الطلاب، وتسهيل الأمور لتُفتح المسارات على مستوى الاجازة، والنقل من اختصاص الى آخر، كاشفا أن قرارات اخرى ستصدر تباعا تدعم القرار التنظيمي الحالي.

إسأل مجرب...

في السابق كانت النصيحة بـ"جمل"، ونصيحة الدكتور غزال قد تكون الامثل اليوم لانه من الذين خاضوا تجربة التسجيل في اختصاصين مختلفين في الوقت نفسه، وفي هذا الإطار يقول غزال: "نصيحتي للطالب المتحمس على التسجيل باختصاصين لتحدي نفسه واثبات قدرته، أن يختار اختصاصا واحدا ويبدع ويتعمق فيه، اذ أن هذا الامر هو الافضل لمستقبله"، ويضيف: "اذا كان للطالب هواية في اختصاص معين فيمكنه أن يطلع على أهم الكتب فيه بوقت فراغه، او أن يدرسه بعد انتهائه من الاختصاص الأساسي".

يكشف دكتور في الجامعة اللبنانية أن لجوء الطالب الى اختصاصين منفصلين يعني "ضياعه" وعدم قدرته على تحديد الهدف الذي يسعى اليه، مشيرا الى أن الضياع هذا قد يتحول الى خلل في تأدية الوظائف المطلوبة منه، لافتا في نفس الوقت الى أن هذا الامر ينطبق على قسم من الطلاب المسجلين في اختصاصين وليس كلهم.

لا شك أن من حق الطالب تحديد مستقبله ونوع الاختصاص الذي يرغب بدراسته، سواء أراد التخصص في مجال واحد او اكثر، ولكن من حق الطلاب الاخرين أيضا أن يجدوا مقعدا لهم في الجامعة، فهل يكون القرار الجديد حلا يوائم بين هذين الحقين؟.